الصحة الجنسية والإنجابية للنساء في مصر... الفرص والتحديات
تعد الثقافة الجنسية واحدة من القطاعات المعرفية التي تحتوي على الكثير من الخلط والأفكار التي قد لا تمت للواقع أو الجانب العلمي بدرجة من الصحة
أسماء فتحي
مصر ـ تعد الثقافة الجنسية واحدة من القطاعات المعرفية التي تحتوي على الكثير من الخلط والأفكار التي قد لا تمت للواقع أو الجانب العلمي بدرجة من الصحة، والحديث عنها أمر شائك يصطدم بما تم تنشئة الأسرة عليه، ويقع تحت عنوان "العيب" الأمر الذي أدى لخلل حقيقي تتحمل تبعاته النساء على صعيدي الصحة الجنسية والإنجابية.
رغم تنوع فاعليات اليوم العالمي للمرأة في مصر إلا أن واحد من أبرزها على الاطلاق اللقاء المفتوح الذي عقده مشروع "الحب ثقافة" والذي حمل عنوان "الصحة الجنسية والإنجابية للنساء في مصر... فرص وتحديات"، والذي حضره مجموعة من الفاعلين في مجال الجندر والصحة الجنسية والمؤسسات النسوية ومقدمو الخدمات.
واستهدف اللقاء الوقوف على مجموعة من التوصيات من واقع قصص النجاح والتجارب العملية للحضور وخلق حالة من التشبيك والترابط بين الجهات المعنية بهذا الملف.
مرصد جرائم العنف: الحالات المسجلة زادت للضعف في 2021 وباتت أكثر إجراماً
مجموعة من العوامل ساهمت في ارتفاع معدلات العنف كان أهمها جائحة كورونا وما نتج عنها من مكوث الأزواج لفترات أطول بالمنزل، فضلاً عن تدهور الأوضاع الاقتصادية، والارتفاع النسبي الذي أصاب الأسعار خلال فترات الإغلاق.
وقالت نجوى رمضان المدير التنفيذي لمؤسسة إدراك للتنمية والمساواة، إن المرصد الذي قام بتتبع عدد حالات العنف خلال عام 2020 ظن العاملين على إعداد احصائياته أن أعلى معدلات للحالات التي تم الإبلاغ عنها ستكون خلال هذا العام والتي تقدر بنحو 413 حالة ولكنهم وجدوا أن الأمر اختلف في عام 2021 ليصل لضعف حالات العام السابق عليه.
وأكدت أن محافظات القاهرة والجيزة سجلتا أعلى معدل قتل على يد فرد من الأسرة مسجلة نحو 89 جريمة ونحو 57 واقعة في محافظات وجه بحري و59 جريمة في محافظات وجه قبلي، وثمانية وقائع في محافظات القناة، معتبرةً أن هذه الأعداد ضعف ما تم رصده في عام 2021 تقريباً.
وأوضحت المدير التنفيذي لمركز إدراك للتنمية، أن حالات الابتزاز عموما ترتفع بشكل ملحوظ فرغم أن ما تم رصده في 2021 نحو 16 حالة فقط، إلا أن المتوقع خلال العام الحالي أن ترتفع الأعداد بشكل كبير لأن ما تم رصده خلال الأشهر الثلاث الماضية أرقام بالفعل تحتاج للوقوف عليها، فارتفاع عدد البلاغات المقدمة بشأنه ملحوظة، هو أمر قد تعود أسبابه لحملات الضغط والتوعية التي انتشرت عبر السوشيال ميديا في الفترة الأخيرة.
وأشارت نجوى رمضان إلى أن أبرز ملاحظات مرصد جرائم العنف خلال العام الماضي أن 30% من الجرائم ترتكب بحق أطفال دون سن الـ 18 عام، وأن أعلى المستويات للعام الثاني على التوالي في محافظة الجيزة، ويأتي في صدارة مرتكبي جرائم العنف داخل الأسرة الزوج ويليه الجيران.
سند: العنف الأسري جريمة لا يوجد قانون يجرمها والواقع خير دليل
أكدت نسمة الخطيب، مؤسسة مبادرة سند للدعم القانوني للنساء، أن العنف الأسري جريمة لا يوجد قانون يجرمها، أو يحول دون ارتكابها وردع القائمين عليها من أفراد الأسرة.
وأضافت أن هناك نساء تعانين من الإحباط نتيجة غياب العدالة الناجزة بينما تمكن آخرون من الانتصار السريع بفضل عرائض النائب العام وتسريع الإجراءات الخاصة بشكواهم.
وروت نسمة الخطيب في كلمتها خلال اللقاء الذي أعده مشروع "الحب ثقافة" عدد من قصص تعرض الفتيات للعنف الأسري والتي وردت شكواها لمبادرة "سند".
وأكدت أن واحدة من الأزمات الحقيقية التي يعاني منها القائمين على الملف هو وجود عناصر غير مؤهلة أو مدربة ومنظور قطاع كبير منهم ذكوري ناقم على النساء في أقسام الشرطة، مستشهدة على ذلك بإحدى الوقائع.
العمل على توعية الأطفال وتثقيفهم جنسياً نقطة الانطلاقة لمعالجة الكثير من الأزمات
اعتبرت مؤسسة "Safe Egypt"، سارة عزيز، أن البداية تأتي من العمل على توعية الأطفال في سن صغيرة وتدريبهم على الحدود والخصوصية وطرق التعامل مع الغير.
وأشارت إلى أنهم عملوا منذ نحو 10 سنوات على إنتاج أفكار تتناسب مع مستوى وعي الأطفال ومنها كتاب "أنا غالي"، لافتةً إلى أن تمكين الأطفال هو مفتاح النجاة من الأزمات وخاصةً المرتبطة بالاعتداءات الجسدية والجنسية، كما أنه يمكن أيضاً من الوصول للصحة النفسية والإنجابية مستقبلاً كنتاج للثقافة والمعرفة المقدمة للأزواج في صغرهم.
وأضافت سارة عزيز أن الفئة العمرية التي يتم البدء على توعيتها تبدأ من ثلاثة سنوات، وتم تسليط الضوء على الانتهاكات التي قد يتعرض لها الطفل لتوجيه الأنظار الى ضرورة تثقيف وتنمية وعي الأطفال إناثاً كانوا أو ذكوراً لمنع حدوث الانتهاكات الجنسية وتوعية الأطفال بمساحاتهم الخاصة.
وتقدم مؤسسة "Safe Egypt" مصر آمنة، ورش تدريبية لجميع المتعاملين مع الأطفال من سائقي الباصات المدرسية للمشرفة عليهم، وكذلك الأخصائيين الاجتماعيين، فضلاً عن الآباء والأمهات والأطفال أنفسهم.
الحب ثقافة: الصحة الجنسية والإنجابية محور عملنا ونستهدف فئة الشباب
قالت ساندي عبد المسيح مديرة مشروع "الحب ثقافة" أنهم يستهدفون في عملهم الشابات والشبان من سن 18 لـ 35 عام، مشيرةً إلى أن اهتماماتهم تشمل مجموعة جوانب منها الصحة الجنسية وطريقة بناء علاقات سوية والوقوف على سبل الخروج من العلاقات المؤذية في حال الوقوع في قبضتها.
واعتبرت أن مشروع "الحب ثقافة" له هدف كبير وهو تمكين الشباب من اتخاذ القرار بناء على المعرفة بعد الحصول على المعلومات المطلوبة ليتمكنوا من إيجاد قرارات وحلول تتناسب مع أفكارهم وحياتهم وبخاصة العاطفي والعائلي منها.
ولفتت إلى أنهم يعملون مع مقدمي الخدمات للفئة المستهدفة خاصة من يقدمون الخدمة الصحية، مشيرةً إلى أن هناك فقر كبير في المواد التي ترتبط بالصحة الجنسية والإنجابية، معتبرةً أن عملهم الأساسي هو إتاحة المعلومات بشكل علمي ولكنه بسيط يناسب القطاع الأكبر من الفئة المستهدفة.
قضايا المرأة: الآباء يهربون من الإفصاح عن المعلومات الجنسية لأطفالهن وخاصة الإناث
اعتبرت ماجدة هاشم، مديرة برنامج التنمية المجتمعية ومسؤولة ملف الصحة الانجابية والجنسية بالمدارس في مؤسسة قضايا المرأة، أن الآباء لديهم مشكلة في منح الثقافة الجنسية لأطفالهم.
وأكدت أن الطفل الذي ينشأ على جهل بخصوصيته ومعرفة أعضائه التناسلية يسعى لاستكشاف الأمر، ويليه العقاب وهو ما يجعله قابع لفترة طويلة داخل دائرة الجهل والخوف.
شمسية: نعمل على توفير خدمات صحية صديقة للمرأة بناء على احتياجاتها
قالت شادن معتز، مسؤولة التواصل والشراكات بشمسية للأنظمة الصحية، أنهم يعملون على إدارة وتنظيم الأنظمة الصحية في مصر وتعمل منذ 10 سنوات على علاج أزمات الأنظمة الصحية، وذلك لوجود العديد من الفجوات بها وخاصةً الحكومية منها.
وبينت أنهم عملوا على تقديم خدمات صحية صديقة للمرأة، ومن خلال مسح تم على نحو 260 مستشفى في مختلف المحافظات توقفوا على مجموعة من الشكاوى تكررت وارتبطت بالعنف الواقع على النساء أثناء الكشف الطبي الذي تم اجراؤه لهن، فضلاً عن غياب الخدمات الصحية المناسبة للنساء في المستشفيات العامة.
وعن الخدمات الصحية الصديقة للمرأة التي تقدمها "شمسية" للنساء فقد أتت وفق ما أكدته شادن معتز، بعد الوقوف على احتياجات وأزمات النساء المرتبطة بالخدمات الصحية، وتلا ذلك البدء في العمل على توفيرها.