محاضرة توعوية حول قضايا انتحار النساء

نظم مركز أبحاث الجنولوجيا في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا محاضرة لمناهضة العنف ضد المرأة حضرها العشرات من أعضاء مؤسسات الإدارة الذاتية

كوباني ـ .
ألقى اليوم الأربعاء 15 أيلول/سبتمبر مركز دراسات جنولوجيا في إقليم الفرات بمقاطعة كوباني محاضرة لأعضاء مؤسسات الإدارة الذاتية؛ بهدف التوعية من الناحية الفكرية لتفادي ظاهرة الانتحار والقتل التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة بين النساء في المنطقة.  
وتندرج هذه المحاضرات ضمن إطار حملة البحوث والدراسات التي بدأها مركز أبحاث جنولوجيا في 31 تموز/يوليو، فبعد الانتهاء من النقاشات مع عضوات مؤسسات الإدارة الذاتية بدأ اليوم النقاش مع أعضاء المؤسسات الرجال. 
وخلال المحاضرة قرأت عضو مركز أبحاث الجنولوجيا في كوباني صديقة خلو الكتيب الذي تضمن نتاج الأبحاث والنقاشات التي دامت لمدة سنة حول انتشار ظاهرة الانتحار وقتل النساء وزواج القاصرات وبعض من قصص النساء اللواتي تعرضن للعنف. 
وتمحورت المحاضرة حول ماهية وأسباب انتشار ظاهرة الانتحار وحقيقة المجتمع وماهية الأخلاق المجتمعية، وآلية معالجة الانتحار في الماضي ومقارنتها مع الحاضر، وتحليل واقع مجتمع كوباني، ورؤية المؤسسات المعنية بقضايا المرأة ونماذج من حالات الانتحار في كوباني وأسباب الانتحار في إقليم الفرات وأهمها "الاقتصاد والعاطفة والخيانة".
وشملت الاقتراحات حول ظاهرة الانتحار عدة نقاط أهمها تفعيل قوانين المرأة، والتركيز على القيم الأخلاقية الإيجابية في المجتمع وتوعية المرأة والاستقلال الاقتصادي، والحد من ظاهرة زواج القاصرات وبناء مراكز متخصصة للإرشاد النفسي، وعقد حلقات حوارية لنشر التوعية وتخصيص رقم طوارئ.
 
 
وعلى هامش المحاضرة قالت لوكالتنا عضو مركز أبحاث الجنولوجيا ريما أحمد "نحن كمركز مختص بالأبحاث حول المرأة رأينا بأنه يجب علينا توعية المجتمع وفي بدايته أعضاء/ت المؤسسات ومن ثم ننتقل لداخل المجتمع لحل العراقيل التي يواجهها من خلال النقاش والحوار". 
وأضافت "يقع على عاتقنا أعمال ومتابعة مواضيع المرأة داخل المجتمع وتوعيته من الناحية الفكرية، لذلك منذ بداية عام 2021 بدأنا بالاستماع لقصص النساء وآراء المؤسسات النسائية وآراء عوائل النساء المعنفات، وعملنا على تدوينها على شكل كتاب صغير، وركزنا خلال بحوثنا على الانتحار والقتل لأن هذه الظاهرة انتشرت في مجتمعنا بشكل كبير، وأردنا من خلال ذلك إيجاد حلول لظاهرة الانتحار وقتل النساء في المجتمع".
وبينت أن "الحلول التي تم الاتفاق عليها وبموافقة كافة المؤسسات في الفترات المقبلة سنعمل على تنفيذها على أرض الواقع من الناحية العملية". 
 
 
ومن جانبه قال الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في إقليم الفرات محمد شاهين "هذه خطوة هامة فتقييم مشاكل المجتمع شيء هام جداً بالنسبة لنا، والأهم من ذلك هو تمكن مركز أبحاث الجنولوجيا من خلال البروشور الذي أعده من معرفة العوامل التي تودي بالنساء للانتحار".
وأضاف حول أهمية الابحاث "هذه الأبحاث مهمة وخاصة في هذا الوقت لأنه علينا بناء المجتمع على أساس صحيح وذهنية صحيحة ومن أجل ذلك علينا معرفة العوائق والحلول، فكما نعلم الأنظمة المستبدة والسلطوية جلبت معها العديد من العراقيل إلى مجتمعاتنا من النواحي الاقتصادية والثقافية والسياسية وهذا ما يؤدي بالمجتمع للفشل، ولجوء الاشخاص للانتحار وارتكاب الجرائم، فخلال نقاشنا اليوم حول الانتحار سنبدأ من الأسرة لأن أساس بناء المجتمع هو الأسرة، وأساس بناء الأسرة هي المرأة فعندما تقدم المرأة على الانتحار هذا يعني أن داخل مجتمعنا عراقيل جدية يجب حلها". 
 
 
وفي إطار المحاضرة قال الرئيس المشترك للمؤسسة الدينية في إقليم الفرات إبراهيم رمو "للانتحار العديد من الأسباب من أهمها الفقر والعادات والتقاليد واختلاف الأفكار بين الأعمار وزواج القاصرات لذلك يجب علينا معالجة تلك العراقيل بداية من الأسرة؛ لإن الأسرة هي لبنة المجتمع، وعلينا جميعاً المؤسسات الدينية والمجتمعية ضمن الإدارة الذاتية العمل لكي نستطيع تفادي ظاهرة الانتحار". 
وتابع "جميعنا مهتمين بذلك ونحن المؤسسة الدينية نخرج إلى القرى وننظم اجتماعات توعوية للنساء والرجال والشبيبة تتضمن مواضيع العنف ضد المرأة والانتحار ولدينا برنامج شهري نعمل عليه من أجل ذلك". 
اختتمت المحاضرة بتوزيع البروشورات للرجال ضمن المؤسسات وبهذا الشكل ستستمر حملة التوعوية بإلقاء محاضرات للأهالي ضمن الكومينات والمجالس في الأحياء والقرى في مقاطعة كوباني.