إقامة فنية... فنانات شابات تطرحن قضايا مجتمعية بالجمع ما بين الفن والتكنولوجيا
استديو مفتوح وحوار عن الإقامة الفنية برنامج فني ضم ثلاث شابات حملن طاقات ومواهب فنية بأطر مختلفة وغريبة.
نغم كراجة
غزة ـ باستخدام الفن والبناء التكويني والجمع ما بين الفن والتكنولوجيا الرقمية، استطاعت ثلاث فنانات تسليط الضوء على قضايا مجتمعية مختلفة خلال إقامة فنية.
نظم محترف شبابيك دائرة الفنون البصرية المعاصرة في الاتحاد العام للمراكز الثقافية، أمس السبت 28 أيار/مايو، استديو مفتوح وحوار عن الإقامة الفنية بطرح قضايا مجتمعية باستخدام التكنولوجيا الرقمية في سبيل توفير بيئة داعمة وحاضنة للفنانين/ات المعاصرين/ات، وإيصال الفكرة بطريقة فريدة من نوعها.
"كنت جزءاً من الكل، وكنت طفلةً حاوطتها المسلمات المجتمعية حتى باتت تفقد هويتها وذاتها" بهذه العبارة بدأت المهندسة المعمارية شيرين عبد الكريم البالغة من العمر 25 عاماً، حديثها مع وكالتنا.
وعن فكرة مشروعها الفني الذي جاء تحت اسم "من ثقب إبرة"، تقول "تقوم فكرتي على مجموعة من الحوارات والمجاورات المجتمعية التي تجسد الهوية والذات فتناولت أحداث مريرة وقصص واقعية يومية سواء من الحصار أو الظلم المجتمعي الذي نتعايشه".
وحول الرسالة التي حاولت إيصالها عبر مشروعها أوضحت "لقد كانت رسالتي من خلال هذه المشروع واضحة وصريحة حيث هدفت إلى استقطاب قضايا مجتمعية مكررة من قطاع غزة باستخدام الفنون البصرية والقيام بعدة محاولات وإصرار نحو إعادة عرضها وتقديمها بنظرة جديدة وغريبة وبذلك تصبح ذاكرة معاناة الواقع المرير بشكل جماعي وليس فردي فقط".
من جانبها قالت الفنانة التشكيلية روان اخزيق البالغة من العمر 22 عاماً، التي استطاعت كسر نمطية الفنون في اللوحات المصنوعة من السيراميك، بإنتاج أعمال تطرح قضايا مجتمعية بأسلوب وتصوير واقعي رمزي، "حاولت طرح نفسي وصوتي وصورتي وحبي للموسيقى في مجتمع معقد ويقيد حرية التعبير الفني الثقافي، لكنني رأيت أن الطريق إلى حرية التعبير لا يبدأ إلا ببلوغ حرية الفكرة ذاتها، وأؤمن أن لكل فرد الحق في تكوين آرائه وأفكاره ومعتقداته بعيداً عن المجتمع وتضييقه".
وأضافت "اليوم بعد مجهود ثلاث أشهر من العمل الفني المكثف أنجزت مشروعي تابوهات والذي كان عبارة عن مجموعة فنية من اللوحات والتصميمات الملفتة للنظر، وقد نال إعجاب الحضور بشدة".
أمام الفنانة جهاد جربوع البالغة من العمر 22 عاماً، فقالت "من الرائع أن يكون لكل شخص منا رسالةً ويستطيع توصيلها من خلال عمله أو موهبته، كنت دوماً أحاول الإجابة عن بعض الأسئلة حول الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بأسلوب جديد وغريب مثل معنى الحرية، ما هي أسباب وجود السجن، من هو الأسير الثاني"، مشيرةً إلى أنها "قررت اطلاق مشروعي الفني بشرح تلك المحاور وألقيت عليه اسم "مرايا" وحاولت قدر الإمكان أن أناقش انعكاس المفاهيم والمصطلحات التي تتضمن معاني متعددة سواء في فلسطين أو العالم من خلال عرض قضايا الأسرى ومعاناتهم".
ولفتت إلى أن تفاعل الحضور نحو فكرة المشروع كانت ممتازة، وتطمح لإعادة فكرة الإقامة الفنية مرة أخرى لنشر الأعمال الفنية باستخدام الأدوات الرقمية والتكنولوجية المعاصرة.
وأبدت الفنانة التشكيلية فداء الحسنات رأيها حول الاستوديو المفتوح ومشاريع الفتيات "أردت اليوم الوقوف بجانب الفتيات الفنانات اللواتي كان لكل منهن أسلوب مختلف بطرح قضايا حساسة".
وأشارت إلى أن هؤلاء الفنانات الثلاثة "استخدمن الفن والبناء التكويني لتوصيل الفكرة من مكونات البيئة وصنع أيديهن، حيث استطعن استعمال أساليب جديدة جمعت ما بين الفن والتكنولوجيا الرقمية، ورأيت أن الأفكار قوية ومتنوعة ذلك ما ميّزهن، وننتظر العرض النهائي المعلن عنه في آب/أغسطس القادم".
والجدير بالذكر أن الاتحاد العام للمراكز الثقافية في غزة يسعى من خلال الإقامات الفنية تنمية مهارات الفنانين/ات الشباب وتمكينهم من إنتاج أعمال فنية معاصرة.