غزة... السيول تغرق الخيام والاحتياجات الإنسانية تتجاوز قدرة الاستجابة
تزداد الأوضاع الإنسانية في غزة قسوة مع تجدد تـأثير المنخفض الجوي، وأكدت اليونيسف أن معاناة الأطفال والنازحين تتفاقم في ظل تسرب المياه إلى داخل الخيام، فيما تبقى المساعدات أقل بكثير من حجم الاحتياجات مما جعل الظروف المعيشية في القطاع كارثية.
مركز الأخبار ـ تشهد مناطق مختلفة في غزة منذ أيام غرق عشرات الخيام بفعل الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي اجتاحت القطاع، في الوقت الذي يعيش فيه النازحون أوضاعاً مأساوية نتيجة العجز الكبير في تأمين المستلزمات ونقص الإمكانيات.
أفاد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أمس الاثنين 15 كانون الأول/ديسمبر، أن الظروف المعيشية لأطفال غزة تزداد قسوة، خصوصاً مع تساقط الأمطار وتجدد تأثير المنخفض الجوي، لافتاً إلى أن حجم الاحتياجات الإنسانية في القطاع يفوق بكثير للإمكانيات المتوفرة حالياً.
وأوضح المتحدث، أن المنظمة شرعت في توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، غير أن هذه المساعدات لا تزال أقل بكثير من حجم الاحتياجات الفعلية، مضيفاً أن الأمطار الغزيرة التي يشهدها القطاع تتسبب بتسريب المياه إلى داخل الخيام، الأمر الذي يزيد من معاناة الأطفال والعائلات النازحة ويضاعف صعوبة أوضاعهم المعيشية.
غرق مئات من الخيام
وقالت وسائل الإعلام، إن الأمطار الغزيرة التي شهدها قطاع غزة تسببت بغرق المئات من خيام النازحين مع تجدد هطول الأمطار الغزيرة على قطاع غزة، الذي لايزال محاصراً، مضيفةً أن معاناة النازحين تتفاقم في ظل المنخفض الجوي العميق واستمرار هطول الأمطار وسط الرياح الشديدة.
وأكدت على أن الأوضاع في القطاع باتت كارثية، في ظل عدم تدخل أي جهات دولية وعجز الدفاع المدني في القطاع عن القيام بدوره لمساعدة النازحين، وتوفير خيام صالحة للسكن أو بيوت متنقلة.
وأفادت منظمة الهجرة الدولية قبل أيام، أن مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزة معرضون لاحتمال غرق خيامهم وملاجئهم بمياه الأمطار الغزيرة، لافتةً إلى أن قرابة 795 ألف نازح معرضون للمخاطر المحتملة جراء السيول في المناطق المنخفضة المليئة بالأنقاض، حيث تعيش العائلات في ملاجئ غير آمنة، محذرةً من تفشي الأمراض والأوبئة بسبب عدم توفر صرف صحي أو إدارة للنفايات.
وتواصل القوات الإسرائيلية انتهاك وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث أدت هذه الخروقات منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى مقتل 391 مدنياً وإصابة 1063 آخرين، وقد أنهى الاتفاق حرباً وُصفت بأنها إبادة جماعية، بدأت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 استمرت لعامين كاملين، وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف وإصابة ما يزيد على 171 ألف آخرين، إضافة إلى دمار واسع النطاق، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن تكلفة إعادة إعمار القطاع قد تصل إلى نحو 70 مليار دولار.