'العقلية الذكورية ترى أن العنف ضد المرأة حق للرجل'

أكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة في مدينة دوزخورماتو شمال شرق العراق، آرين طالب أحمد، أنهم يعملون على زيادة الوعي بين النساء بغض النظر عن الاختلافات الطائفية والثقافية والدينية بهدف رفع مستوى الوعي في المجتمع بأكمله.

هيلين أحمد

السليمانية ـ يستمر وضع المرأة في الشرق الأوسط بالتدهور، نتيجة الذهنية الذكورية التي تؤثر على عملها وحياتها الخاصة، لذلك لا تستطيع الوصول إلى مراكز صنع القرار، وتعمل الناشطات والمنظمات التي تسعى إلى حماية حقوق المرأة على رفع الوعي والنضال من أجل حقوقها.

تقول الناشطة في مجال حقوق المرأة آرين طالب أحمد، من مدينة دوزخورماتو بشمال شرق العراق، أن هناك زيادة في حالات العنف ضد المرأة في المنطقة، حيث تواجهن العديد من المشاكل والعقبات خلال حياتهن  كالاختلافات القومية والدينية والثقافية والتي تعيق حياتهن، مشيرةً إلى أن النساء في جميع أنحاء العالم، تتعرض للقتل والاعتداء الجنسي "في دوزخورماتو يُنظر إلى العنف ضد المرأة على أنه تقليد سائد في المنطقة، تختار النساء الصمت في مواجهة العنف، وقد أثرت العادات والتقاليد السائدة على الثقافة الكردية في المنطقة، كما أثر استبعاد النساء من قبل مكونات دوزخورماتو الأخرى على النساء الكرديات.

وأكدت أنه نتيجة لهذا التصور اعتبرت السلطة الذكورية في المنطقة العنف الجسدي والاعتداء الجنسي ضد المرأة حقًا للرجال، وقد أدى هذا إلى إسكات أصوات النساء واستعبادهن عن العمل والكثير من مجالات الحياة والذي أثر بدوره على تطورها.

ولفتت إلى أن النساء تعملن خارج المنزل وتكملن تعليمهن منذ سنوات، إلا أن تأثير النظرة الذكورية والنظام السائد في المنطقة أجبرهن على الانقياد لقوالب نمطية "في دوزخورماتو، لا تشعر النساء بأنهن نساء ولا يُسمح لهن باتخاذ قرارات بشأن حياتهن وعملهن كنساء، ومع ذلك فإن النظرة الذكورية لا تسمح لهن إلا بالعمل لكسب الرزق ألا تحت رعايتهم نتيجة معانتهن من الظروف الاقتصادية، مضيفة أن النساء اللواتي تكملن تعليمهن في المدارس والجامعات تتلقين تعليماً قائم على الذهنية الذكورية، كما أن إشراك النساء في السياسة هو تكرار للتصور الذكوري في المنطقة.

وأوضحت آرين طالب أحمد أن النساء تتزوَّجن في سنٍّ مبكرة في منطقة دوزخورماتو "تتُزوج النساء في سنٍّ مبكرة في المنطقة، كما انتشر الزواج القسري على نطاقٍ واسع، فإذ لم تتزوج المرأة قبل سن الثامنة عشرة فإن المجتمع لا يقبل هذا الوضع، تتُزوَّج القاصرات من رجالٍ أكبر منهن سناً في ظل سيادة القانون، وبعد صدور القرار 188 عام 1959 في العراق، ازدادت حالات زواج النساء في سنٍّ مبكرة في المنطقة".

وأكدت أن الناشطات النسويات تعملن من أجل ضمان حرية المرأة منذ سنواتٍ عديدة، ومع ذلك وبعد تعديل قانون الأحوال الشخصية وإرجاعه إلى نقطة البداية بات هناك العديد من القوانين التي لا تحمي لهن حقوقهن، حيث تُبت المحاكم في قضايا النساء بعقليةٍ ذكورية، فعندما تُحال قضايا قتل النساء إلى المحكمة، إما تُتَّهم النساء أو تُغلَق القضية ويُترك الجناة دون عقاب، كما أنها تسمح بالزواج المبكر دون أي مراعاة لصحة المرأة".

وقالت آرين طالب أحمد في ختام حديثها إنه "لسنوات عديدة، سعت نساء دوزخورماتو إلى رفع مستوى الوعي، إلا أن العقبات تتزايد، نحن النساء والناشطات نواصل جهودنا لرفع مستوى الوعي، يجب على النساء بغض النظر عن الاختلافات الطائفية والثقافية والدينية رفع مستوى الوعي في المجتمع بأكمله لتحسين وضع المرأة في المنطقة، نعمل من خلال الندوات واللقاءات على حصول المرأة على حقوقها ورفع مستوى الوعي".