مع استمرار النزاع في السودان... مرض غامض يفتك بحياة العشرات
في ظل النزاع الدائر في السودان الذي تسبب بمقتل أكثر من عشرين ألف مدني، انتشر مرض غامض ينتقل عبر المياه ما تسبب بمقتل 24 شخصاً وإصابة المئات خلال الأيام الثلاثة الماضية.

مركز الأخبار ـ تشهد السودان منذ قرابة عامين نزاعاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تهجير ملايين السكان داخل وخارج البلاد فضلاً عن انتشار الأوبئة والأمراض وأزمة إنسانية حادة.
قالت منظمة "أطباء بلا حدود" أمس الجمعة 21شباط/فبراير، أن ما لا يقل عن 24 شخصاً فقد حياته ونقل أكثر من 800 آخرين إلى المشفى في ولاية النيل الأبيض جنوب السودان خلال الأيام الثلاثة الماضية، بسبب مرض ينتقل عن طريق المياه، بعد هجوم بطائرات مسيرة على محطة "أم دباكر" لتوليد الكهرباء، الواقعة جنوب العاصمة الخرطوم ما أدى إلى عرقلة الوصول إلى مياه الشرب في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض.
وأشارت المنظمة إلى أن المصدر الأكثر ترجيحاً للعدوى هو النهر حيث ذهبت عائلات كثيرة لإحضار المياه باستخدام عربات بعد انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة، وكانت السلطات في البلاد قد حظرت جمع المياه من النهر وطالبت بإضافة جرعات إضافية من الكلور إلى نظام توزيع المياه وقامت بإغلاق معظم المطاعم المحلية في إجراء احترازي.
وأوضحت منظمة "أطباء بلا حدود"، أن مركز علاج وباء الكوليرا في مستشفى "كوستي" الجامعي يعج بالمرضى اللذين يعانون من الإسهال الحاد والجفاف والقيء، مؤكدةً أن الأوضاع مثيرة للقلق وأصبح على وشك الخروج عن السيطرة، وأن تصاعد الهجمات على منشآت البنى التحتية المدنية بما فيها محطات الكهرباء، سيؤدي إلى عرقلة توفر التيار والمياه النظيفة لملايين السكان.
والجدير بالذكر أن الحكومة السودانية أعلنت العام الماضي عن تفشي وباء الكوليرا الحاد الذي ينجم عن تناول أطعمة أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا في البلاد، وتم تسجيل 24609 حالة إصابة و699 حالة وفاة بحلول تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقالت مصادر محلية سودانية، إن ما لا يقل عن 20 شخصاً قتلوا جراء هجمات قوات الدعم السريع شرق ولاية الجزيرة في السودان خلال الساعات الـ 48 الماضية، كما أسفرت عن إصابة عشرات آخرين، ما يجعل عدد القتلى مرشحاً للارتفاع.