'القراءة والكتابة أساس بناء جيل واع والطريق للوصول إلى الحرية'

أشارت المشاركات في معرض الشهيد هركول بمدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا إلى أن الكتابة حالة احترافية وهي أساس بناء جيل واعي ومثقف وحر، ووصفنها بطفل مشاكس لا تستطيع الصعوبات إيقافه

سيلين محمد 
قامشلو ـ .
بتاريخ 29 تموز/يوليو 2021 وتحت شعار "الكتاب نبض الحياة"، انطلقت فعاليات معرض الشهيد هركول بمدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا، واستمر المعرض لمدة ثمانية أيام، شاركت فيه العديد من مكاتب ودور النشر من عموم أجزاء كردستان، بالإضافة إلى دول عربية، وتضمن المعرض كتب باللغة العربية والكردية والتركية والفارسية والإنكليزية، إلى جانب عدد من الفعاليات كعرض النتاجات والمطبوعات، والندوات الحوارية، وإلقاء المحاضرات المتنوعة المضامين (الاجتماعية، والتاريخية، والثقافية، وجنولوجيا) باللغتين الكردية والعربية، إضافة إلى منصات المناقشة وحفلات توقيع الكتب. 
 
 
وقالت الكاتبة ناديا حسن "لدي كتابين في المعرض في قسم الأطفال، أنا أقوم برسم الصور المناسبة لوضعها في القصص لتكون ملائمة لمحتوى الفقرة أو النص، الإقبال على كتب الأطفال جيد مقارنة بالعام الماضي، هنالك قصص ترجمت من الإنكليزية إلى الكردية، ومن الألمانية إلى العربية والكردية".   
وعن الهدف من المعرض بينت أنه "أتاح الفرصة أمام الأشخاص الذين يبحثون عن التنوع، لانضمام العديد من دور النشر مما خلق تنوعاً في الكتب، ونسعى من خلال المعرض إلى إعادة أجواء القراءة والمطالعة في ظل التطور التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي، لزيادة الوعي والثقافة بين الجيل الصاعد، ولتطوير والرقي بمجتمعنا".
ودعت الجميع إلى عدم إهمال القراءة، لأنها تحفز الذاكرة، وتطور القدرات وهي ضرورة للاستمتاع بوقت الفراغ، وللحفاظ على ثقافتنا من الضياع.
 
 
فيما قالت الإدارية في منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة أفين جمعة إحدى الزائرات إلى المعرض "المعرض في هذا العام كان مميزاً وملفتاً للنظر من حيث المشاركة والإقبال والتنظيم، والتنوع الغني للكتب ومواضيعها المختلفة".
وتابعت "الأسعار كانت جيدة، لكن كان هناك صعوبة من حيث الاقتناء للبعض بسبب تردي الأوضاع المادية، وأتمنى افتتاح مثل هذه المعارض على الدوام لأنها فعالية تسلط الضوء على أهمية القراءة والمطالعة وضرورتها في بناء مجتمع واعي ومثقف". 
 
 
ومن جهتها قالت الطفلة رونا عكيد المسؤولة عن قسم الأطفال، "هذه مشاركتي الثانية في معرض الشهيد هركول، وسعيدة بانضمامي له فهو يتيح الفرصة للتقدم وزيادة المعرفة والتجارب، إذ أن إقبال الأطفال على القسم كانت جيدة". 
وأضافت "عبر هذه المعارض نتمكن من تطوير أنفسنا، وزيادة المخزون الثقافي والفكري لدينا، وإقامة المعرض تشجيع للأطفال أيضاً في حثهم على أهمية المعرفة والتعرف على ثقافتهم وتاريخهم".
 
 
وقالت الكاتبة مريم تمر أنها تهوى القراءة والكتابة "في عمر الحادية عشر بدأت بكتابة مواضيع تعبيرية وخواطر، لأتوسع فيها رويداً رويداً، ولم أكن أتوقع يوماً أن تتحول تلك القصص إلى كتب، وكانت تلك المحاولات مميزة لي فهي بدايتي، وإرادتي وحبي وشغفي كان الدافع في تطوري".
وركزت على أهمية الكتابة والقراءة في الوقت الراهن "إن الإنسان القارئ لديه بصيرة مختلفة عن الإنسان الذي لا يقرأ، فهناك هموم كثيرة يمكن أن تبعدها القراءة عنه، ومعارف واسعة يمكن أن يدركها في مجالات كثيرة"، ووصفت الكتابة بأنها العين الثالثة والقلب الثاني للإنسان، وتعطي متعة للحياة.
وعن الصعوبات التي واجهت مريم تمر خلال مسيرتها في الكتابة والأدب قالت "بالتأكيد كأم وامرأة عاملة لا بد من وجود صعوبات يومية من ناحية تربية الأطفال ورعايتهم، إلى جانب كوني امرأة عاملة فالعمل اليومي يأخذ الكثير من وقتي، لكن الكتابة هواية ورفاهية بالنسبة لي، وعندما أنجز كتابة قصيدة أشعر بالسعادة".
الكتابة الإلكترونية سرقت الأضواء من الكتابة الورقية وخاصة في ظل تطور مواقع التواصل الاجتماعي، والحديث لـ مريم تمر "أحب القراءة من الكتب، أشعر أن الكتب الالكترونية بلا روح ونبض على الرغم من أنها دارجة في وقتنا المعاصر، وأميل للعودة إلى الكتب الورقية، لأن جماليتها مختلفة ومتعة لا يمكن الاستغناء عنها".
وتشير إلى أنه على الشاعر عندما يبدأ بالكتابة نسيان أن هناك خطوط حمراء، أي الثالوث "الجنس، السياسة والدين"، وعدم الاكتراث بها لأن "القصائد الشعرية استطاعت قرع كل الأبواب، وتخطي الخطوط الحمراء هي المهمة الأولى للشاعر للانطلاق نحو التطور". 
وأكدت على أن الكتابة هي طفل مشاكس "عندما يكون في داخلك ذاك الزخم ولم يرى النور، فالكتابة هي المنفذ الوحيد لإخراجه ولن تستطيع المعوقات والصعوبات إيقافه".
مضيفةً "بعد كتابة ثلاث مجموعات شعرية، لا أزال اعتبر نفسي مبتدئة، لذا سأوجه كلمة للمبتدئين في الكتابة ولنفسي أيضاً، عليكم بالقراءة قدر الإمكان، ومتابعة كل الإصدارات الحديثة، والبحث عن كل ما من شأنه أن يطور الحالة الكتابية، لأن يكون الكاتب والشاعر بحالة احترافية في هذا المجال".