السودان... مشاركات في المظاهرة تؤكدن رفضهن للتسوية

رفضاً للاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه بين عدد من الأحزاب السياسية والجيش، عمت التظاهرات مدن العاصمة السودانية الثلاث الخرطوم والخرطوم بحري وأمدرمان.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ أكدت النساء المشاركات في المظاهرة رفضهن للتسوية السياسية والاتفاق الذي تم، قائلات أن "التسوية لن تقدم حلاً جذرياً للوضع في السودان ونحن نخرج من أجل التغيير الجذري".

انطلقت تظاهرات من نقاط التجمع التي حددتها لجان المقاومة الرافضة للتسوية السياسية التي تمت بين الأحزاب السياسية والجيش الذي يحكم البلاد منذ انقلاب قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على الأحزاب السياسية التي كانت تشاركه السلطة بموجب الوثيقة الدستورية التي تم التوقيع عليها في عام 2019 لتكوين الحكومة الانتقالية بعد سقوط نظام البشير بثورة شعبية في عام 2019.

وتم يوم الاثنين 5 كانون الأول/ديسمبر، في العاصمة السودانية الخرطوم التوقيع على اتفاق "إطاري" بين العسكريين وقوى سياسية متعددة، ينص على تدشين مرحلة انتقال سياسي يقودها مدنيون لمدة عامين وتنتهي بإجراء انتخابات.

وعلى هامش التظاهرة أكدت فاطمة علي وهي مهندسة كيميائية إنها عادة ما تخرج في التظاهرات رفضاً للحكم العسكري "نحن كلجان مقاومة وثوار غير راضين عن التسوية التي تمت، خصوصاً إن هذه التسوية يدخل فيها حزب المؤتمر الشعبي ونحن نعتبره جزء من نظام الإسلاميين الذي كان يحكم السودان وخرجنا ضده، وإذا قمنا بالاتفاق معهم نعتبر أن الثورة لن تنجح، نحن ضد التسوية وضد حكم العسكر وسنواصل النضال لحين إسقاط الحكم".

وقالت الطالبة الجامعية نهى عبد القادر إنها خرجت ضد التسوية السياسية التي تمت قبل يومين، إنهم لا يرفضون التسوية لكن يرفضون الجلوس مع عبد الفتاح البرهان قائد الجيش الذي انقلب على الحكومة الانتقالية في الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي "لقد قام بقتل أخوتنا، إذا كانت هذه التسوية تمت من دون أن يقتل أحد ولم يتضرر أحد ولم تبك الأمهات كنا قبلنا، نحن إذا قبلنا الآن ستكون دماء الشهداء وحقوقهم قد ضاعت".

وحول دور النساء في التظاهرات أوضحت إن "المرأة لديها رأي مثل الرجل والثورة لم يصنعها الرجال صنعناها سوياً خرجنا سوياً وطالبنا بحقوقنا ومثلما كان للرجال دافع للخروج في التظاهرات نحن أيضاً كانت لدينا دوافع كثيرة جعلتنا نخرج في المواكب، لكن هناك الكثيرين يمنعون النساء من الخروج في تظاهرات وينظرون للمرأة كجسد، يرفضون أن يكون للمرأة رأي، ولكن للنساء دور كبير في هذه المظاهرات ولدينا حق المشاركة".

وعن معاناة النساء مع هذه النظرة، وإحدى المواقف التي تعرضت لها بينت "كنت في طريقي إلى المنزل بعد نهاية إحدى التظاهرات التي شاركت فيها حينما سألني رجل في الشارع قائلاً أنتي يا بنت أهلك يسمحون لك بالخروج في التظاهرات؟ فأجبته بنعم فنظر لي باستحقار وقال: أنتم بنات غير مؤدبات"، مؤكدة أن ذلك لم يثني من عزيمتها للمشاركة في التظاهرات.

 

 

نونا عوض الكريم وهي طالبة جامعية قالت "أرفض التسوية السياسية والاتفاق الذي تم، لأن التسوية لن تقدم حلاً جذرياً للوضع في السودان ونحن نخرج من أجل التغيير الجذري والمكون العسكري الذي تم الاتفاق معه غير مضمون ومن الممكن في أي لحظة أن يقوم بالانقلاب مرة أخرى على التسوية التي تمت لذلك نحن نرفضها"، وأضافت أن الحل للأزمة السياسية يكمن في خروج المكون العسكري من العملية السياسية "إذ لم يخرج فلن يكون هنالك حل جذري للأزمة".

ومن جانبها قالت منال صلاح علي وهي طالبة بجامعة النيلين إنها تخرج للمطالبة بالحقوق فأبسط الاحتياجات غير متوفرة "هنالك الكثير لا يجد ما يأكله أو يشربه ولا مساكن يسكنون بها، أبسط الحقوق غير متوفرة لذلك أنا أخرج للمطالبة بها"، وعن الاتفاق قالت إنها لا تعتقد أن هذا الاتفاق يمكن أن يحقق المطالب التي خرجت من أجلها وأرجعت السبب إلى أن "القوى السياسية غير متفقة فيما بينها إذا كان هنالك اتفاق بينهم لتمكنوا من حل ولو مشكلة واحدة من مشاكل الشعب، لكنهم غير متفقين والاتفاق الذي قاموا به في المرة السابقة لم يحسن الأوضاع".