مهرجان الجميد والسمن فرصة لتمكين نساء البادية الأردنية اقتصادياً
مهرجان الجميد والسمن يعتبر نافذة تسويقية لمنتجات الألبان والأجبان القائم عليها الجمعيات النسائية المنتشرة في مختلف مناطق البادية الأردنية الشمالية والوسطى والجنوبية.
سرى الضمور
الأردن ـ شاركت مجموعة كبيرة من الجمعيات الخيرية النسائية من مناطق البادية الأردنية الشمالية والوسطى والجنوبية في العاصمة عمان، الهادف إلى تسويق منتجات الألبان والأجبان والمأكولات الشعبية المتوارثة ودعم منتجات نساء البادية باعتباره نافذة تسويقية.
تأتي مشاركة الجمعيات النسائية في مناطق البادية لأهمية المهرجان الذي انطلق اليوم الجمعة 27 أيار/مايو، في تسويق المنتجات التي تقدمها نساء المجتمع المحلي وبادرة لتفعيل دور المرأة الريفية وتشجيعها على الانخراط بسوق العمل والحد من نسب الفقر والعوز وذلك بالاعتماد على المنتجات الأساسية لمناطق السكن وبكلف محدودة.
وكالتنا اطلعت على تجربة عدد من النساء المنتجات من نساء البادية اللواتي تحدثن حول أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات في سبيل تقديم الدعم المعنوي والمادي للنساء وتشجيعهن على الانخراط بسوق العمل.
قالت رئيسة جمعية جفنة الخيرية من محافظة المفرق نادية الفقير أن المهرجان أتاح فرصة لتعريف المجتمع المحلي بمنتجات نساء البادية المتمثلة بزراعة البذور في البيوت البلاستيكية والتعريف بالزراعة المائية مثل الخس والبصل والزعتر، وكيفية التوسع بالعمل لافتتاح مشاريع خاصة بالنساء التي من شأنها الحد من ثقافة العيب وانعدام السبل التشجيعية للمرأة في مناطق البادية.
من جانبها قالت رئيسة اتحاد نساء العاصمة ورئيسة جمعية نساء الألفية الثالثة كلثم مريش أن أهمية المهرجان تكمن بتعريف أبناء المجتمع المحلي بالمنتجات الوطنية، إضافة إلى تشجيع النساء لزيادة الدخل الشهري كما ويقدم لهن فرصة كبيرة للحد من نسب البطالة والفقر.
وأشارت إلى أن بيع المنتجات الشعبية بحاجة إلى توفير أسواق دائمة وعلى الجهات المعنية تدريب النساء على كيفية التصنيع السليم وآلية الترويج للعبوات الغذائية لتقديمها للمستهلك بشكل جاذب، وتمكينهن من عملية التسويق الإلكتروني الذي يعد البوابة الرئيسية لإيصال المنتجات الشعبية إلى خارج البلاد.
وأوضحت أن غالبية المشاركات قادرات على الإنتاج مبينةً أن أبرز المعيقات التي تحول دون تطورهن تتركز في آلية التسويق في ظل مزاحمة المنتجات المستوردة والتي تحارب المنتج المحلي، لافتةً إلى أن المنتج المحلي يتمتع بجودة أعلى خصوصاً المنتجات الشعبية.
وطالبت كلثم مريش الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة ووزارة الصناعة والتجارة بتوفير أسواق خاصة للنساء بأسعار مخفضة أو معفاة من الرسوم في سبيل الحد من البطالة والفقر في ظل توسع النساء بتلك الأعمال بسياق غير منظم.
وأشادت بدور أمانة عمان بالسماح للنساء بممارسة أنشطتهن في منازلهن عبر منح تراخيص خاصة بهن، داعية إلى تقديم المزيد من تسهيلات منح التراخيص لما لها من دور كبير في مساعدة المرأة على مجابهة التحديات الاقتصادية التي تحول دون تطورها.
من جانبها أوضحت رئيسة جمعية نساء الضليل للتربية الخاصة فاطمة الدهامشة أن الجمعية معنية بتقديم خدمات التعليم لذوي الإعاقة ودمجهم في التعليم، اتجهت الجمعية إلى صناعة المنتجات الغذائية عقب أزمة جائحة كورونا التي ألقت بتبعات كبيرة على نساء البادية عبر صناعة الألبان والأجبان وقدمت نساء الجمعية نموذجاً للمرأة المكافحة التي استطاعت تحدي الأزمات في سبيل تقديم نموذج للمرأة الأردنية يرسخ قدرتها على العطاء.
وقالت رئيسة جمعية سيدات الجنوب مقرها مدينة الجفر في محافظة المفرق مها أبو تايه أن المهرجان يساهم في التعرف على نشاط الجمعيات النسائية من مختلف مناطق البادية وفرصة لتقديم منتجات النساء المنتجات ضمن تجمع احتفالي يجمع ما بين احتفال الأردن بعيد الاستقلال وافتتاح المهرجان الذي يسهم بدعم النساء ودعم جهودهن.
وقالت رئيسة جمعية الدار البيضاء آمنة الزبن من البادية الوسطى لواء الموقر، أن هذه المبادرة تعتبر تشجيع لعمل المرأة، مشيرة إلى أن جهود الجمعية تركز على تشجيع النساء بالعمل داخل بيوتهن لتسويقها من خلال تلك الفعاليات في سبيل تقديم الدعم المادي وتمكينها الاقتصادي.
ويعتبر المهرجان السادس للجميد والسمن مناسبة وطنية تساهم في تسويق منتجات المرأة الأردنية، ويسهل على المواطن عملية الشراء المباشر والاطلاع على منتجات النساء في مناطق البادية المختلفة.
ويشار إلى أن الصندوق عمل بالتعاون مع جهات مختصة على تدريب الجمعيات والعمل على إعادة تأهيل المحميات الرعوية لتوفير مناطق رعوية طبيعية ذات شجيرات ونباتات رعوية ونباتات عطرية طبيعية.