البرلمان التونسي... نائب في "ائتلاف الكرامة" يعتدي على عبير موسي

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو أظهر مشاهد عنف وشتم وسبّ تحت قبة مجلس النواب التونسي من قبل النائب عن "ائتلاف الكرامة" سيف الدين مخلوف، ضد النائبة عن الحزب الدستوري الحر عبير موسي

زهور المشرقي 
تونس- بعد اعتدائه على الأخيرة وافتكاكها هاتفها الجوال ومحاولة ضربها.
وأثار الفيديو ضجة كبيرة في تونس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعاد إلى الأذهان انحطاط الخطاب السياسي وإيديولوجية النزعة العدوانية ومشاهد من عام 2012 بعد استفحال ظاهرة العنف ضدّ النساء، ما أثار موجة من التنديد والشجب من قبل المنظمات الوطنية والعديد من القوى السياسية.  
وسعت عبير موسي منذ دخولها البرلمان إلى فضح الفكر الإخواني العنيف وخطره على مدنية الدولة ونمط المجتمع الحداثي الذي ارتضاه التونسيون منذ زمن طويل، وقد نجحت في أكثر من مرّة في الإطاحة بالعديد من المشاريع التي تتنافى ومصلحة بلادها.
وقد أكسبها ذلك زخماً شعبياً واسعاً حيث أصبحت تتصدر نوايا التصويت متقدمة على التيارات الإسلاموية بفارق كبير، حسب مراكز استطلاع الرأي المتتالية.
بدورها، عبّرت وزيرة المرأة التونسية السابقة نزيهة العبيدي، في حديث لوكالتنا وكالة أنباء المرأة، عن إدانتها للعنف الذي تعرضت له النائبة عن الحزب الدستوري الحر عبير موسي، يوم الأربعاء 27كانون الثاني/يناير 2021، من قبل النائب عن "ائتلاف الكرامة" سيف الدين مخلوف تحت قبة البرلمان. 
وقالت نزيهة العبيدي، إنّ المرأة التونسية مستمرة في نضالها من أجل حقوقها الإنسانية التي لا تتجزأ ولا تعتبر حكراً على الرجل، مشيرةً إلى أن الجنسين كائنان متساويان يتمتعان بمساواة فعلية تامة لكن الثقافة الخاطئة السائدة هي التي غيّرت هذه العلاقة وبنت فيها درجات.
ولفتت نزيهة العبيدي إلى صمود المرأة التونسية برغم كل المحاولات لإخفاء صوتها وإسكاتها؛ لأنها تربّت على مبادئ الوطنية والاحترام وكونها إنسانة لها حقوق كاملة. 
وتطرّقت الوزيرة التونسية السابقة نزيهة العبيدي إلى أن مكانة المرأة في مواقع صُنع القرار بتونس تقهقرت اليوم حيث توجد امرأة واحدة في حكومة هشام المشيشي.
 وبيّنت أن تمركز المرأة في مواقع القرار تراجع من ناحية مشاركتها في الانتخابات حيث بلغت هذه النسبة 36 بالمئة.
ودعت وزيرة المرأة التونسية السابقة نزيهة العبيدي إلى ضرورة إحداث ثورة ثقافية تُغيّر نظرة المجتمع وسلوكياته وممارساته تجاه نصف المجتمع لينهض هذا الأخير بكل أبنائه رجالاً ونساء ويواجه التحديات بإرادة جماعية واقتدار.
وفي وقت سابق وجه النائب عن "ائتلاف الكرامة" محمد العفاس انتقاداً لاذعاً للحداثيين في تونس، حيث تهكّم قائلاً "هم يتكلمون عن حرية المرأة، ونحن نعتبرها حرية الوصول إلى المرأة.. ما يسمونه حرية نسميه تحرراً، وهو أن يكون المرء عبداً للموضة والغرب والشهوات ولدعوات الفسق والفجور.. المرأة عندهم سلعة رخيصة مكشوفة لمن هب ودب، وعندنا جوهرة غالية نفيسة محفوظة".
وتابع "مكاسب المرأة عندهم الأمهات العازبات، الإنجاب خارج إطار الزواج، الحق في الإجهاض، ممارسة الرذيلة، الشذوذ الجنسي.. ونقول لهم، إن هي إلا أسماء سميتموها ما أنزل الله بها من سلطان.. الأمهات العازبات هن إما عاهرات أو مغتصبات، الإنجاب خارج إطار الزواج هو زنا، الإجهاض هو قتل نفس بغير حق، الحرية الجنسية عهر". 
وقد أثار تصريحه ضجة كبيرة وتنديد واسع من قبل  المنظمات النسوية التونسية، ووصلت إلى مقاضاته.
وقد أثارت المشادات مؤخراً مخاوف لدى كثير من التونسيين من انزلاق البرلمان نحو مربع التجاذبات السياسية العنيفة في بلد لا يزال يضج بالمطالب الاجتماعية والاقتصادية، حتى بعد مرور عقد على الثورة.