حرب أوكرانيا تدفع أسعار الغذاء العالمية إلى "أعلى مستوياتها على الإطلاق"
أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، أن حرب أوكرانيا تدفع أسعار الغذاء العالمية إلى "أعلى مستوياتها على الإطلاق ليطال وقعها الأكبر على الفئات الأشد فقراً"
مركز الأخبار ـ أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، أن حرب أوكرانيا تدفع أسعار الغذاء العالمية إلى "أعلى مستوياتها على الإطلاق ليطال وقعها الأكبر على الفئات الأشد فقراً".
قال رئيس منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، شو دونيو، أمس الجمعة 8 نيسان/أبريل، أن أسعار الغذاء العالمية وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، مشيراً إلى أن وضع تلك الأزمة يطال وقعها الأكبر الفئات الأشد فقراً.
وأوضح أن الأشخاص الأشد احتياجاً هم الأكثر تضرراً من ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، مشيراً إلى أن أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والزيوت النباتية قد ارتفعت "مما فرض تكاليف غير عادية على المستهلكين العالميين، وخاصة الأكثر فقراً".
ولفت الانتباه إلى أن الحرب في منطقة البحر الأسود أدت إلى حدوث صدمات في الأسواق التجارية التي توفر السلع الأساسية، مشيراً إلى أن متوسط مؤشر الفاو لأسعار الغذاء بلغ 159.3 نقاط في آذار/مارس الماضي، بزيادة بنسبة 12.6% عن شباط/فبراير، عندما وصل بالفعل إلى أعلى مستوى له منذ وضعه في عام 1990.
يتتبع المؤشر التغيّرات الشهرية في أسعار سلة من السلع الغذائية المتداولة بشكل شائع. وكانت أسعار الشهر الماضي أعلى بشكل عام بنسبة 33.6 في المائة مقارنة بشهر آذار/مارس من العام الماضي.
وكان مؤشر الفاو لأسعار الحبوب، مدفوعاً بالارتفاع الشديد في أسعار القمح والحبوب الخشنة أعلى بنسبة 17.1% في آذار/مارس مقارنة بما كان عليه قبل شهر واحد فقط، نتيجة للحرب في أوكرانيا.
واستحوذت روسيا وأوكرانيا معاً على مدى السنوات الثلاث الماضية، على حوالي 30% و20% من صادرات القمح والذرة العالمية على التوالي.
ويقدر موجز العرض والطلب من الحبوب الذي أصدرته منظمة الفاو حديثاً أن ما لا يقل عن 20% من المحاصيل الشتوية المزروعة في أوكرانيا قد لا يتم حصادها، مشيراً إلى أن الإنتاج العالمي من الحبوب بلغ 2.799 مليون طن، بارتفاع طفيف عن عام 2020، حيث وصل إنتاج الأرز إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 520.3 مليون طن.
ومن المتوقع أن يصل استخدام الحبوب العالمي في 2021 ـ 2022 إلى 2.789 مليون طن، بما في ذلك مستوى قياسي للأرز، مع زيادات متوقعة أيضاً في الذرة والقمح، كما من المتوقع أن ترتفع مخزونات الحبوب العالمية بنسبة 2.4% بحلول نهاية هذا العام، مقارنة بالمستويات الافتتاحية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع مخزونات القمح والذرة في روسيا وأوكرانيا، بسبب انخفاض الصادرات المتوقعة.
وخفضت منظمة الفاو من توقعاتها للتجارة العالمية في الحبوب في عالم التسويق الحالي إلى 469 مليون طن، مما يمثل انكماشاً عن مستوى عامي 2020 ـ 2021، إلى حد كبير بسبب الحرب في أوكرانيا واستناداً إلى المعلومات المتاحة حالياً.
وتشير التوقعات إلى زيادة صادرات القمح من الاتحاد الأوروبي والهند، بينما من المرجح أن تشحن الأرجنتين والهند والولايات المتحدة المزيد من الذرة، كتعويض جزئي عن خسارة الصادرات من منطقة البحر الأسود.
كما ارتفع مؤشر الفاو لأسعار الزيوت النباتية بنسبة 23.2% مدفوعاً بارتفاع أسعار زيت بذور عباد الشمس، والتي تعد أوكرانيا المصدر الرئيسي لها في العالم، بالإضافة إلى أن أسعار زيت النخيل وفول الصويا واللفت ارتفعت بشكل ملحوظ نتيجة لارتفاع أسعار زيت بذور عباد الشمس وارتفاع أسعار النفط الخام، في ظل استمرار ارتفاع أسعار زيت الصويا بفعل المخاوف بشأن انخفاض الصادرات من أميركا الجنوبية.
وارتفع مؤشر الفاو لأسعار السكر بنسبة 6.7% مقارنة بشهر شباط/فبراير، مما عكس الانخفاضات الأخيرة ليصل إلى مستوى أعلى بأكثر من 20% مما كان عليه في آذار/مارس 2021.
وكان ارتفاع أسعار النفط الخام عاملاً دافعاً جنباً إلى جنب مع ارتفاع قيمة الريال البرازيلي، في حين حالت آفاق الإنتاج المواتية في الهند دون حدوث زيادات شهرية أكبر في الأسعار.
وفي الوقت نفسه، أدى ارتفاع أسعار لحوم الخنزير المرتبط بنقص عدد الحيوانات المخصصة للذبح في غرب أوروبا، إلى ارتفاع مؤشر أسعار اللحوم الصادر عن الفاو بنسبة 4.8% في آذار/مارس ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
كما تعززت الأسعار العالمية للدواجن بالتزامن مع انخفاض الإمدادات من الدول المصدرة الرائدة في أعقاب تفشي انفلونزا الطيور.
ووسط الزيادة في الطلب على الواردات للتسليم على المدى القريب والبعيد، خاصةً من الأسواق الآسيوية، ارتفعت أسعار الزبدة والحليب المجفف بشكل حاد، مما أدى إلى ارتفاع مؤشر الفاو لأسعار منتجات الألبان بنسبة 2.6%، مما يجعلها أعلى بنسبة 23.6% عما كانت عليه في آذار/مارس 2021.
وكان قد رجح صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" تفاقم حدة سوء التغذية لدى الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع استمرار الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن سوء التغذية يتربص بملايين الأطفال في المنطقة العربية جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا.
وحذرت اليونيسف من أنه إذا استمر هذا الوضع، فسيؤثر بشكل كبير على الأطفال، خاصة في مصر ولبنان وليبيا والسودان وسوريا واليمن؛ والتي يعتبر بعضها مراكز جوع وفقاً لتقييمات أجريت حتى قبل أزمة أوكرانيا، حيث كانت تلك الدول تعاني أصلاً من النزاعات أو الأزمات الاقتصادية أو الزيادة الحادة في أسعار الأغذية العالمية في عام 2021، وشددت اليونيسف على أن معدلات نقص التغذية أعلى في دول المنطقة الأكثر تضررا من الحرب في أوكرانيا.