محاضرة حوارية عن الحرب الخاصة في الشهباء

أكدت المشاركات في ندوة حوارية عن "الحرب الخاصة" أن الدول المهيمنة تستهدف المجتمعات المطالبة بالحرية والمرأة؛ لتفكيك المجتمع وتفرغه من جوهره، مشددات على ضرورة الوعي أمام هذه الحرب وإفشالها

روبارين بكر
الشهباء ـ .
بدعوة من مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" نظمت منسقية المرأة للأحزاب السياسية في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا اليوم السبت 18 أيلول/سبتمبر محاضرة حوارية بعنوان "الحرب الخاصة، ماهيتها، أساليبها والتدابير الوقائية منها".
وعرفت المحاضرة الحرب الخاصة بأنها تعمل على تحقيق أهدافها عبر استخدام كافة الوسائل المشروعة والغير مشروعة، المادية والمعنوية، بغرض قتل إرادة الطرف الآخر وخلق اليأس في نفسه وإحباطه وزعزعة ثقته بنفسه.
وبينت أن أسباب الحرب الخاصة التي تسعى إليها الدول الرأسمالية والمهيمنة وأهمها هي إبعاد الإنسان عن تاريخه بحيث لا يعرف من هو، من أين أتى وإلى أين يتجه، وإبعاد المجتمع عن قيمه ومبادئه الأخلاقية، وزرع مشاهد من الرعب والخوف داخل نفوس الأطفال لشحنهم كي يصبحوا قنابل موقوتة قابلة للانفجار في اللحظة التي يريدها العدو.
وأن ما يميز الحرب الخاصة عن الحرب التقليدية أنه لا يتم الإعلان عنها ولا تحتاج لذرائع معقدة لتسويقها، كما أن نتائجها كارثية كونها تستهدف فئة الشباب والمرأة وتهدم القيم والمبادئ المجتمعية لديهم، لذا من الضروري الحد من الحرب الخاصة والحفاظ على الوطن والمجتمع للعمل على أهم ركن من أركان المجتمع والإدارة في الوطن ألا وهي الحفاظ على الأخلاق. 
 
 
وخلال المحاضرة رصدت وكالتنا لقاءات مع النساء المشاركات فيها حيث قالت منسقية مجلس المرأة الحرة للشهباء نجاح حسين "خلال المحاضرة سلطنا الضوء على معنى الحرب الخاصة الممارسة على شعوب المنطقة، أساليبها والوسائل الوقائية للحد من انتشارها". 
وحول أهمية النقاش حول الحرب الخاصة في هذا الوقت قالت "في الآونة الأخيرة انتشر مفهوم الحرب الخاصة على نطاق واسع، هذا المصطلح استخدم مع نهايات الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الوقت بات هذا الشكل من الحروب أكثر انتشاراً، إذا أن الدول المهيمنة تشن حرباً إعلامية واستخباراتية للضغط على الشعوب لتغير آرثها الثقافي من خلال الإبادة الثقافية التي تعتبر أخطر من الإبادة الجسدية". 
أما عن الشعوب المستهدفة فبينت "تسعى الدول المهيمنة من خلال الحرب الخاصة إلى استهداف المجتمعات والأفراد المطالبين بالحرية وتستهدف المرأة وتقوم بتفكيك الأسر، وتفرغ المرأة من جوهرها وتشوش أفكارها، وتزرع التخبط في تفكير المجتمع ليضعف تحليله للمواقف وسياسة الدول الرعاية للحرب الخاصة". 
وشددت نجاح حسين على أنه نتج عن الحرب الخاصة ضعف في قوة الشعوب ونضالها، بعد أن تم إلهائها وإبعادها عن مبادئها وأفكارها.
ونتيجة لكل تلك المخاطر تجد نجاح حسين أن من واجب جميع المؤسسات في المنطقة توعية المجتمع لهذه الحرب "من الضروري التحلي بالقدرة على التحليل فإن سياسة الدول المهيمنة إفراغ الإنسان من جوهره ليصبح عبداً للدول والرأسمالية وليتخلى عن الأرض والقضية بسهولة".
 
 
أما عضو المجلس التشريعي بإقليم عفرين مشيرة ملا رشيد قالت "تمر المنطقة بظروفٍ صعبة حيث نشهد صراعات وحرب خاصة غير مباشرة وكل جهة تلعب دورها لفرض نفوذها والهيمنة على سوريا، ويستهدفون شعوب المنطقة بكافة الوسائل والطرق". 
وأشارت إلى مشروع الشرق الأوسط الكبير "استمروا بخططهم بعد تطبيقهم لمشروع الشرق الأوسط الجديد على حساب الشعوب، واستخدموا حتى الدين لإفراغ ثقافة الشعوب من محتواها وهذا ما أدى بشعوب الشرق الأوسط للتخلف وتسميتهم بالدول النامية". 
 
في حين قالت عضو منظمات المجتمع المدني كولة جعفر "تنظيم سلسلة من هذه المحاضرات يعد ذا قيمة وأهمية كبيرة، خاصة أن الحرب الخاصة تمارس على الشعب الكردي على وجه الخصوص منذ عقود، حيث أن تركيا مارستها في عام 1961 ضد الحركات التحررية، وضد ثورة تحرير كردستان في التسعينات".
وبينت أن الحرب الخاصة "تمارس على الشعب من الناحية النفسية، والاستخباراتية، والسياسية، والاقتصادية والعسكرية، باغتيال شخصيات سياسية وثورية بطريقة سرية، ومارستها في ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا بزرع الفتنة بين مكونات المنطقة، وفي عفرين مارست أساليب قذرة لتهجير شعبها وتغيير ديمغرافية المنطقة".
واختتمت بالتأكيد على أنه "من الضروري أن نعي وندرك ماهي الأهداف التي تسعى إليها الجهات التي تمارس هذه الحرب وتستهدف الشعوب ووجودهم على الأرض وأن نقوي من نضالنا بكافة الأساليب للحد من الحرب الخاصة التي تمارسها تركيا وأعوانها".