حلقة حوارية ضمن فعاليات مؤسسة الفرح الاجتماعية اللبنانية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظمت "مؤسسة الفرح الاجتماعية" اللبنانية، يوم السبت 5 آذار/مارس، حلقة حوارية حول أهمية تمكين المرأة في العمل الاقتصادي، والتي جاءت تحت شعار "كسر التحييز"
بيروت ـ بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظمت "مؤسسة الفرح الاجتماعية" اللبنانية، يوم السبت 5 آذار/مارس، حلقة حوارية حول أهمية تمكين المرأة في العمل الاقتصادي، والتي جاءت تحت شعار "كسر التحييز".
خلال الحلقة الحوارية ألقت الدكتورة حبّوبة عون كلمة عرضت فيها "إنجازات المؤسسة منذ تأسيسها في العام 1988، وعملها في مجال تمكين المرأة في كافة المجالات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لجهة حقوق الإنسان بغض النظر عن اللون والجنسية والجنس".
وأوضحت حبّوبة عون خدمات المؤسسة التي "طالت الآلاف من أفراد المجتمع ولا سيما النساء"، مؤكدة على "مواصلة دعم النساء في ريادة الأعمال، والنساء المحرومات من خلال بناء المهارات والقدرات للحصول على فرص لتعزيز وإثبات إمكاناتهن، وللمساهمة في دمجهن في المجتمع وتمكينهن اقتصادياً"، لافتة إلى أن "هذه المناسبة فرصة للاحتفال بإنجازات النساء وزيادة الوعي ضد التحيز".
حلقة حوارية
ليعرض بعدها فيديو تمحور حول مساهمة مؤسسة فرح الاجتماعية مع نساء في الأرياف في مجال ريادة الأعمال وذلك من خلال المنح والقروض، والبرامج التدريبية والتوعوية المختلفة، لتبدأ بعدها الحلقة الحوارية التي أدارتها فريال المغربي إلى جانب المشاركات في النقاش، الدكتورة نهلة خداج أبو ذياب، رئيسة العمليات التنفيذية في بنك الموارد ورئيسة مجموعة تمكين المرأة في الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب والحاصلة على 7 جوائز للقيادة المتميزة منذ عام 2015، جيسي طراد قسطون، وهي استاذة جامعية في جامعة القديس يوسف في بيروت وباحثة ومحللة اقتصادية، وخبيرة في الإعلام المالي، والسيدة ألين كاماكيان، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة مشاركة لشركة Fig Holding والمالكة والمديرة العامة لشركة IIC sarl في بيروت، ولعدد من المشاريع المختلفة في قطاع التأمين والمطاعم وغيرها، وجنى الجوهري وهي خبيرة في التواصل وخبيرة معتمدة في التسويق الرقمي ورائدة أعمال من خلال تأسيسها شركة Say It With Chocolate.
وقالت رئيسة العمليات التنفيذية في بنك الموارد ورئيسة مجموعة تمكين المرأة في الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب الدكتورة نهلة خداج أبو ذياب أن "مساهمة اللاوعي تشكل النسبة الأكبر في العمل والقرارات (95 بالمئة)، ولاسيما في مجال تمكين المرأة، بينما يشكل الوعي ما لا يزيد عن 5 بالمئة"، وقد وثقت دراستها في هذا المجال في بحثها "الروحانية في المنظمة" والذي نالت عنه درجة الدكتوراه من جامعة ليفربول الإنجليزية، وشددت على "ضرورة تحول المرأة من الضحية إلى التمكين"، وانتقدت "البطء في حصول المرأة على حقوقها" وشددت على "وجوب متابعة التوعية حول كسر التحيز وضرورة اتجاه مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات وشركات لتنظيم برامج توعية ضد التحيز"، وإلى "اعتبار الأزمة كفرصة لخلق مشاريع جديدة".
وفي مجال القروض من المصارف، أشارت نهلة خداج أبو ذياب إلى "المشاكل التي تعترض تأسيس الأعمال الخاصة بالنساء، وخصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان"، لافتة إلى أن "المرأة تتمتع بالقدرة والإرادة للحصول على القروض وبنسبة أكبر من الرجل لتمتعها بالشروط الخمس لنيل القروض (5Cs)، وهي القدرة capacity ورأس المال capital والضمانات collateral والشروط conditions والشخصية character"، مؤكدة أن "المرأة ليست حالة اجتماعية ضعيفة بل هي قادرة حالما آمنت بنفسها وقدراتها".
وبدورها، أكدت الأستاذة الجامعية في جامعة القديس يوسف في بيروت والباحثة والمحللة الاقتصادية جيسي طراد قسطون على "ضرورة دعم النساء في الأعمال الصغيرة والمتوسطة"، عارضة لنسبة البطالة لدى النساء والتي تتجاوز 400 ألف امرأة قادرة على العمل، ولفتت إلى أنه "على الرغم من التحديات لا بد من التشديد على أهمية التعليم، خصوصاً في ظل ظاهرة التسرب من المدارس التي تطال النساء بالنسبة الأكبر على الرغم من عدم وجود إحصاءات في هذا المجال، وعلى تمكين النساء"، مشددة على أهمية "الوصول إلى المساواة، من خلال الحصول على فرص متساوية في مجال التمويل الذي لا يعد مشكلة فحسب، بل معضلة خطيرة، وعلى ضرورة توعية المرأة لجهة قدراتها وإرادتها على التغيير والإنجاز والوصول إلى أهدافها".
وبالإحصائيات، أوضحت جيسي طراد قسطون بأن "الناتج الإجمالي العام GDP قد انخفض في لبنان من 55 مليار دولار إلى 18 مليار دولار، ما قلص عدد المؤسسات العاملة، وساهم في إقفال الكثير من المشاريع والأعمال، وبنسبة تصل إلى 60 بالمئة، معظمها من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ما أدى إلى بطالة مرتفعة عابرة للقطاعات، وكانت النساء الأكثر تأثراً".
ومن جانبها أكدت الرئيسة التنفيذية ومؤسسة مشاركة لشركة Fig Holding ألين كامكيان، وهي المالكة لشبكة متنوعة من الأعمال، على أن "لكل مشكلة حلول"، مشددة على "ضرورة تطبيق مقولة (إذا كنت تريدين تستطيعين) وعلى كسر التحيز في تنشئة الطفل"، وانتقدت التحيز مقدمة مثالاً على ذلك، قائلة "تهدى الطفلة الأنثى لعبة وأدوات مطبخ وغيره ما يشدد على دورها كربة منزل وأم فقط، بينما يتجه المجتمع إلى توجيه الطفل الذكر إلى الأعمال، كإهدائه طائرة أو سيارة أو خلافه"، وهنا أكدت على "ضرورة توعية الأم التي تعني توعية كل المجتمع".
وحول التمكين الاقتصادي للنساء، وفي ظل عدم قيام المصارف بتمويل المشاريع بسبب الأزمة الاقتصادية، حيث تم إقفال الكثير من فروع من المطاعم المختلفة من 3300 إلى 1500، أشارت ألين كامكيان إلى "ضرورة الاتجاه إلى التمويل من القطاع الخاص ومن الجمعيات اللاحكومية واللاربحية، أو عبر التمويل من الجمهور Crowd Funding، أو عبر الجهات المانحة العالمية".
وعرضت جنى الجوهري تجربتها الناجحة في ريادة الأعمال عبر تأسيسها عملها الخاص في مجال تصنيع الشوكولاتة، وأنها بدأت في تجاربها من مطبخ منزلها، لتأسيس معمل صغير ضمن المنزل، وحاليا تخطط لفتح فروع في عدد من الدول، مؤكدة على أهمية الشغف ومتابعة العمل على الرغم من المعوقات والعقبات وخصوصا التي توجد داخلنا وتؤثر على إرادتنا وعلى كسر التحيز ضد المرأة.
ليتم بعدها عرض فيديو لنجاح إحدى النساء في الريف وهي ريما مسعود بتأسيسها "صاج ريما" ومشاركتها في سوق الطيب، حيث ساهمت في تمكين نفسها وأسرتها اقتصادياً عبر المنتوجات التقليدية وغيرها.
وفي ختام الحقلة الحوارية وزعت دروع تقديرية على المشاركات.