مخيم الهول... حملة "الأمن الدائم" تكشف عن جرائم مخفية
شددت الإدارية في مخيم الهول جيهان حنان على أهمية الحملات الأمنية التي يتم إطلاقها كل عام في مخيم الهول بإقليم شمال وشرق سوريا، داعيةً الدول لإعادة رعاياها وتقديم الدعم للإدارة الذاتية في حربها ضد داعش وهجمات الاحتلال التركي.
سوركول شيخو
الحسكة ـ انتهت حملة "الأمن الدائم" في الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، في الريف الشمالي الجنوبي لمدينة الهول ومخيم الهول التابع لمقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا، باعتقال 79 مرتزقاً و17 من نساء داعش.
عن نتائج حملة "الأمن الدائم" التي بدأت على مرحلتين، ودامت حوالي أسبوع، قالت الإدارية في مخيم الهول جيهان حنان "من إحدى نتائج هذه الحملة أننا كإدارة مخيم الهول أخذنا إحصائيات عامة من العائلات والمقيمين وتعرفنا على هويتهم وبلدهم أيضاً، من الناحية الأمنية، كانت هذه الحملة جيدة لنا حتى نتمكن من مواصلة عملنا بشكل مريح في المخيم لفترة من الزمن، وهذا ينطبق بشكل خاص على المؤسسات الإنسانية".
وأوضحت أن "العثور على جثة امرأة قُتلت وتعرضت للتعذيب في فترة سابقة، في قسم المهاجرين، يتيح للمرء أن يتخيل ما الذي يمكن أن يشاهده أيضاً داخل هذا المخيم، ولذلك فإن كل حملة تنفذ تكشف العديد من الجرائم الجديدة التي تظهر مدى خطورة هؤلاء النساء، وفي الآونة الأخيرة اعتقدنا أن عمليات القتل لم تعد تحدث في هذا المخيم، ولكن بعد العثور على جثة تلك المرأة، أصبح من الواضح أن جرائم القتل تحدث بهدوء وبطريقة سرية للغاية".
"يبدو أن هناك جهة خارجية تدير المهاجرات"
ولفتت جيهان حنان إلى أنه تم العثور على عدد كبير من الهواتف في قسم المهاجرات "يمنع استخدام الهواتف في قسم المهاجرات، والسبب هو أن الأجنبيات يتواصلن مع الخلايا خارج المخيم عبر الهاتف، ويعتمد الهروب والتهريب من المخيم على استخدام الهواتف، لذا كانت الحملة التي تمت أولاً في الريف، ثم داخل مخيم الهول، خطوة جديدة وجيدة، ولذلك، كلما زاد استخدام الهاتف، كلما هرب الناس من داخل المخيم إلى خارجه، حيث يتلقون الأوامر ويجد المهربون طرقاً للهروب، وقد أحبطت قوى الأمن الداخلي العديد من محاولاتهم. إن اكتشاف جثة امرأة لا تزال هويتها مجهولة، يكشف أن هناك جهة تدير المهاجرات وأبنائهن من الخارج والداخل".
"اعتقال النساء سيكشف مخططات وخلايا داعش"
وذكرت جيهان حنان اعتقال 17 امرأة تورطن في جرائم تعذيب وقتل النساء "أغلب سكان المخيم هم من النساء والأطفال، لذا فإن غالبية النساء يقعن في فخ خلايا داعش، حيث يتم استخدامهم لتحقيق مصالحهم، وبالتالي فإن اعتقال النساء والتحقيق معهن سيكشف في المستقبل الكثير من مخططات وشبكات العصابات وخلاياها. هؤلاء النساء كانوا يلعبون دوراً في تنظيم نساء الحسبة، ولا يوجد اعتقال بدون سبب، واعتقال هؤلاء النساء يدل على تورطهن في العديد من الجرائم".
"الحملة كانت ضرورية"
وشددت على أهمية هذه الحملة "كانت الحملة ضرورية بسبب الحاجة إليها، العثور على الأنفاق وجثة امرأة مخبئة، وكذلك العثور على الألغام والهواتف، هذا ليس أمراً طبيعياً. بالنسبة لنا، كانت نتائج حملة الأمن الدائم جيدة جداً. كل عام هناك حملات، إذا لاحظتم هذه المرة تم العثور على عدد قليل من الأسلحة، وهذا يعود إلى أمن المخيم الذي أصبح أقوى من ذي قبل ولم يسمح بدخول عدد كبير من الأسلحة إلى المخيم، وأظهرت نتائج هذه الحملة أن قوات الحماية تقوم بعمل منهجي للغاية على أرض الواقع".
"ربما تكون الحملة وسيلة لبعض الدول للمطالبة بمواطنيها"
وأوضحت أنه "خلال الحملة لم تسأل أي دولة عن مواطنيها، ولهذا السبب بعض الدول تسأل خارج أوقات الحملة، لكن البعض الآخر لا تسأل على الإطلاق. قد تكون هذه الحملة وسيلة لهذه البلدان للمطالبة بمواطنيها. لذا يجب على هذه البلدان أن تقدم المزيد من الدعم للمخيم، حتى يذهب الطرفان معاً لدعم طرف واحد والعمل على عودتهم".
وقالت الإدارية في مخيم الهول جيهان حنان في ختام حديثها "ليس من الواضح ما الذي سيحدث في المستقبل، ما إذا كان سيتم إعادة إحياء داعش من جديد أم سيظهر تنظيم إرهابي آخر. ولهذا السبب ندعو دائماً إلى وجوب إنهاء داعش. ودعوتنا لعودة المواطنين مستمرة، على الدول التي لا تعيد مواطنيها أن تدعم الإدارة الذاتية في حربها ضد داعش. هذا المخيم تحت رعاية الإدارة الذاتية، لكن هجمات الدولة التركية على منطقتنا تحدث كل يوم، على الأقل يجب على هذه الدول والبلدان المساعدة في إيقاف هذه الهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا حتى تتمكن الإدارة الذاتية من الوفاء بواجبها التاريخي".