النفير العام في إقليم شمال وشرق سوريا قرار الضرورة لحماية الأراضي
النفير العام الذي أعلنت عنه الإدارة الذاتية الديمقراطية هو قرار يدعوا جميع أهالي المنطقة للوقوف معاً في وجه تهديدات الاحتلال التركي ومرتزقته، حيث يمثل وحدة الصف السوري، وتكاتف القوى العسكرية والمدنية لمواجهة التحديات المصيرية التي تهدد الاستقرار والأمان.

زينب خليف
دير الزور - النفير العام الذي أعلنته الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا ليس مجرد واجب عسكري بل التزام إنساني ووطني تجاه المجتمع, والوقفة التي اظهروها أهالي شمال وشرق سوريا في الاستجابة لهذا النداء تعكس إرادة شعب يقف صفاً واحداً ضد كل من يهدد سيادة الأراضي.
اتحدت شعوب إقليم شمال وشرق سوريا لتحقيق هدف واحد وهو الحفاظ على الحرية وحماية المكتسبات الوطنية من المخططات التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار والقضاء على النظام الديمقراطي القائم على وحدة شعوب المنطقة.
"النفير العام هو الحل الوحيد للوقوف أمام إحياء داعش"
قالت الرئاسة المشتركة لمكتب الزراعة في مجلس المنطقة الشرقية جنان الأحمد "نحن نساء ريف دير الزور، في ظل الأحداث التي جرت في السنوات الماضية وما تعرضت له منطقتنا من تهجير وقتل وانتهاك نتيجة الجرائم التي ارتكبتها داعش ومرتزقته، نرى بأن النفير العام هو الحل الوحيد للوقوف أمام الخطورة التي تهدد المنطقة والمتمثلة في إحياء داعش من جديد".
كما أشارت إلى الواجبات التي تقع على عاتق الأهالي لمواجهة الاحتلال "على كل فرد وعائلة أن يكونوا جزءاً من هذه المقاومة التاريخية والقيام بواجبهم الوطني، والوقوف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، وتقديم الدعم المادي والمعنوي"، مؤكدةً أنه "لن نسمح لأحد أن يهدد استقرارنا وأمننا".
وأضافت "النفير العام لم يكن مجرد إعلان بل هو ساعة الفصل بين الحق والباطل، وتوجهنا نحو القيام بواجباتنا الوطنية في أسرع وقت ممكن، لذلك قررنا أن نكون جزاً من هذا النفير، ونحن على استعداد لبذل كل جهودنا في سبيل حماية هذه الأرض التي تمثل هويتنا وثقافتنا والتي تحررت بملاحم البطولة والبسالة".
دور النساء في حماية ذواتهن ومجتمعهن
وعن الواجبات التي تقع على عاتق النساء في ظل الأزمة التي تمر بها مناطق إقليم شمال وشرق سوريا قالت جنان الأحمد "نرى أنه من واجبنا نحن النساء ألا نترك ساحة المعركة لغيرنا ويجب أن نكون معاً في النضال الذي يواجه العدوان، ولا يوجد فرق بين الرجل والمرأة للدفاع عن وحدة الأراضي السورية، فالجميع هنا يقاوم من أجل البقاء والحفاظ على الحرية، والنفير العام هو فرصة لكل امرأة لتكون جزءاً من التاريخ الذي نكتبه الآن".
ولفتت إلى ضرورة الانضمام للنفير العام لمساندة قوات سوريا الديمقراطية لحماية المناطق والمكتسبات التي انجزتها المرأة خلال الثورة بفضل تضحيات الشهداء مبينةً أنه "جئنا استجابةً للنفير العام الذي أعلنته الإدارة الذاتية الديمقراطية من أجل حماية أرضنا وجميع مكونات المنطقة، ونحن على أتم الاستعداد للتصدي لأي هجمات على المنطقة، وسنقف في وجه هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته، فبالمقاومة والنضال نستطيع إفشال مخططات الاحتلال التركي والدول الرأسمالية".
وأضافت "النساء جزء أساسي من هذه المقاومة التاريخية، وعلى الرغم من الصعوبات التي مررنا بها، إلا أن النفير العام منحنا فرصة لإظهار قوتنا في مواجهة التهديدات، فهذا النفير ليس فقط واجباً عسكرياً، بل هو أيضاً واجب إنساني، وكل واحدة منّا ستساهم لتلبية النداء، سواء في ميدان المعركة أو في دعم أبنائنا المقاتلين معنوياً".
رسالة تطالب بالتكاتف الشعبي في وجه الاحتلال
كما أشارت جنان الأحمد إلى التحديات التي واجهتها النساء في دير الزور "المرأة في دير الزور لعبت دوراً كبيراً في المقاومة ضد جميع أشكال العنف والاحتلال، والنفير العام، كان بمثابة تحفيز لنا جميعاً، لأننا على ثقة كاملة بأن هذه الأراضي ستبقى حرة، ولن نتركها للتقسيم أو الهيمنة الخارجية، المرأة التي نشأت في دير الزور لا تخشى هجمات الاحتلال، فنحن النساء، نقف جنباً إلى جنب مع كل مكونات المجتمع، لأننا نعلم أن وحدتنا هي قوتنا".
وناشدت الأهالي في إقليم شمال وشرق سوريا للتكاتف من أجل "مواجهة الهجمات التركية، ليس فقط على سد تشرين وجسر قرقوزاق، بل على كافة مناطقنا، فلا فرق بين العربي والكردي والسرياني، نحن جميعاً أخوة ومستعدون للدفاع عن أراضينا"، داعيةً الأهالي إلى الانضمام للنفير العام الذي اعتبرته واجب إنساني وأخلاقي وسلاحاً لوحدة الشعوب وكرامتها.