في الشرق الأوسط... أزمات وحروب ونضال ضد العنف في 25 نوفمبر ـ 12ـ نساء مخيم مخمور تلعبن الدور القيادي وتحاربن مفهوم الذكورية المهيمن

منذ 30 عاماً، تحارب نساء مخيم مخمور هجمات النظام السلطوي والأبوي بتنظيمهن ونضالهن ومقاومتهن، بمقولة "النساء هنا وسيبقون"، وتعلمن في مختلف مجالات الحياة بفكرة تحرير المرأة والشعوب.

نوبلدا دينيز

مخمور ـ نساء وشابات مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) اللاتي تتعرضن منذ سنوات لمختلف أنواع الاعتداءات، من خلال تطبيق نظام الرئاسة المشتركة في كافة مجالس ومؤسسات وتجمعات المخيم ومن خلال أخذ مكانهن في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية والتعليمية والصحية والدفاعية، يناضلون ضد المفهوم السائد للنظام الذكوري من خلال النضال على أساس أيديولوجية تحرير المرأة والشعوب.

أهالي مخمور في التسعينات، بعد التنقل عبر 7 مناطق، ذهبوا إلى مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين (مخمور) خلال هذه الرحلة تعرضوا لهجوم وفقد العديد من الأطفال والشيوخ والنساء حياتهم. وفي رحلة اللاجئين هذه كان النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً من الهجمات. باتت النساء تحملن العبء الأكبر للاجئين على أكتافهم، وتعرضن للاعتداءات والحظر والعرقلة والجوع والعطش، فضلاً عن الحرب الخاصة التي تشنها الدولة التركية بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني. لكن نساء المخيم قدن مجتمعهن وخلقن حياة جديدة رغم كافة الصعوبات والتهديدات من بناء المنازل والمؤسسات الإدارية والبلديات والتعليم والصحة والحماية وغيرها.

تعرض أهالي مخيم مخمور، وخاصة منذ عام 2017 لهجمات، عشرات المرات بطائرات مسيرة وأسلحة الدولة التركية، كما تعرضوا مرتين لهجوم من قبل الدولة التركية بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية خلال عام واحد فقط. وفي هذين الهجومين أصيبت 3 نساء وتضرر العديد من أطفال المخيم من جراء الهجمات. بالإضافة إلى ذلك طائرات الاستطلاع التابعة للدولة التركية لا تغيب عن سماء المخيم. ولا يزال الحصار الذي فرضته الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني على المخيم بتاريخ 17 تموز/يوليو 2019 مستمراً. وكان لذلك تأثير كبير على حياة النساء وتسبب في عدم إمكانيتهن من تحقيق استقلالهن.

 

أساليب خاصة للحرب تطبق ضد المرأة بشكل يومي

تحاول الدولة التركية القضاء على إرادة أهالي مخيم مخمور بتنفيذ هجمات وحصار وتطويق وسياسات حرب خاصة ضد الأهالي بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية. الدولة التركية، التي لا تستطيع تحقيق هدفها بالهجمات والحصار، تنفذ سياسات الحرب الخاصة ضد أهالي المخيم، وخاصة النساء والشابات، من خلال العنف والتهديدات والمضايقات، فسياسة الدولة الذكورية التي تواجهها الشابات والفتيات في المخيم، لها تأثير كبير على حياتهن. ويتعرض نساء وشباب المخيم بشكل خاص للتهديد من خلال وسائل الإعلام الرقمية، كما تتم محاولات توريطهم في أعمال تجسس، لكن رغم ذلك يستمر نضال المرأة ضد كل هذه الانتهاكات.

تطبق نساء المخيم فلسفة Jin Jiyan Azadî، وخلق رجال ونساء أحرار، وتطبيق المساواة بين الجنسين كنظام. كما أنه على مستوى نظام الرئاسة المشتركة وتكوين السياسيات اللاتي تمثلن المجتمع، يتم ذلك في كافة المجالس والمؤسسات والمجتمعات. في عام 2007، بدأت نساء وشباب مخيم مخمور بتنظيم أنفسهم بنموذج الحداثة الديمقراطية لقائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان.

وتقوم نساء وشابات المخيم بتنظيم أنفسهن منذ سنوات تحت رعاية مجلس عشتار وتشكيل نظام الرئاسة المشتركة في كافة مجالس ومؤسسات ومجتمعات المخيم، في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية والتعليمية والصحية والمشاركة في الحماية. وتكافح نساء وشابات المخيم منذ عام بنضال قائم على أيديولوجية تحرير المرأة والشعوب ضد كل الاعتداءات والعنف والحرب خاصة للأيديولوجية الذكورية المهيمنة.

 

"إن تعمد تعجيز الناس وإدانتهم هو أعظم أنواع العنف"

العضوة المنسقة لمجلس عشتار في مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) سونكول كولر، والتي تناضل من أجل تنظيم المرأة منذ سنوات، أوضحت أن هناك أنواعاً عديدة للعنف "الأشخاص القمعيون والأقوياء يمارسون العنف على من يرون أنهم أضعف منهم. بأشكال مختلفة كالعنف الجسدي والعقلي والجنسي والاقتصادي والسياسي وما إلى ذلك. إن انتهاك حق الناس في الحياة هو عنف. العجز المتعمد، والإدانة هو أعظم عنف. باختصار، كل أشكال العبودية هي عنف، ويتم ذلك كأيديولوجية وسياسة ضد المرأة ولكي تبقى المرأة تحت حكم النظام، كما أن الدكتاتوريين والرجال يمارسون العنف ضدها من جوانب عديدة، فالهدف الوحيد من العنف ضد المرأة هو إضعاف المرأة وتشويه تنظيمها. في السنوات الأخيرة، تم استخدام العنف العسكري والحرب أكثر من غيره، وكان النساء والأطفال هم أكثر من يتعرضون له ويقتلون".

 

"المرأة بحاجة إلى تعزيز آلية الدفاع عن نفسها وتنظيم ذاتها"

وأكدت أنه لا ينبغي للنساء أن ينظرن إلى العنف الذي يرونه على يد دولة الرجل على أنه قدر "تعتبر النساء العنف ضد أنفسهن وضد النساء الأخريات قدراً. وهذا هو الخطر الأكبر. لا يحق لأي كائن حي ممارسة العنف على كائن حي آخر. كل كائن حي لديه آلية دفاعية. من الضروري أن تقوم المرأة بتعزيز دفاعها الطبيعي وتنظيم نفسها. اليوم، في جميع مجالات الحياة، تواجه النساء العنف والقتل. يتم استهداف النساء اللاتي تقدن المرأة والمجتمع بشكل خاص. ولذلك، كنساء، يجب علينا تعزيز تنظيمنا والنضال وفق فكر القائد عبد الله أوجلان. إذا اتحدنا جميعاً، نحن النساء، وقمنا بتنظيم أنفسنا، فسنكون قادرين على تدمير قوة الدولة الذكورية".