انطلاق أعمال المؤتمر التأسيسي الأول لمجلس المرأة في شمال وشرق سوريا
الوصول إلى نقطة لا يمكن التَّراجع فيها عن النَّضال، بعد تقديم العديد من التَّضحيات لحماية الأرض، ومواجهة المخططات الدَّاعية لبث الفتن، هذا ما أجمعت عليه النَّساء المُشاركات في المؤتمر التَّأسيسي الأول لمجلس المرأة في شمال وشرق سوري
قامشلو- ا.
انطلقت أعمال المؤتمر التَّأسيسي الأول لمجلس المرأة في شمال وشرق سوريا اليوم 11 حزيران/ يونيو، تحت شعار "ثورة المرأة ضمان مجتمع ديمقراطي حُر"، بحضور ما يقارب 200 مُمثلة عن كافة المنظمات والمؤسسات النَّسويةَّ والعديد من النساء المستقلات.
تخلل المؤتمر كملة عضوة منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا آسيا عبد الله تحدثت فيها عن نضال المرأة ضد الذهنيات السلطوية، والتي تمكنت بإرادتها من كبح جماح من يسعون للسيطرة عليها.
وتبين أن المرأة اتخذت العدالة والديمقراطية والمقاومة طريقاً لها "آرين وبارين وأفيستا يمثلنَّ المرأة الحرة، واليوم هناك العديد من النَّساء اللواتي يقاومن سياسات الدولة التركية الفاشية، وقاتلنَّ في السَّابق داعش وقضينَّ على أقوى تنظيم إرهابي لم يميز بين امرأة وطفل وكهل".
وتوضح أنه أعدائنا يسعون لبث الفتنة بيننا "نعاني من ظروف سيئة، ويجب علينا أن نقاوم السَّياسات المعادية لنا، والتي تؤثر بشكل كبير على المرأة".
وتؤكد آسيا عبد الله على أن شعبنا معروف بتاريخه ومقاومته وقوته ليصل إلى هذا المستوى "قدمنا آلاف الشهيدات، لنصل لهذه المرحلة، واليوم مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا يتابع هذه المسيرة ليوصل صوت المرأة إلى سوريا خاصة والعالم عامة".
وترى آسيا عبد الله أن عليهم الارتقاء بالواقع السَّوري "علينا اتباع كافة الاستراتيجيات لتتحرر المناطق المحتلة من قبل تركيا بطليعة المرأة، التي تعرضت في كل من رأس العين/ سري كانيه، وعفرين، وتل أبيض/ كري سبي للقتل والاعتداء، والاغتصاب".
وتقول أن هذا المؤتمر يعقد في مرحلة حساسة من الصَّراعات والاحتلالات والأوضاع السَّياسية المتأرجحة، ليُناقش القضايا المتعلقة بالمرأة ويوجد الحلول "نرفض محاولات خلق الفتنة، التي تضعف شعوب المنطقة، وندعو للحمة والتَّكاتف لوقفها، ونعادي جميع السَّياسات الهادفة لفرض ذهنيتها، التي يمكننا مقاومتها بنضالنا وفكرنا".
وتعتبر اجتماع نساء المؤسسات والمنظمات والمستقلات منهنَّ للنقاش تجربة مميزة "مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا يعبر عن حقيقة المرأة ويجمعها من مختلف المكونات".
![](https://jinhaagency.com/staticfiles/news/11565/2021/06/11/750x750nc-11-6-2021.jpeg)
وترى الممثلة عن مجلس سوريا الديمقراطية أمينة عمر أن أهمية هذا المؤتمر تأتي من خلال انعقاده في هذه الفترة، رغم التحديات الموجودة أمام نضال المرأة ضد الاحتلال التركي والتَّنظيمات الإرهابية والفصائل المُسلحة "حركة المرأة في شمال وشرق سوريا تشهد انفتاح كبير في كافة المجالات، وهذا ليس وليد الفراغ، بل بجهدها في كافة المجالات".
وعلى الصعيد السوري الأزمة السورية لا تزال مستمرة، في ظل عجر المجتمع الدولي عن إيجاد الحلول، ولا سيما أن المرأة تتعرض لانتهاكات صارخة في المناطق المحتلة، كما تبين.
وتشدد أمينة عمر أن مجلس سوريا الديمقراطية يرفض النظر إلى سوريا كمسرح لتحقيق مطامع الأجندات الخارجية "الحل يجب أن يكون سياسي تلعب المرأة فيه دوراً أساسياً، وما يجري في المنطقة لا يمكن فصله عن بعضه البعض، فجميع ما يحدث هدفه إبادة شعوب المنطقة الأصلية".
وحول الانتهاكات التَّركية تقول "ندين التَّدخل التركي السَّافر في إقليم كردستان، ونطالب المجتمع الدولي بالتَّدخل لوقفه، لتنعم المنطقة بالأمن والاستقرار". وتركيا تحاول حرمان الشَّعب الكردي من كافة حقوقه المشروعة والتّعبير عن آرائه، كما تقول أمينة عمر.
![](https://jinhaagency.com/staticfiles/news/11565/2021/06/11/750x750nc-6-11-2021jpj.jpeg)
وباسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تحدثت رئيسة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية جيهان خضرو، والتي استذكرت الشّهيدات اللواتي لولا تضحياتهنَّ لما وصلوا لهذه المرحلة.
وتوضح أن إيمان المرأة بقدراتها على تحمل مسؤولياتها بإنقاذ المرأة والوطن من الجراح الأليمة، التي تعرضت لها بسبب تحول الثورة السورية للمسلحة بمشاركة أجندات خارجية.
ولا تنفي وجود الصعوبات والمعوقات العسكرية والسياسية "استمرارية عملنا وتمسكنا بالمشروع الديمقراطي سيكون الرد الأمثل لكافة التحديات المناهضة لمشروعنا".
وتؤكد على أن المرأة في شمال وشرق سوريا مثال يحتذى به "نجتمع لرسم حياة جديدة للمرأة الحرة، ونحن قادرات على إعطاء الحلول ونملك الإرادة والفكر والاستراتيجية، وسنقود سوريا جديدة بإرادتنا".
ودعت جيهان خضرو لتنمية الوعي وتدريب المرأة على المشاركة في كافة المجالات، لتكون مشاركة في كتابة دستور سوريا الجديد "قررنا بناء وطننا بحريتنا وإرادتنا، وكلنا ثقة أن هذا المؤتمر سيتمخض عن مقترحات فعالة".
![](https://jinhaagency.com/staticfiles/news/11565/2021/06/11/750x750nc-611-6-2021jpj.jpeg)
وألقت كلمة باسم وحدات حماية المرأة من قبل سوسن بيرهات التي باركت هذا المؤتمر باسم وحدات حماية المرأة "كل يوم نتعرض للهجوم من كافة الجهات، في محاولة لانتزاع وتدمير مكتسباتنا".
وتبين أنهم كوحدات حماية المرأة لعبنَّ دوراً مهماً منذ بداية الثَّورة "في وطن دفع الكثير من الشَّهداء، لا نستطيع أن نستسلم، لذا علينا أن نأخذ مكاننا في كافة المجالات، لنستمد صمودنا من نجاحنا".
وتوضح أن هدفهنَّ الأول تحرير المناطق المحتلة "جميع النساء الحاضرات في المؤتمر ومن كل المكونات، تخطينَّ عثرات كثيرة في سبيل نجاح الثورة، وسنقوم معاً ببناء مجتمع ديمقراطي حر، وسنسير على طريق الحرية، لنبي وطن حر وديمقراطي تكون فيه المرأة رمز الحرية والسَّلام".
وباسم مجلس المرأة السورية، هنأت سيلفانا علي كافة النَّساء المتواجدات على هذه الجغرافية بهذا المؤتمر "لدينا إرث تاريخي وعادات مشتركة، لذا نسعى لتطوير ذلك، من أجل الوصول للحرية التي ناضلنا لتحقيقها وترسيخها عملياً".
وباسم هيئة عوائل الشهداء لشمال وشرق سوريا تقول نهلة الحويج أن كل قطرة دم سقطت حتى اليوم سقت حرية الوطن "ربما تقف الآن العديد من الأمهات على الأبواب ينتظرنَّ عودة أبنائهنَّ والأطفال اليتامى يترقبون رجوع آبائهم، لذا نحن في مرحلة لا يمكننا التَّراجع فيها".
وبعدها تم تكريم العديد المؤسسات النسوية باسم مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا منها "مؤسسة عوائل الشَّهداء، ومؤسسة الجَّرحى".
وتستمر فعاليات المؤتمر بحجبها عن الإعلام والرأي العام، وسيتم في ختامه إصدار بيان لأهم المقترحات والتي نتجت عن النّقاشات خلال ساعات المؤتمر.