عشرات الضحايا في كارثة صحية بمنجم جنوب كردفان
فقد 23 شخصاً حياته وأصيب 145 آخرون في كارثة صحية بمنجم التقولة بمدينة تلودي في ولاية جنوب كردفان غرب السودان، وفق ما أفادته لجنة "مناهضة السيانيد" بمدينة قدير.

مركز الأخبار ـ تشير المعطيات الأولية إلى أن الحالات الصحية المسجلة في منجم التقولة قد تكون ناجمة عن التعرض العاملين فيها لمخلفات مادة السيانيد، التي تُستخدم بشكل واسع في عمليات استخلاص الذهب داخل المنجم. وتُعد هذه المادة من أكثر المواد الكيميائية سمّية.
أعلنت لجنة مناهضة السيانيد بمحافظة قدير ولاية جنوب كردفان، أمس الاثنين 20 تشرين الأول/أكتوبر، عن وفاة 23 شخص وإصابة 145 آخرين في كارثة صحية وقعت بمنجم التقولة بمحافظة تلودي غرب السودان، وتعد الحادثة من أخطر الكوارث الصحية التي شهدتها المنطقة، وسط ترجيحات بارتباطها بمخلفات التعدين أو تفشي وباء الكوليرا.
وباشرت السلطات المحلية بإجراءات طارئة شملت فرض حظر على الدخول والخروج من المدينة، ومنع المركبات المحملة بمخلفات التعدين من دخول مدينة كالوقي، في محاولة للحد من انتشار الأزمة الصحية.
وفي الوقت الذي لم يتم فيه تحديد سبب الوفاة بشكل نهائي حتى الآن، تشير المعطيات الأولية إلى احتمال وقوع حالات تسمم ناجمة عن مخلفات تعدين السيانيد أو تفشي وباء الكوليرا، وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام المحلية أن بعض شركات التعدين في السودان تستخدم مادة السيانيد شديدة السمية في عمليات استخلاص الذهب، ما يُرجّح تسببها في تلوث المياه والتربة، وإحداث أضرار صحية جسيمة للإنسان والحيوان على حدّ سواء.
وقالت لجنة مناهضة السيانيد بمدينة قدير، إن شهود عيان أكدوا على تفشي حالات إسهال حادة في منجم التقولة بمدينة تلودي، حيث تُستخدم مادة السيانيد السامة في عمليات استخلاص الذهب، ما أدى إلى تسجيل وفيات وإصابات متعددة.
واضطرت السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات صحية عاجلة شملت فرض حظر الدخول والخروج من المدينة وتجويل المصابين إلى مشفى تلودي الذي استقبل غالبية الحالات وسجل معظم الوفيات. وكان المنجم قد شهد خلال الأشهر القليلة الماضية حالات التهابات حادة وحساسيات جلدية ونفوق للطيور، ما يعكس سمية مادة السيانيد المستخدمة.
وفي مدينة قدير، أعلنت لجنة الخدمات الصحية حالة الخطر القصوى ووجهت السلطات الأمنية بمنع أي مركبات تنقل مخلفات الكرتة إلى مدينة كالوقي، خشيةً من انتقال العدوى حال تأكد أن الكارثة الصحية ناتجة عن وباء الكوليرا الذي يُعرف بسرعة انتشاره وخطورته، خصوصاً مع كثرة المناجم وقربها من المدن والأسواق مثل التقولة، القردود، الافزر، اللفة باجنون، الليري، تلودي، وكالوقي وغيرها من المناطق والقرى.