قمة دولية لتغير المناخ تحدد المغزى والالتزامات

فرض المناخ وقضاياه الملحة حضور قادة وزعماء أكثر من أربعين دولة، عبر الأنترنت في قمة دولية، جاءت تزامناً مع اليوم العالمي للأرض 22 نيسان/أبريل.

مركز الأخبار ـ
اجتمع قادة وزعماء أكثر من أربعين دولة عبر الأنترنت، لمناقشة ظاهرة الانبعاثات الكربونية المتسببة بالاحتباس الحراري، والحد منها، في قمة دعا إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن بحلول عام 2030. 
وجاء انعقاد هذه القمة تزامناً مع اليوم العالمي للأرض، كما أنها ستواصل أعمالها على مدى يومين وتعد القمة الأولى التي تشارك فيها الولايات المتحدة بعد انسحابها عام 2017، من اتفاقية باريس للمناخ الخاصة بخفض انبعاثات الكربون العالمية.
وكان من بين المتحدثين في القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جين بينغ، إضافة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وهم من الرؤساء الذين تتصدر بلدانهم قائمة الدول الأكثر تسبباً للانبعاثات الكربونية.
وجاءت القمة امتداداً للجهود العالمية لمواجهة المشاكل المتعلقة بالتغير المناخي والتقليل من آثاره، ومناقشة الملفات الخاصة به، وفي مقدمتها الاحتباس الحراري، والطرق التي ستعتمدها الدول بهذا الشأن، وعلى وجه الخصوص الدول الصناعية الكبرى المتهمة بالتسبب في الجانب الأكبر من المشكلة.
وبدأت القمة بتعهد أدلى به الرئيس جو بايدن، لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 52% من مستويات عام 2005 بحلول عام 2030، موضحاً أن مكافحة التغير المناخي فرصة تتيح فرص عمل مهمة. 
وأشار للمنافع الاقتصادية التي وصفها "بالاستثنائية" المرتبطة بمكافحة الاحتباس الحراري، محذراً من عواقب "عدم التحرك"، ومشدداً على "الواجب الأخلاقي والاقتصادي" الذي يمكن أن تمثله عملية المكافحة.
وأكد جو بايدن أن بلاده تسعى لخلق بنية تحتية أساسية لتوفير صناعات صديقة للبيئة، وتخطط لـ "انبعاث صفر" من الغازات بحلول عام 2050، مجدداً التزام واشنطن بمساعدة الدول التي تعتمد عليها في هذا السياق. 
ومن جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة تطبيق اتفاقية باريس الموقع عليها من قبل 175 من رؤساء العالم عام 2016، وهدفت لخفض الاحتباس الحراري لأقل من 2 درجة مئوية، واتفاقية كيوتو الموقع عليها من قبل 195 دولة عام 1997، والهادفة لدراسة تغير المناخ، وإيجاد الحلول المناسبة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وانتشار الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وقد جاءت هذه الاتفاقية كتعديل لاتفاقية الأمم المتحدة الشاملة عام 1992 بشأن تغير المناخ.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "نهدف إلى تخفيض درجة حرارة الأرض درجتين"، بينما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده تسعى لوضع حد لانبعاثات غاز الكربون خلال الأعوام الخمسين القادمة، مشيراً إلى أنهم ملتزمون بـ "النمو الأخضر لكوكب الأرض".
ومن جانب أخر شدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على ضرورة دعم خطة الولايات المتحدة لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030، وأنه على الدول الغنية توحيد موقفها في مواجهة التغيرات المناخية.
ومن المتوقع أن تستند عملية خفض الانبعاثات من محطات الطاقة والسيارات على تمويل برامج الطاقة النظيفة والابتكارات بمبلغ قدر بـ 2 ترليون دولار، والتحول إلى ما يعرف بالمشاريع الخضراء، وسيكون دور أسواق رأس المال في هذا المجال أساسياً.
والجدير ذكره أن هذه القمة تمهد لقمة عالمية أخرى للمناخ من المقرر أن تعقد في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في غلاسكو بإسكتلندا، تحت عنوان "تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند واحد ونصف درجة مئوية".