أنطونيو غوتيريش: لم يعد بإمكاننا استبعاد نصف البشرية من السلم والأمن الدوليين

أكد الأمين العام أنطونيو غوتيريش أن النساء لا يزلن على هامش عمليات السلام الرسمية، على الرغم من مشاركتهن في بناء السلام والدفاع عن حقوق الإنسان

مركز الأخبار ـ وصناعة القرار والتوسط والتفاوض وتنفيذ اتفاقات السلام والدفع باتجاه التحولات السياسية.
في النقاش السنوي المفتوح لمجلس الأمن الدولي الذي عقد أمس الخميس 21 تشرين الأول/أكتوبر، ركز هذا العام على الاستثمار في النساء المحليات من بناة السلام باعتبار أن مشاركتهن في بناء السلام تولد المزيد من التأييد في المجتمعات وتجعل السلام أكثر ديمومة.
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قرار المجلس رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، وقال "هن مستبعدات إلى حد كبير من غرف اتخاذ القرارات، القيادة النسوية ينبغي أن تكون عرفاً سائداً، وقيادة المرأة تمثل حالياً قضية، لم يعد بإمكاننا استبعاد نصف البشرية من السلم والأمن الدوليين".
كما أشار إلى أن اختلال توازن السلطة بين الرجال والنساء لا يزال هو الأكثر عناداً واستمراراً من بين جميع أشكال عدم المساواة، ووفقاً للأمين العام فأن هذا الاختلال يتجلى في نواح كثيرة خصوصاً في ظل ارتفاع معدلات العنف وكراهية النساء التي يواجهنها في كل مجتمع، وقال "في ظل التمثيل الناقص للغاية للمرأة في مواقع صنع القرار، وبالتأكيد في التحديات التي لا تعد ولا تحصى التي تواجهها المرأة في حالات الصراع".
وعلى سبيل المثال قال الأمين العام عن اليمن إنه "على الرغم من الجهود الشجاعة التي أظهرتها المرأة اليمنية، إلا أنها لا تزال مستبعدة من العملية السياسية الشاملة من قبل الأطراف المتحاربة"، وأضاف "فشلت الحكومة الأخيرة في ضم وزيرة واحدة، وهو أمر لم يسبق له مثيل منذ 20 عاماً".
كما ذكر في حديثه ما تشهده الفتيات والنساء في أفغانستان "تشهد النساء والفتيات انتكاسة في الحقوق التي حصلن عليها في العقود الأخيرة بما في ذلك حقهن في الحصول على مقعد في الفصل الدراسي".
ومن جانبها قدمت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث، تقريراً حول المرأة والسلام والأمن، وقالت إن "اعتماد القرار الأصلي كان بمثابة بصيص نور، ورغم عدم كفايته إلا أنه يجب استخدامه في الكفاح من أجل تحقيق مساواة للنساء".
كما دعت إلى الحد من الإنفاق العسكري الضخم الذي يمثل "تناقضاً صارخاً" مع الاستثمارات المحدودة في مجالات أخرى، معربة ًعن أملها في أن يتشارك معها أعضاء المجلس "إحساسها بالإلحاح" بشأن هذه القضية التي تؤثر على الأولويات الأخرى بما فيها حقوق المرأة، مشيرةً إلى أن زيادة المشاركة لكبح بيع الأسلحة في أماكن تشهد أوضاع ما بعد الصراع، تقلل بشكل كبير من خطر حدوث انتكاسة.
وأعربت سيما بحوث عن أسفها لأن المنظمات النسائية تعاني من ضعف في التمويل، وأكدت أنه بدون الموارد المالية اللازمة لا يمكنها القيام بعملها بشكل فعال، كما سلطت الضوء على النساء الأفغانيات اللواتي يتعاونّ مع الأمم المتحدة ويعرضن حياتهن للخطر الآن، ودعت لفتح أبواب اللجوء على مصراعيها أمام طالبات اللجوء.
هذا ويستضيف مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية معرضاً متنقلاً بعنوان "بأيديهن: النساء يمسكن بزمام السلام"، ولم يكن عرضه في مقر الأمم المتحدة هو الأول فقد تم عرضه في معرض فوتوفيل الشهير في نيويورك ثم سيبدأ جولة في أفريقيا.
ويسلط المعرض الضوء على مساهمة الناشطات في بناء السلام العالمي، وذلك من خلال صور التقطت بواسطة مصورات نساء، بالإضافة لعرضه قصص 14 امرأة من ثلاث قارات لعبن دور الوساطة مع الجماعات المسلحة، وشاركن في محادثات السلام واقترحن الحلول السياسية ودافعن عن الحقوق والسلام ومشاركة المرأة.