نساء السودان يتعلمن الفنون القتالية لحماية انفسهن من العنف

شاركت مجموعة من النساء في ورشة لتعلم الفنون القتالية للدفاع عن أنفسهن في حال تعرضهن للتحرش في ظل الحرب التي تشهدها السودان.

ميرفت عبد القادر

السودان ـ ضمن مشروعات  تنمية مهارات المرأة التي يقدمها مركز "عديلة" بمدينة بورتسودان، أقام المركز ورشة الدفاع عن النفس للنساء لتمليكهن مهارات الدفاع عن أنفسهن في ظل الحرب الحالية والانتهاكات والعنف الذي تتعرض له النساء في السودان.

ضمت الورشة عدد من النساء تعملن في مجالات مختلفة، تحدثن عن كيفية الدفاع عن النفس في حالات التحرش والعنف الذي تتعرض له النساء.

وتحدثت المشاركات عن حوادث تعرضن فيها للتحرش في الشارع العام و ووسائل النقل وأثناء رحلة نزوحهن إلى مدينة بورتسودان وكيف تعاملن مع هذه الحوادث، حيث أوردت منظمات أممية إحصائيات تعدت المئات لحالات الانتهاكات التي تعرضت لها النساء في السودان من عنف جنسي وتحرش وزواج قسري.

ولم تكن تتوقع المرأة السودانية أن تضطرها الظروف للجوء لتعلم الفنون القتالية لحماية نفسها، ولم يكن المجتمع يسمح لها بممارسة هذه الفنون أو حتى التفكير بها، فبالرغم من أن المرأة السودانية حتى فترة ما قبل الحرب لم تنل حرياتها المسلوبة في الأنظمة السابقة والتي ظلت تنادي بها عبر ثورة ديسمبر ‪إلا أن العادات والتقاليد المحلية في السودان إلا أن التحرش والاغتصاب كانا منبوذان وليسا واسعا الانتشار.

وعلى هامش الورشة تحدثت مدربة الكاراتيه والفنون القتالية دهبة محمد علي عن  تجربتها مع الفنون القتالية كهواية ثم احترفتها وأحرزت عدد من الأحزمة المتقدمة وتحولت إلى مهنة امتهنتها، أما عن تقبل المجتمع السوداني لفكرة تعلم النساء للفنون القتالية فقالت إنها وجدت صعوبات في بداية الأمر ابتداءً من أسرتها التي رفضت فكرة التدريب على الفنون القتالية، ونظرة المجتمع الغير متقبّل لها، كما وجدت تنمر كبير من قبل المجتمع عليها.

وبخصوص الورش لنشر وتعميم فكرة تعلم الكاراتيه والفنون القتالية للنساء قالت أنها بدأت بنشر فكرة  تدريب النساء على الفنون القتالية بعد ارتفاع معدل التحرش في السودان بشكل كبير في الشوارع، ووسائل النقل وغيرها، فالورش التدريبية النظرية والعملية تمنح المرأة الثقة بالنفس في الدفاع عن نفسها ونيل حقوقها.

وفيما يتعلق بإقبال النساء على هذه الورش  ذكرت أنه كان ضعيفاً في بداية الأمر، نسبة للقيود التي يفرضها المجتمع على النساء، ولا تسمح لهن بتجاوزها، مؤكدةً أنها من أكبر المعوقات والعقبات التي واجهتها.

وترى أن الاستمرار والإصرار وما تعرضت له النساء من انتهاكات بعد الحرب غيرت جميعها من نظرة المجتمع وتفكيره وتفهم حاجات النساء لمعرفة كيفية الدفاع عن النفس فأصبح الإقبال كبير وتفهمت النساء حاجتهن لهذه الورش وتعلم الفنون القتالية للدفاع عن النفس.

ووجهت رسالة لكل النساء حتى بالمناطق الآمنة بضرورة معرفة مهارات الدفاع عن النفس والفنون القتالية لأهميتها بالنسبة لهن، ووعدت بتعميم فكرة التدريب للنساء بكل الولايات الأخرى حتى بعد توقف الحرب حتى تستطيع كل امرأة الدفاع عن نفسها وتقوية شخصيتها.