مقتل الصحفية شذا الصباغ في مخيم جنين
أثار مقتل الصحفية شذا الصباغ غضباً واسعاً في الأوساط الفلسطينية، وأكد نشطاء وصحفيون أن استمرار استهداف الصحفيين يعكس استهتاراً واضحاً بالقوانين الدولية التي تكفل حرية العمل الصحفي.
غزة ـ توفيت الصحفية شذا ناصر الصباغ، أمس السبت 28 كانون الأول/ديسمبر متأثرة بجراحها إثر إصابتها بعيار ناري في الرأس أطلقه قناص من أجهزة أمن السلطة في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
أكدت مصادر طبية أن شذا الصباغ 21 عاماً، وصلت إلى مستشفى جنين الحكومي في حالة حرجة للغاية، قبل أن تعلن وفاتها متأثرة بالإصابة.
تفاصيل الحادثة
وقع الحادث بينما كانت شذا الصباغ قرب منزلها في شارع مهيوب بمخيم جنين، برفقة أفراد من عائلتها بينهم أطفال صغار، ووفقاً لشهادات عائلتها، أطلق قناص تابع لأجهزة أمن السلطة النار بشكل مباشر ومتكرر عليها وعلى أفراد الأسرة دون أي مبرر واضح.
وأضافت العائلة أن شذا الصباغ كانت ترتدي ملابس الصلاة وتحمل طفلين صغيرين يبلغان من العمر أحدهما سنة وشهرين والأخر سنتين، مشيرة إلى أن الشارع كان مضاءً جيداً ولم تكن هناك أي اشتباكات أو تهديد أمني يستدعي استخدام الرصاص.
وأوضحت العائلة أن العسكري تجاهل صرخات النساء والجيران الذين طالبوه بالتوقف عن إطلاق النار، واستمر في استهدافهم رغم سقوط ابنتهم شذا الصباغ والأطفال على الأرض، ووصفت الحادثة بأنها جريمة بشعة تتطلب محاسبة المسؤولين عنها وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب.
نقابة الصحفيين تدين الجريمة
من جانبها، نعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين شذا الصباغ، التي كانت طالبة في السنة الثالثة بقسم الصحافة والإعلام في جامعة القدس المفتوحة بنابلس، ووصفتها بأنها صحفية ميدانية نشطة عُرفت بمساهماتها الإعلامية المميزة عبر منصات إلكترونية مختلفة.
وطالبت النقابة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تضم ممثلين عن النقابة، للتحقيق في ملابسات الحادثة وضمان تقديم المتورطين للعدالة، مؤكدة أن استهداف الصحفيين يُعد انتهاكاً صارخاً للحقوق والحريات، مشيرة إلى ضرورة حماية الصحفيين الميدانيين الذين يعرضون حياتهم للخطر لنقل الحقيقة.
وأشارت إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، مطالبة بموقف دولي صارم للضغط على الجهات المعنية لوقف الانتهاكات المستمرة ضد الصحفيين في الأراضي الفلسطينية.
وأثار مقتل شذا الصباغ غضباً واسعاً في الأوساط الفلسطينية، حيث نظم أهالي مخيم جنين وقفات احتجاجية للمطالبة بالقصاص من المسؤولين عن الحادثة، وعبّر نشطاء وصحفيون عن تضامنهم مع العائلة، مؤكدين أن استمرار استهداف الصحفيين يعكس استهتاراً واضحاً بالقوانين الدولية التي تكفل حرية العمل الصحفي.