"مرايا فلسطينية 18" معرض يجمع المشاريع الصغيرة للنساء

ـ تجمعت عشرات النساء صاحبات المشاريع الصغيرة المختلفة بقطاع غزة أمس الأربعاء 9 شباط/فبراير استعداداً لانطلاق معرض "مرايا فلسطينية 18"

رفيف اسليم
غزة ـ تجمعت عشرات النساء صاحبات المشاريع الصغيرة المختلفة بقطاع غزة أمس الأربعاء 9 شباط/فبراير استعداداً لانطلاق معرض "مرايا فلسطينية 18"، والذي سيستمر ليومان على التوالي لإعطاء الرياديات الفرصة كي يسوقن منتجاتهن المختلفة ويتفاعلن مع الجمهور وجهاً لوجه بعيداً عن العالم الافتراضي الذي لربما شكل عائق في تسويقهم لتلك المشاريع والحكم على جودة المنتج.
المتجول في المعرض يستطيع أن يلاحظ تنوع المنتجات ودقة صنعها فمن الشمع إلى الملابس المستوردة يقابلها زاوية التطريز المجاور لها زاوية للمأكولات الصحية وأخرى زاوية طبية تحتوي على بعض الكريمات ومنتجات العناية بالجسم، متنقلاً إلى أدوات الزينة ومنتجات الخشب والتحف والأواني وحتى الدمى، جميعها كانت زوايا صغيرة لنساء فلسطينيات شاركن بالمعرض ليؤكدن على أهمية دور المرأة في إيجاد مصدر دخل خاص بها.
تقول المدير التنفيذي لمعرض مرايا فلسطينية ديما الشرفا أن المعرض يشمل أكثر من (60) زاوية وشركة مشاركة، معظمها لنساء رياديات اخترن أن يبدأن مشاريعهن الصغيرة للإنفاق على أنفسهن وعائلاتهن، لافتةً إلى أنه دوماً ما يتم دعم هؤلاء النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تقوية صفحاتهن ومحتواهن وزيادة عدد متابعيهن ليأتي الدور التكاملي للمعرض الذي يمنحهن الفرصة لتسويق منتجاتهن والتأكيد على جودة المنتج وسط حضور واسع من قبل الجمهور.
جمانة سيسالم صاحبة زاوية "كوكتيل جوجو" تشير إلى أنها شاركت في المعرض لكي تسوق لمنتجاتها التي تشمل تطريز القلائد وكافة أنواع الحلي إضافة إلى المحافظ وعدد آخر من المنتجات المستوردة ومشغولات أخرى بالخرز، موضحةً أنه من الصعوبات التي تواجهها عدم توافر المواد الخام اللازمة لصناعة المقتنيات اليدوية وارتفاع ثمنها في أحيان أخرى، لكن يبقى الحفاظ على مشروعها الخاص هو هدفها الأساسي الذي يدفعها للاستمرار.
وتتفق إسلام الشرفا مع سابقتها أن المشاركة في المعرض تعد فرصة لتسويق المنتجات فمشروعها "حكاية فرح" المختص بمستلزمات الأفراح والمناسبات كالتوزيعات والكوشة والمحابس والمكملات الأخرى قد يتطلب من المستهلك أن يلمس تلك البضائع ليتأكد من جودتها واستحقاقها للمبلغ المادي الذي تطلبه على عكس صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والصور التي قد لا تؤدي الغرض.
وأوضحت إسلام الشرفا أن مشروعها قد تأسس في عام 2019 ومستمر حتى اليوم بالرغم من كافة الصعوبات التي مرت بها كفتح المكان والتعامل مع أنواع مختلفة من الزبائن وتأخير استيراد البضائع المرتبطة أحياناً بحجوزات وتواريخ معينة من العام تنشط بها تلك المناسبات، بالتالي ضرب الموسم بأكمله أو الاضطرار لوضع خطط بديلة لتنظيم الحفلات أو المناسبات، إلا أنها بالرغم من جميع ما ذكرته تدعو جميع الفتيات إلى أن يبدأن مشروعهن الخاص ليحققن الاستقلال المادي.
فيما تعاني أماني بشير المشاركة بزاوية تحت عنوان "أحلاهم" للملابس النسائية المستوردة، من صعوبة الوضع الاقتصادي في قطاع غزة بالتالي ضعف عملية بيع منتجاتها فمشروعها الذي افتتحته منذ ثمانية شهور فقط باتت تخشى أن تغلقه وتعود لسابق حالها دون عمل في ظل البطالة الخانقة التي تعاني منها الشابات في قطاع غزة وهذا ما دفعها للمشاركة في المعرض لعلها تستطيع إيجاد زبائن جدد.
بينما رغبت الشابة فداء صيام أن تكون فكرة مشروعها مختلفة فتخصصت في المأكولات الصحية الخالية من السكر مثل زبدة الفول السوداني والكاجو واللوز وجميع المكسرات الأخرى إضافة إلى كرات الطاقة، لافتة إلى أنها أطلقت على مشروعها اسم "المتجر الصحي" لأن أهم ما يميز منتجاتها مناسبتها للأطفال ومتبعي الأنظمة الغذائية الصحية كي تكون مناسبة لجميع أفراد العائلة على حد سواء.
واختارت لمى أبو عون وهي طالبة قانون في أحد الجامعات الفلسطينية أن تبدأ مبكراً بمشروعها الخاص وهو صناعة الشموع لتوفر مصدر دخل خاص بها وتعتمد على ذاتها، مشيرة إلى أن دراستها لا تشكل عائق بالنسبة لها لأنها تجيد تنظيم وقتها جيداً، مضيفة أن العمل من المنزل وعدم تقدير الزبائن للمنتجات اليدوية هي من أهم الصعوبات التي تواجهها.
وأوضحت أن المشاركة في المعرض تعني لها الحصول على زبائن والتعرف على مجموعة أكبر من الناس وليس الربح المادي فحسب، معبرة عن سعادتها بتلك المهنة التي خطرت لها فكرتها خلال فترة الإغلاق المفروضة إثر فايروس كورونا العام الماضي لتسعى إلى تحويلها من هواية إلى مهنة بالرغم من متاعبها التي قد تعرضها للحروق وبعض الآلام الجسدية الأخرى.
إيمان سلامة الممثلة عن جمعية زينة التعاونية للنساء تقول أنها شاركت اليوم في المعرض لمحاولة بيع بعض منتجات النساء المتمثلة بالدمى وبعض المنتجات الخشبية التي تخصص الجمعية لإنتاجها ورش خاصة كمعمل نجارة وآخر للخياطة يشغل ما يقارب 27 امرأة، مشيرة إلى أن الأسعار في متناول أيدي الجميع وأن مشاركة المرأة في المعارض يظهر إبداعها في صناعة المنتجات التي تقدمها لذلك تشارك جمعيتها في الكثير من المعارض على مدار العام.