النساء هنَّ الأكثر تأثراً بفايروس كورونا على الصعيد الاقتصادي
توالت التقارير حول التأثيرات السلبية التي تركها فايروس كورونا على النساء، على كافة الأصعدة ومن بينها التأثير الاقتصادي وكان آخرها تقرير مجلة فورين أفيرز الأمريكية.

مركز الأخبار ـ
انتشر فايروس كورونا في أواخر عام 2019 وحتى اليوم لم يتم القضاء عليه بشكل نهائي، وتسبب الوباء بخسائر اقتصادية كبيرة خاصة على النساء.
ونشرت مجلة فورين أفيرز مقالاً حول تأثير فايروس كورونا المستجد على إنجازات النساء التي حققنها خلال السنوات الماضية.
واستعرضت المجلة الأمريكية التحديات التي واجهت النساء خلال فترة انتشار وباء كورونا حول العالم، وقالت أن النساء العاملات في الاقتصاد غير الرسمي هنَّ الأكثر تأثراً بالوباء "رغم أن الرجال أكثر قابلية للإصابة بمضاعفات خطيرة أو الوفاة جراء فايروس كورونا إلا أن الآثار الاقتصادية أصابت النساء بقدر أكبر، الوباء دمر القطاعات التي تشكل النساء الغالبية فيها، وذلك مع زيادة مسؤوليات تقديم الرعاية غير المدفوعة التي تتحملها النساء بشكل غير متناسب".
وتعمل النساء في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل في الاقتصاد غير الرسمي، كعاملات في المنازل وتجارة التجزئة، كما تعمل النساء في الدول الأوروبية في قطاعي الخدمات والضيافة وهذه الأعمال تأثرت بشكل كبير خلال الأزمة الصحية.
وأكدت مجلة فورين أفيرز أنه "إذا لم يجعل صانعوا القرار السياسي ورؤساء الشركات مشاركة المرأة الاقتصادية محورية في تخطيطهم للتعافي بعد الوباء، فستضيع حتى المكاسب الاقتصادية المتواضعة التي حققتها النساء في العقود الأخيرة وستضعف التوقعات الاقتصادية في العالم نتيجة لذلك".
وبحسب المجلة تشكل النساء 39 بالمئة من القوة العاملة عالمياً، فيما أكد معهد ماكينزي العالمي وهو شركة استشارات إدارية أمريكية أن النساء يشكلنَّ 54 بالمئة ممن فقدوا الوظائف المرتبطة بالوباء.
واختتمت المجلة مقالها بالقول إن "المشاركة الاقتصادية للمرأة ليست مجرد مسألة إنصاف ـ إنها ضرورة اقتصادية يتعين على الحكومات والشركات الارتقاء بها؛ لتحسين النمو ومستويات المعيشة في جميع أنحاء العالم. سيتطلب التعافي من أسوأ اضطراب اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية بنسبة 100 بالمئة من السكان، وسيضمن القيام بذلك أيضاً أنه يمكننا تحقيق أقصى قدر من النمو في عالم ما بعد الجائحة".
وأكد البنك الدولي أن فايروس كورونا أثر على اقتصاد النساء بشكل خاص، وأشار إلى أن الفجوات القائمة بين الجنسين تؤدي إلى زيادة الآثار السلبية للوباء على النساء "تعتمد صياغة سياسات تراعي الفوارق بين الجنسين على معرفة أنه كيف تؤثر جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية الناتجة عنها على نواتج المساواة".
وخلصت دراسة لمعهد ماكينزي إلى أن تأثيرات عدم المساواة بين الجنسين تقوض آفاق الانتعاش الاقتصادي العالمي، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن الناتج المحلي الإجمالي العالمي سيكون أقل بمقدار تريليون دولار بحلول عام 2030، أما عند اتخاذ إجراءات المساواة بين الجنسين لمواجهة الآثار السلبية للوباء فإنه سيتم تحقيق الناتج بـ 13 تريليون دولار.
اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا" توقعت أن خسائر منطقة الشرق الأوسط من الوظائف التي تشغلها النساء في عام 2020 وصلت لنحو 700 ألف وظيفة، مع العلم أن النساء في المنطقة يشغلنَّ نحو 20 بالمئة فقط من الوظائف لكن خسائرهنَّ مضاعفة، خاصة أن معظمهنَّ يعملنَّ في القطاع غير الرسمي. وقالت الإسكوا أن القطاع الرسمي والذي تعمل فيه 62 بالمئة من النساء في المنطقة هو الأكثر عرضة للخسائر.
وألقيت مهام عديدة على النساء اللواتي فقدنَّ وظائفهنَّ بعد انتشار فايروس كورونا، فإضافة لأعمال المنزل غير المأجورة أصبحنَّ مسؤولات عن تعليم أطفالهنَّ.