"مدخل إلى الجنولوجيا" على طاولة ندوة بدار نفرتيتي في مصر

أكدت النقاشات التي دارت على طاولة ندوة دار نفرتيتي عن كتاب "مدخل إلى الجنولوجيا"، بأنه يطرح أفكاراً مؤثرة حول تحرير المرأة من الأفكار التي فرضت عليها.

أسماء فتحي

 القاهرة ـ الحديث عن الجنولوجيا "علم المرأة" أمر مستحدث في مصر، وهو ما أثرى اللقاء بنقاشات متنوعة حول كتاب "مدخل إلى الجنولوجيا" بين الحضور، وخلق عدد من الأطروحات المتعلقة بالعمل من أجل إعادة المرأة لدورها القيادي بالمجتمعات المختلفة مرة أخرى بعد تهميشها ومحاولة التعتيم على تأثيرها من قبل الذهنية الذكورية المهيمنة.

عقدت أمس الخميس 20شباط/فبراير دار نفرتيتي للنشر ندوة لمناقشة كتاب "مدخل إلى الجنولوجيا"، تم خلاله استعراض أقسام الكتاب، ودار النقاش حوله من قبل الحضور خاصة فيما يتعلق بوضع المرأة بين الواقع والمأمول وما سجله التاريخ بشأن تأثيرها رغم كل محاولات التعمية التي تمت على ما حققته من أثر في الحياة العامة والخاصة.

وفكرة الجنولوجيا مستجدة على الداخل المحلي المصري مما كان له دور فيما أثير من نقاشات حول المصطلح والمستهدف منه وانسحابه على واقع النساء وأثره في تغيير ما يمارس عليهن من انتهاكات، كما تم استعراض الطريقة التي تعمل بها الفامينية وملاحظات الجنولوجيا حول أوجه قصورها، وكذلك مناهضته للجنسوية المسيطرة والمعنفة للنساء وتبعات ذلك، وتم طرح البدائل التي يراها الكتاب "الجنولوجيا"، والذي تم إعداده من قبل مجموعة من عضوات أكاديمية الجنولوجيا والذي أعدته للنشر حليمة يوسف إحدى العضوات بها، بعد مناقشات حول محتواه تجاوزت الـ 5 سنوات متصلة.

 

نقاش ثري وأفكار جديدة ومؤثرة

افتتحت الندوة الصحفية شيماء الشواربي رئيسة اتحاد المرأة بالحزب الليبرالي المصري، بالحديث حول أبرز المحاور التي تمت مناقشتها خلال الندوة ومنها المعنى المضاد للمثيولوجيا والثقافات المختلفة، فضلاً عن طرح الجنولوجيا والأيديولوجيات الجنسية والمحافظة للمجتمع وواقع المرأة في ثقافات الشعوب القديمة وما قبل الميلاد والفلسفات اليونانية والسومرية والإغريقية.

وأكدت على أن الحديث تطرق لما تركته الأديان من أثر على النساء وكيفية تناولها للمرأة وصولاً للواقع الحالي للعلوم المستحدثة من إيكولوجي وتكنولوجي وغير ذلك من مدخلات حديثة تعاطى معها الجنولوجيا ووقف على أوجه القصور به وأيضاً ما سيضيفه له من فرضيات ومشاريع تعالج ثغراته.

وأوضحت شيماء شواربي في لقاءها مع وكالتنا إن الندوة كانت ثرية للغاية وبها العديد من التيارات وتم الحديث خلالها عن وضع المرأة على مر العصور فضلاً عن الفكر الذكوري وسبل مواجهته بإعطاء مساحة أكبر للمرأة، لافتة إلى أنه تم توجيه الحديث بين الرجل والمرأة صوب الفكر الذكوري وتأثيراته على وجود المرأة.

 

 

أسباب الحاجة للجنولوجيا

واستعرضت مراسلة وكالتنا ومؤسسة مبادرة مؤنث سالم أسماء فتحي، الحالة العامة التي استدعت نقاش الجنولوجيا في الداخل المصري المحلي، مؤكدة أن الواقع فرض نقاش عميق حول تناول قضايا المرأة والبحث في أزماتها خاصة مع زيادة معدل قتل النساء واحتمالات حدوث ذلك في مختلف الدول وما يعانونه من انتهاكات على مختلف الأصعدة سواء في المجال العام أو الخاص.

وتعرضت لعدد من العناوين التي وردت بالكتاب ومنها إجابة سؤال لماذا علم المرأة في الوقت الحالي وسرد السياق العام لأزمات النساء وتلك الأعباء التي يتحملنها خاصة في ظل الحروب والنزاعات وما فرضته عليهن الذهنية الذكورية المسيطرة ووقوع كلا الجنسين فرائس للسلطات المهيمنة وللأفكار الرأسمالية التي ساهمت بدرجة كبيرة في تسليع النساء والحط من مكانتهن.

كما تحدثت عن الأفكار التي وردت بالكتاب ومنها التشاركية الحرة والعمل من أجل الثورة على العلوم الاجتماعية وكذلك تحقيق نمط المجتمع الحر والفرد الحر، فضلاً عن شرح مفهوم الجنولوجيا وكيف له أن يغير في الواقع الذي تعيشه النساء بنسج تلك الأفكار والأحلام والممارسات الحياتية بأعين النساء، مثنية على فكرة التشاركية الحرة التي يحدث خلالها مساواة وتكافؤ ولا تظهر فيها شخصية المرأة المستذكرة أو الرجل النمر الذي يهيمن ويفترس ويقصي شريكته أو يمحي تاريخها ووجودها.

وطرحت الكاتبة الصحفية أسماء فتحي، عدد من الأزمات التي تعاني منها النساء في الواقع الحالي بمختلف الدول وما يتعرضن له من انتهاكات خاصة إن كنَّ يقدمن الدعم للمرأة في مستويات عديدة، فضلاً عن حالة الخلل التي طغت على واقع المرأة وتهميشها وتجاهلها، وسردت جانب من الكتاب والذي تحدث حول تنوير المرأة، لافتة إلى أن هناك تعتيم متعمد على ما تقدمه المرأة من إسهامات وأثر، وكذلك الحالة الظلامية التي تحتاج كما جاء بالكتاب للعمل من أجل إخراج النساء منها وإشعارهن بحقيقة وجودهن في الحياة وقيادتهن المؤثرة والفاعلة.

 

الكتاب يحاول تحرير المرأة من الأفكار التي فرضت عليها

وقالت الكاتبة الصحفية أسماء الحسيني، إن الكتاب يتحدث عن المرأة في الماضي والحاضر والمستقبل محاولاً إحياء الكثير من المعاني داخلها خاصة انها باتت ضحية للحروب والنزاعات وتم طرح الكثير من الأسئلة التي تحررها من هذا الإطار الذي تم فرضه عليها.

وأشارت إلى أن الكتاب يغوص في التاريخ للتأكيد على ما وصلت له المرأة من وجود تاريخي حتى أصبحت هي الإلهة الأم، وما قدمته خلال جميع الحضارات من إسهام تاريخي وفاعل ومتساوي مع الرجل، موضحة أن الكتاب يهدف للعمل من أجل عالم يسوده السلام حال إتاحة المساحة للمرأة كي تعرض رؤيتها وتدخلاتها الكاملة ليتحول بذلك الواقع لمستوى أكثر إيجابية عما يحدث الآن.

وأكدت الحاصلة على الدكتوراه في علم النفس التربوي من السودان فاطمة السيد خلال لقاء لوكالتنا أن الاسم لفت نظرها ففكرة الجنولوجيا جديدة على مسامعها، موضحة أن هذا الكتاب مفيد بدرجة كبيرة ويمكنه أن يؤثر في الواقع السوداني، وأنه يحتوي على بعد عميق ويطرح الكثير من الحلول للواقع الحالي وما به من تحديات وصعوبات تواجه النساء.

وعن العائد الذي قد يحققه للنساء السودانيات أوضحت أنه يحيي الوعي وما تقوم به المرأة من دور ووجودها كعمود للأسرة وفي حال وعي المرأة بذلك فقد يؤثر الأمر إلى حد كبير خاصة أنه يتحدث عن مختلف الجوانب فهو مكتمل الأركان.

والجدير بالذكر أن الحضور أكدوا في مداخلاتهم المختلفة على أهمية البحث الأعمق في قضايا النساء وما يوجَّه لهن من انتهاكات وما وصلن له من انزواء عن الساحة العامة، موضحين أن النهوض بالوعي المجتمعي أحد أهم الأمور التي يمكنها أن تؤثر بشكل مباشر على وعي المرأة، كما عقبت على تلك المداخلات نوجين يوسف وهي عضوة أكاديمية جنولوجيا وواحدة ممن أنتجن كتاب "مدخل إلى الجنولوجيا"، مؤكدة أنهن عملن على مناقشة محتوى الكتاب لأكثر من 5 سنوات وخضن أغلب الحوارات التي أثيرت بالقاعة وأنهن بصدد تنفيذ عدد من الأبحاث والكتب الأخرى التي تناقش وجود المرأة ومكانتها خاصة فيما يتعلق بالأثر الذي تركته الأديان الميثولوجيا بشكل عام على واقع المرأة، لافتةً أنهن خضن الكثير من المعارك الفكرية المتعلقة بحقيقة المرأة وحقوقها وهو الأمر الذي سيواصلن العمل لأجله خلال الفترة المقبلة.