'مانفيستو السلام والمجتمع الديمقراطي بوابة نحو السلام'

مانفيستو السلام والمجتمع الديمقراطي للقائد عبد الله أوجلان يشكل ركيزة أساسية لبناء حياة حرة ديمقراطية ومجتمع أخلاقي وسياسي يرتكز على مبدأ النظام الكومينالي وبناء حياة تشاركية من خلال تطبيق مبادئ حرية المرأة.

نورشان عبدي

كوباني ـ تتلقى نساء المكون العربي في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا تدريبات فكرية حول مانيفستو السلام والمجتمع الديمقراطي الذي قدمه القائد عبد الله أوجلان كخارطة حل للقضية الكردية، وتحقيق السلام في المنطقة.

يعمل مؤتمر ستار في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا على تطوير النساء وتعزيز دور المرأة والشبيبة لبناء مجتمع ديمقراطي قائم على العدالة والمساواة، والحرية، والديمقراطية، وذلك من خلال تنظيم دورات تدريبية فكرية، وتدريبات خاصة لقراءة وتحليل مرافعات القائد عبد الله أوجلان، وعلى وجه الخصوص مانيفستو السلام والمجتمع الديمقراطي.

 

التدريب أساس التطور

في 27 شباط /فبراير عام 2024 عقب النداء التاريخي، أصدر القائد عبد الله أوجلان مانيفستو "السلام والمجتمع الديمقراطي" والذي يتضمن رؤيته لإنهاء النزعات والصراع المسلح والانتقال من مرحلة الحروب والنزعات إلى مرحلة السلام والديمقراطية.

وعلى ذلك افتتحت أكاديمية الشهيدة شيلان التابعة لمؤتمر ستار في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات دورة تدريبية بدأت في الأول من كانون الأول/ديسمبر بمشاركة 31 عضوة على مستوى المقاطعة، وتلقت النساء خلال التدريب دروس حول "معنى وأهمية التدريب والثقافة والأخلاق، والحرب الخاصة وتاريخ كردستان، وحقيقة القيادة وتاريخ المرأة، وعلم المرأة "جنولوجيا"، وتاريخ سوريا، والثورة في إقليم شمال وشرق سوريا، والحياة الندية التشاركية، والعدالة الاجتماعية، وحرب الشعب الثورية والعقد الاجتماعي".

وخلال الأيام العشرة الأخيرة بدأت المشاركات بقراءة مانفيستو السلام والمجتمع الديمقراطي، التي ستستمر حتى نهاية الشهر الجاري.

 

دعوة للسلام

حول أهمية التدريبات الفكرية الخاصة بالنساء وبشكل خاص مانيفستو السلام والمجتمع الديمقراطي قالت العضوة في بلدية عين عيسى رقية المهاوش "التدريب بالنسبة للنساء هام جداً، فهو يمكنهن من المطالبة بحقوقهن"، لافتةً إلى أن المرأة وصلت إلى هذه المرحلة بفضل فكر القائد أوجلان، ففلسفته عميقة جداً، يبحث من خلالها عن السلام والديمقراطية للعالم والشرق الأوسط بشكل خاص".

وفي هذه المرحلة التي يمر بها العالم كما تبين تعاني الشعوب من ويلات الحروب والنزعات لذلك "نحن شعوب الشرق الأوسط بحاجة إلى هذا الفكر، والمانيفستو الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان يساهم في نشر السلام والعدالة والديمقراطية".

والقائد عبد الله أوجلان كما تؤكد رقية المهاوش هو الشخص الوحيد الذي يطالب بنشر السلام، ولكنه إلى اليوم ما زال معتقل في سجن إمرالي، لذلك "يجب أن يتم تحريره جسدياً لكي يقود هذه المرحلة".

ولفتت إلى أن مانيفستو السلام والمجتمع الديمقراطي "يرسخ مبادئ السلام، ويعزز قيم المجتمع الديمقراطي، والتدريبات حول أهميته تمثل خطوة هامة وأساسية لتعزيز العدالة والمساواة"، لافتةً إلى أن "الأفكار التي يطرحها القائد أوجلان هدفها إنهاء الحروب والنزاعات وتتجه بالمجتمع نحو السلام والأمل والديمقراطية".

واعتبرت رقية المهاوش أن المانيفستو ليس مجرد أفكار لشخص، بل مشروع يحرر المجتمع بأكمله "المانيفسو مشروع يهدف إلى بناء مجتمع ديمقراطي حر يعتمد على السلام والتعايش المشترك، ويعطي للمرأة والشبيبة دوراً رئيساً في بناء المجتمع".

 

"بالتدريب سننبي مجتمع ديمقراطي"

من جهتها أكدت الرئيسة المشتركة لبلدية الرمالة التابعة لمدينة صرين سميرة محمد أنها انضمت للدورة التدريبية بهدف "تطوير ذاتي وشخصيتي لتصبح لدي القوة من أجل المطالبة بحقوقي".

ونصحت النساء وبشكل خاص نساء المكون العربي بأن تتشجعن للانضمام للتدريبات الفكرية، لتعزيز دورهن مجتمعياً، لأنه بهذه التدريبات "تتعرف النساء على حقيقتهن، وحقيقة بيئتهن، ومجتمعهن بالتالي تتمكنّ من مواجهة المجتمع ومحاربة الذهنية الذكورية".

وأوضحت أنه منذ قرابة شهر بدأ التدريب "تلقينا العديد من التدريبات ومن أهم الدروس تلك المتعلقة بالمرأة وتاريخها وحقيقتها"، معتبرةً أن "النساء قبل التدريب تختلفن عن بعده، فبعد تلقيهن التدريبات الفكرية وبشكل خاص قراءة مرافعات القائد أوجلان تصبحن صاحبات إرادة قوية وتتمكن من تحدي الذهنية الذكورية".

 

المانفيستو نقطة تحول تاريخية

من جانبها قالت عضوة لجنة المتابعة في بلدية مدينة صرين كلثوم هوشان "هذه المرة الأولى التي انضم فيها لدورة تدريبية، وقد تلقيت العديد من الدروس حول تاريخ المرأة وتاريخ كردستان، والقضية الكردية، وثورة 19 تموز، ومن خلال هذه الدروس، تحققت تغييرات ملحوظة في شخصيتي وفكري، وأصحبت قادرة على التعبير عن رأيي، وبات لدي دافع قوي للمشاركة في بناء المجتمع".

وبينت أنه "بعد انتهاء الدروس الفكرية بدأنا بقراءة المانفيستو ومناقشته وتحليله، ولأن القائد أوجلان من خلال هذا المانفيستو ركز على المرأة والشبيبة، سنكون الركيزة الأساسية في بناء مجتمع حر ديمقراطي ونشر السلام".

وأكدت كلثوم هوشان أن تطبيق فكر ومشروع القائد أوجلان وفق هذا المانفيستو يشكل أساساً لتخلص العالم والشرق الأوسط من النزعات ويعمل على نشر السلام "التدريبات على فكر القائد أوجلان خطوة مهمة في هذه المرحلة من أجل بناء مجتمع ديمقراطي وتأسيس سوريا ديمقراطية تضم جميع مكوناتها".