اليونيسيف: جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا سوء التغذية يتربص بملايين الأطفال في المنطقة العربية
أدى الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ نحو 6 أسابيع إلى تعطل وصول الواردات، ونقص المواد الغذائية
مركز الأخبار ـ أدى الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ نحو 6 أسابيع إلى تعطل وصول الواردات، ونقص المواد الغذائية، وسط ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك القمح وزيوت الطعام والوقود.
رجحت منظمة اليونيسف أن تتفاقم حدة سوء التغذية لدى الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، وأن يصبح تأمين الطعام مصدر تحدّ للكثير من العائلات. خاصة أن المنطقة تستورد أكثر من 90 بالمئة من غذائها.
وقالت اليونيسيف أن استمرار الوضع يؤثر بشكل كبير ومباشر على الأطفال، خاصة في مصر، ولبنان، وليبيا، والسودان، وسوريا، واليمن والتي يعتبر بعضها مراكز جوع حتى قبل أزمة أوكرانيا، فهذه الدول تعاني أصلاً من النزاعات، والأزمات الاقتصادية، والزيادة الحادة في أسعار الأغذية العالمية، منذ العام الماضي على أقل تقدير.
وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خُضُر "تشهد المنطقة، بالتزامن مع استمرار النزاعات، وعدم الاستقرار السياسي، وجائحة كورونا، وأزمة أوكرانيا، ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، إلى جانب انخفاض القوة الشرائية، ومن المرجح أن يشهد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية زيادة حادّة".
وتعتبر المنطقة موطناً لمعدلات عالية من النقص في التغذية ونقص المغذيات الدقيقة. ويعاني ما معدّله واحد من كل خمسة أطفال تقريباً من التقزم، بينما يبلغ متوسط معدل الهُزال ما نسبته 7 بالمئة. حتى أن 36 بالمئة فقط من صغار الأطفال في المنطقة يحصلون على التغذية التي يحتاجونها للنمو بطريقة صحية.
وشددت اليونيسف على أن معدلات نقص التغذية أعلى في دول المنطقة الأكثر تضرراً من الحرب في أوكرانيا، كاليمن التي يعاني 45 بالمئة من أطفالها من التقزم، فيما يعاني أكثر من 86 بالمئة من فقر الدم.
أما في السودان فيعاني 13.6 بالمئة من الهزال، و36.4 من التقزم، ويعاني نصفهم تقريباً من فقر الدم، وفي لبنان عدد الأطفال الذين لا يتلقون التغذية التي يحتاجونها وصل لـ 94 بالمئة، بينما يعاني أكثر من 40 بالمئة من الأطفال والنساء من فقر الدم.
وفي سوريا التي تنهشها الحرب منذ أكثر من عقد من الزمن يحصل طفل واحد من بين كل أربعة أطفال على التغذية التي يحتاجها. ففي سوريا ولبنان والسودان واليمن، ثمّة أكثر من 9.1 مليون طفل دون سنة الخامسة، وحوالي 13.8 مليون طفل وامرأة ممن هم بحاجة إلى المساعدات الغذائية.
ودعت المسؤولة الأممية أديل خُضُر، إلى توحيد الجهود لإيصال وتوسيع نطاق خدمات الوقاية والكشف المبكر عن سوء التغذية وعلاجه، لتلبية احتياجات ملايين الأطفال والنساء، لا سيما في البلدان الأكثر تضرراً من الأزمات، مبينةً أن "هذا الأمر في غاية الأهمية لتفادي أزمة سوء تغذية ضخمة في المنطقة".