"بطلات الجزائر"... تدشين ساحة في الجزائر

في إطار إحياء اليوم الوطني للذاكرة في الجزائر لمجازر 8 أيار/مايو 1945، دُشنت وسط الجزائر العاصمة ساحة "بطلات الجزائر" تخليداً لمواقف المناضلات البطولية إبان الاستعمار الفرنسي على بلادهن، في سبيل الحرية والاستقلال.

الجزائر ـ وضعت نصب تذكارية لعدد من المناضلات الجزائريات تخليداً لمواقفهن البطولية في سبيل الحرية واستقلال الجزائر إبان فترة الاحتلال الفرنسي لبلادهن، في اليوم الوطني للذاكرة تحت شعار "يوم الذاكرة... يوم مشهود لعهد منشود".

في الذكرى الثمانين لمجازر الثامن من أيار/مايو 1945، وضع نصب تذكاري للمناضلة الشهيدة حسيبة بن بوعلي رمز من رموز الثورة الجزائرية وواحدة من أيقونات مقاومتها، كانت طالبة بثانوية عمر راسم بالعاصمة، التحقت بالثورة سنة 1956 كفدائية، لعبت دور فعال وأساسي في معركة الجزائر واستشهدت في أحد المنازل في القصبة الجزائرية في تشرين الأول/أكتوبر 1957.

أما النصب الثاني فكان للمُناضلة نفيسة حمود لاليام من أوائل الطبيبات الجزائريات في عهد الاستعمار الفرنسي ومناضلة في الحركة الوطنية، التحقت بالثورة سنة 1954، كانت مسؤولة في السلك الطبي للولاية الثالثة التاريخية، أُلقى عليها القبض عام 1957 مع مجموعة من المناضلين خلال كمين نصبه الاحتلال الفرنسي وزج بها في السجن، ومباشرة بعد الاستقلال تقلدت عدة مهام منها رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات ووزيرة الصحة.

بينما خص النصب الثالث الشهيدة زبيدة ولد قابلية، طالبة تخصص طب أسنان بكلية الطب بجامعة الجزائر العاصمة، التحقت بالثورة سنة 1956 في السلك الطبي، استشهدت بعد إصابتها بجروح إثر كمين نصبه الاحتلال الفرنسي سنة 1958.

وانطلقت، اليوم الخميس الثامن من أيار/مايو، بقصر الأمم، الاحتفالات الرسمية المخلدة لليوم الوطني للذاكرة المصادف للذكرى الـ 80 لمجازر 8 أيار/مايو 1945، بحضور عدد من كبار المسؤولين وأعضاء من الحكومة والأسرة الثورية وممثلين عن المجتمع المدني وأصدقاء الثورة التحريرية.

ونظمت هذه الفعالية من قبل وزارة المجاهدين وذوي الحقوق تحت شعار "يوم الذاكرة... يوم مشهود لعهد منشود"، حيث تهدف إلى ترسيخ ثقافة الوفاء لذاكرة الشهداء الذين سقطوا ضحايا للمجازر الدامية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري الأعزل.

وتجسد مراسم إحياء هذا اليوم عمق الاعتزاز الوطني بتضحيات الأجيال السابقة، حيث ضمت الاحتفالات كلمات رسمية، شهادات حية، ومعارض وثائقية تاريخية تسلط الضوء على بشاعة الجرائم المرتكبة في ذلك التاريخ، والتي شكّلت نقطة تحول حاسمة في مسيرة النضال من أجل الاستقلال.