تقرير: أزمة المناخ تقود إلى كوارث صحية غير مسبوقة

حذر تقرير علمي جديد من خطورة تجاوز هدف اتفاقية باريس 2015، المتمثل في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار1.5 درجة مئوية.

مركز الأخبار ـ يشهد العالم في الوقت الحالي ارتفاع في درجات حرارة وفيضانات كارثية وحرائق ضخمة في الأمازون، وأعاصير مدمرة نتيجة التغيرات المناخية.

في وقت لا تزال فعاليات مؤتمر المناخ Cop 29 في العاصمة الأذربيجانية باكو مستمرة بغية التوصل إلى توافق دولي على آليات مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، كشف تقرير Lancet Countdown لعام 2024 أمس الأربعاء 13 تشرين الثاني/نوفمبر، أن هناك احتمالات خطيرة قد تقود إليها الأزمة المناخية على المستوى الصحي للبشر.

وحذر التقرير من خطورة تجاوز هدف اتفاقية باريس 2015، المتمثل في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار1.5 درجة مئوية، مشيراً إلى أن متوسط درجة حرارة الأرض قد بلغ في عام 2023 مستوى قياسي حيث وصل إلى 1.45درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ما تسبب بوقوع خسائر في الأرواح ودمار للسبل المعيشية حول العالم.

ونوه التقرير إلى زيادة عدد الوفيات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة بين كبار السن بنسبة 167 مقارنة بالتسعينات، كما ارتفع التعرض لدرجات الحرارة أثناء النشاط البدني في الهواء الطلق بنسبة 27.7% وفقدت 6% من ساعات النوم نتيجة ارتفاع الحرارة في عام 2023 مقارنة بالمتوسط بين عامي 1986 ـ 2005.

وأوضح التقرير أن 48% من مساحة الأرض في مناطق مختلفة من العالم، عانت من جفاف شديد ما أدى إلى ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي في 124دولة حول العالم، مشيراً إلى أن تأثيرات الطقس القاسية وتلوث الهواء المباشر إضافة للتغيرات المناخية غير المباشرة من خلال تعطيل النظم البيئية، وزعزعة الاستقرار الاجتماعي، جميعها تمثل الأزمة المناخية وتهدد بشكل مباشر صحة الإنسان البدنية والنفسية ورفاهية الأنسان وحياته.

وأضاف التقرير أن هذه التأثيرات ليست بعيدة أو مجردة، بل تحدث الآن في شكل درجات حرارة قياسية في الهند، وفيضانات كارثية في كينيا وإسبانيا وحرائق ضخمة في الأمازون، وأعاصير مدمرة في الولايات المتحدة. وغالباً من يكونون من أكثر المتضررين هم الأقل مسؤولية عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وأكد التقرير أن إعطاء الأولوية للصحة في إطار الجهود المناخية ليس فقط التزاماً أخلاقياً وقانونياً، بل هو أيضاً فرصة استراتيجية لتحقيق فوائد صحية تحولية وتأمين فرص اقتصادية، وضمان مستقبل عادل ومستدام.

وكان الفريق الحكومي الدولي المعني بالتغيرات المناخية IPCC قد أصدر في عام 2022 دعوة لاتخاذ إجراءات فورية تحول الطموح إلى عمل ملموس لخفض الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية ومعالجة الخسائر والاضرار لكن يجب ألا تكون الصحة على الهامش، أو معزولة في المناقشات المناخية، بل تعكس التجربة الحية لتغير المناخ حول العالم.

وقال الفريق أن نجاح الجهود الجماعية لمكافحة التغيرات المناخية يقاس ليس بتقليل انبعاث الغازات الدفينة فقط ولكن بتحقيق تحسينات ملموسة في حياة السكان، لافتاً إلى أن الجهود تهدف إلى تقليل الفجوات الصحية وسد فجوة التنمية وخلق رؤية لمستقبل عادل ومستدام، من حيث تلبية الاحتياجات الأساسية وحماية صحة المجتمعات والنظم البيئية.

والجدير بالذكر أنه بحلول عام 2023 تزايدت آثار تغير المناخ بشكل أسرع من المتوقع، مع استمرار انبعاثات الوقود الأحفوري في الارتفاع ووصول الانبعاثات الكربونية إلى مستويات قياسية.