متطوعات تساهمن في تقديم الوجبات للنازحين ضمن بيروت

انضمت العديد من النساء وطالبات الجامعات في لبنان إلى جمعيات الإغاثة من أجل مساعدة النازحين ضمن البلاد بتقديم وجبات الطعام وأغطية.

لميس ناصر أبو عساف

بيروت ـ مع تزايد التصعيد منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، ازداد عدد النازحين من جنوب لبنان، بالإضافة إلى عملية نزوح جديدة من مناطق البقاع وضاحية بيروت، ازداد العبء الواقع على كاهل منظمات المجتمع المدني مع غياب واضح للحكومة في لبنان لتكون خط الاستجابة الأول للكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد في ظل الحرب.

سنتيا مهدي متطوعة في إحدى جمعيات الإغاثة من جنوب لبنان، تعمل في قسم المطبخ وتقوم بتحضير الوجبات لأكثر من ألف وخمسمئة شخص من النازحين والأعداد في ازدياد مستمر، فهناك ما يقارب 800 نازح في منطقة "كليمنصو" فقط ضمن بيروت.

وعن عملها تقول "أصبحنا مسؤولين عن إطعام مركزيّ إيواء ضمن بيروت بشكل مباشر، بالإضافة إلى توزيع عدد من الوجبات على النازحين خارج مراكز الإيواء مثل ساحة الشهداء"، لافتةً إلى أنهم يواجهون صعوبات في تأمين المواد الأولية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار بعضها، حيث أنهم يعتمدون على موارد الجمعية المحدودة وبعض التبرعات من الأفراد الراغبين بالمساعدة.

وبينت سنتيا مهدي أنهم بحاجة إلى متطوعين لأن غالبيتهم طلاب جامعات التحقوا بالعمل التطوعي كون جامعاتهم توقفت مؤقتاً بسبب الحرب، لكنهم قريباً سيتابعون تعليمهم عبر الإنترنت، والعمل التطوعي يأخذ كل وقتهم، إذ يعملون من الصباح حتى ساعات متأخرة من الليل.

 

 

من جانبها تقوم زينة شمس الدين وهي مسؤولة فريق التقييم، بأخذ بيانات العائلات النازحة وأماكن تواجدها من فريق التسجيل في الجمعية، وتزورها ميدانياً برفقة زملائها وزميلاتها، للوقوف على احتياجاتها وتشارك نتائج عملها مع الجمعية لتأمين احتياجات العائلات الأساسية، ليقوم فريق آخر بتوزيع تلك الاحتياجات.

وأوضحت أن الجمعية توزع أغطية وبساط بالإضافة إلى وجبات الطعام، لافتةً إلى صعوبة العمل في المناطق غير الآمنة بسبب استمرار القصف ولذلك تخاف على سلامتها وسلامة زملائها وزميلاتها، ويتبعون استراتيجيات خاصة لتحديد آليات العمل.

وأكدت زينة شمس الدين على دور المرأة "كنساء ضمن الجمعية متواجدات في كافة مستويات صناعة القرار من إدارة الجمعية إلى الفرق الميدانية على الأرض وكذلك مطبخ الإغاثة"، مضيفةً "يصعب الاستغناء عن العنصر النسائي وفريق التقييم الميداني مؤلف من نساء وشباب بالتساوي وهذا يسهل العمل لأن الوصول إلى بعض العائلات يكون صعباً في حال كانت الفرق الميدانية مكونة من نساء فقط أو شباب فقط".

 

 

وتعمل نينا البني وهي متطوعة إغاثة، في تلقي الاتصالات من العائلات النازحة وتسجيل المعلومات الأولية لها، وتنقل هذه المعلومات والاحتياجات لفريق التقييم لدى الجمعية، كما تعمل مع فريق التوزيع الذي يبدأ دوره بعد تقييم احتياج العائلات وتأمينها من قبل الجمعية.

وتقول "نواجه صعوبات متعلقة بالحواجز الاجتماعية من قبل عائلاتنا والمجتمع الذي يحارب عمل النساء في الميدان، كما أن بعض العائلات التي نقابلها من بيئة محافظة لا تتقبل تعامل النساء مع الرجال بشكل مباشر"، وفي هذه الحالات تقوم المتطوعات بتوصيل الاحتياجات للنساء دون تواجد رجال.

كما أشارت إلى بعض المواقف الصعبة التي تواجهها النساء في الميدان مثل الإساءة اللفظية، إلا أنها أكدت على أنهن مدربات على التعامل مع تلك المواقف، مضيفةً أنه بسبب غياب الحكومة أخذ المتطوعون الشباب دور الدولة في الاستجابة للأزمات.

وقالت "منذ تفجير مرفأ بيروت حتى اليوم ونحن من يعمل على الأرض لمساعدة المتضررين وليس الدولة"، مؤكدة على عجز المنظمات المدنية الصغيرة على تلبية الاحتياجات اللازمة لهذا المستوى من النزوح "نحن كجمعية قادرين على تغطية احتياجات ألف وخمسمئة عائلة من أصل مليون نازح اليوم في لبنان حيث تلبية احتياجاتهم الأساسية تحتاج إلى تضافر جهود حكومية ودولية".