فعاليات مستمرة للمطالبة بفك الحصار عن مدينة تعز
طالبت النساء المشاركات في الوقفة الاحتجاجية والمعرض الفني بفك الحصار عن مدينة تعز.
رانيا عبد الله
اليمن ـ نظمت عدد من النساء والناشطات في محافظة تعز جنوب غرب اليمن، وقفة احتجاجية أمام المنفذ الشرقي للمدينة؛ للمطالبة بفك الحصار وفتح الطرق الرئيسية في مدينة تعز، كما أقيم معرض فني ضم لوحات تجسد معاناة أهالي المدينة.
تزامناً مع بدء المشاورات في العاصمة الأردنية عمان بين ممثلي الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والحوثيين، حول فتح الطرق الرئيسية في تعز ومحافظات أخرى بموجب الهدنة تحت رعاية المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، تنظم العديد من الفعاليات الاحتجاجية للتنديد بالحصار، حيث احتجت العديد من النساء والناشطات أمس الخميس 26أيار/مايو، وأقيم معرض فني للفنان رشاد السامعي ضم أكثر من 70 لوحة، جميعها تنقل وتحكي معاناة أبناء تعز جراء الحصار المستمر منذ 8 سنوات.
وخلال الوقفة الاحتجاجية قالت الدكتورة شيما لطف "خرجت كافة المكونات النسائية من مدرسات وطبيبات وناشطات ومعلمات وربات بيوت للتنديد والمطالبة بفك الحصار عن مدينة تعز وفتح الطرق الرئيسية".
وأضافت "مدينة تعز التي شهدت الكثير من المعاناة من حرب وحصار يجب أن يلتفت إليها العالم أجمع، ومن هنا أوجه رسالتي للمبعوث الأممي وجميع المسؤولين للنظر لمعاناة أبناء مدينة تعز".
تنازلات الحكومة
من جهتها طالبت الناشطة السياسية سارة قاسم المتفاوضين من طرف الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، برفع مطالبهم فالحوثيين نالوا ما يريدون من التنازلات من قبل الحكومة، مضيفةً "نحن نأسف لهذه التنازلات من قبل الحكومة ويجب عليها أولاً التوقف عن هذه التنازلات وأن تولي ملف حصار تعز الأولوية القصوى".
وأوضحت "من خلال هذه الوقفة التي نفذتها نساء تعز نحاول إيصال رسالة للمجتمع الدولي والمبعوث الأممي والمجتمع الإقليمي بأن تعز لا زالت تحت الحصار منذ 8 سنوات، ونوجه رسالة للمجتمع الدولي وعلى رأسهم مبعوث الأمم المتحدة، فتعز ترضخ للحصار من قبل الحوثيين وعار على جبين الإنسانية أن يستمر هذا الحصار".
"أكثر من 8 ساعات بسبب الحصار"
وتقول سهام اليوسفي وهي إحدى المشاركات "نحن نساء تعز خرجنا لنطالب بأبسط حقوقنا وهي فتح الطرق الرئيسية أمامنا، فقبل الحرب وانقطاع الطرق كنا نقطع مسافة قليلة بوقت أقل من عشر دقائق أما الآن فالمسافة طويلة والطرق وعرة وما كنا نقطعه بعشر دقائق للوصول إلى الجزء الأخر من المدينة نقطعه الآن بأكثر من 8 ساعات إضافة إلى مشقة الطرق ووعورتها، وارتفاع ثمن المواصلات الباهظ".
تجسيد المعاناة من خلال الفن
وعلى هامش المعرض الفني الذي ضم أكثر من 70 لوحة للفنان رشاد السامعي، قالت زينب الزهيري "نطالب بفتح الطرق الرئيسية، فمن خلال الرسم وهذا المعرض نوصل رسالتنا للعالم ونجسد معاناة أبناء هذه المدينة".
وأضافت "الرسومات في هذا المعرض أغلبها تروي واقع أليم عن تعز ومعاناة أبنائها، ونحن نستطيع أن نوصل رسالتنا للعالم بعدة طرق منها الفن والرسم".
بيان نساء تعز
وجاء في بيان الوقفة الاحتجاجية الصادر عن ناشطات ونساء تعز "نقف اليوم هذه الوقفة الاحتجاجية باسم كل امرأة نالت أضعاف مضاعفة جراء الحصار في تعز، وباسم ناشطات تعز ومع انطلاق هدنة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ والتي لم تنل منها تعز الا تشديد الحصار عليها، نجد أنفسنا ملزمين بتنفيذ هذه الوقفة لمطالبة برفع الحصار الظالم على مدينة تعز وفتح جميع منافذها المغلقة من قبل الحوثيين بدون قيد أو شرط وهو المطلب المتكرر لكل أبناء تعز على اختلاف مكوناتهم منذ أكثر من سبع سنوات".
وأضاف البيان "نأسف عن تغاضي المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن معاناة هذه المدينة لمدة سبع سنوات وغض الطرف عن تلك الانتهاكات الجسيمة التي تزامنت مع الحصار المستمر من قصف وقنص واختطافات وتضييق على حياة الملايين من أبناء مدينة تعز".
واستنكرت النساء من خلال البيان التغاضي عن ملف مدينة تعز وتماهي الأمم المتحدة ومبعوثه للبلاد مع محاولات الحوثيين تحويل هذا الحق الإنساني إلى مجال للمقايضة والابتزاز وفرض شروط سياسية في جريمة لا تقل شناعة عن الحصار الذي تمارسه على تعز منذ سبع سنوات".
وأوضح البيان "باسم كل أم وكل أبنة وكل امرأة وكل ناشطة ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الكف عن هذا التجاهل المخزي لكارثة إنسانية يعيشها الملايين في تعز، ونشدد عليهم بأن يحكموا ضمائرهم كما نطالبهم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية والتاريخية جراء هذا الحصار الذي أصبح استمراره ثمان سنوات عار على جبين الإنسانية".
وطالب البيان المجلس الرئاسي والحكومة بالتوقف عن سياسة التنازلات واتخاذ موقف شجاع في سبيل رفع الحصار عن مدينة تعز وتحمل مسؤوليتهم القانونية والتاريخية تجاه معاناة سكان تعز وتذكيرهم بأن الشعب يراقب وعلى عاتقهم يقع الخيار والتاريخ لا يرحم.