فلتان أمني يهدد التعليم في مناطق "هيئة تحرير الشام" وسط غياب الرادع
فوضى عارمة يشهده قطاع التعليم في مناطق سيطرة جهاديي هيئة تحرير الشام، من خطف واعتداء، في ظل غياب واضح للقوانين الرادعة.

مركز الأخبارـ تعرضت مديرة في إحدى مدارس مدينة حمص السورية لاعتداء من قبل أولياء أمور الطلاب في حادثة ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت المدرسة ذاتها إيقاف معلمة عن العمل بعد أن وجهت لها أسئلة تتعلق بانتمائها الطائفي.
برزت حالات الخطف المتكررة في المناطق الخاضعة لسيطرة جهاديي هيئة تحرير الشام بوضوح تام عمق الازمة التي يمر بها قطاع التعليم في ظل انتشار الفوضى وانعدام المحاسبة، وقد وصلت هذه التجاوزات إلى تهديد الأروح بشكل مباشر.
اعتداءات وتهديدات تتعرض لها المعلمات
وقد تعرضت مديرة مدرسة إسكندرونة في مدينة حمص سامية حورية، لاعتداء جسدي نفذه عدد من أولياء الأمور داخل حرم المدرسة، لأسباب غير معروفة، ويعتبر هذا الاعتداء تجاوزاً صارخاً لمؤسسة تعليمية، وبحسب ما أفادته وكالات الأنباء المحلية وكذلك رواد مواقع التواصل الافتراضي أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء ضد المعتدين، وهذا ما أثار جدل وتساؤلات حول علاقة المهاجمين بما يسمى بـ"الأمن العام" التابعة لإدارة جهاديي هيئة تحرير الشام.
فيما تعرضت إحدى المعلمات للإيقاف أثناء توجهها إلى المدرسة نفسها، ووفقاً لما تم تداوله، سألها الموقِفون عن انتمائها الطائفي متسائلين إن كانت تنتمي للطائفة العلوية.
وتبرز هذه الانتهاكات مدى تفاقم العنصرية والطائفية وتأثيراتها السلبية على السلم الاجتماعي والمؤسسات الخدمية ولا سيما التربوية، وتعتبر هذه الانتهاكات امتداد للأساليب القمعية اتجاه الطوائف، وانهيار منظومة الردع والحماية في المؤسسات التعليمية.
خطف وقتل يطال المعلمات والأطفال
يُذكر أن الأسبوع الماضي شهد حادثة أشد مأساوية، حين قُتلت المعلمة ليال دمر غريب أثناء توجهها إلى مدرسة وليد النجار الواقعة في حي الجندلي، وذلك نتيجة هجوم نفذه مسلحون.
كما شهدت محافظة اللاذقية تصاعداً مقلقاً في حوادث ومحاولات الخطف خلال الأيام الأخيرة، وكان اخرهما سمر إسماعيل وهي أم لأربعة أطفال، والطفل محمد قيس الذي اختطف من أمام مدرسته، وفي في ظل تصاعد الاحتجاجات السلمية من قبل الطلاب والمعلمين وأهاليهم، احتجاجاً على تكرار حوادث الخطف والقتل في عدد من المدن السورية، وردت تقارير مقلقة حول قيام بعض الإدارات المدرسية بممارسات قمعية ضد طلاب شاركوا في إضرابات أو أظهروا تعاطفاً مع مطالب مشروعة تتعلق بالأمان والعدالة، وهذه الممارسات، التي تتخذ طابعاً طائفياً تهدد حيادية المؤسسات التعليمية وتعيد إلى الأذهان أساليب الترهيب القديمة.
وتأتي هذه الممارسات في ظل تزايد حوادث اختطاف واعتداءات طالت معلمات وأطفالًا، أبرزها اختطاف ماري علي حسن، المعلمة في محافظة حماة، ،مقتل المعلمة ليال غريب في حمص، اختطاف الطفل محمد حيدر في اللاذقية، وقد دفعت هذه الحوادث إلى دعوات لإضرابات عامة وتعليق الدوام المدرسي، احتجاجاً على غياب الأمان ومحاسبة الجناة، وسط صمت رسمي مريب.