المرأة الليبية تُحدث التغيير الاجتماعي وسط تحديات مجتمعية
أكدت المشاركات في الأمسية الثقافية بمدينة سبها، على ضرورة مواصلة دعم المرأة وتمكينها في مختلف المجالات لتتمكن من تقديم أفضل ما لديها، والمساهمة في بناء مجتمع متوازن ومتكامل.

منى توكا
ليبيا ـ نظم الصالون الثقافي النسائي في مدينة سبها، أمسية ثقافية بمناسبة يوم المرأة العالمي، لتسليط الضوء على قصص النساء الملهمات في المدينة، ومناقشة الصعوبات التي تواجههن في سعيهن لإحداث تغيير في مجتمعهن.
تخللت الأمسية التي نظمها الصالون الثقافي النسائي، أمس الأحد التاسع من آذار/مارس، نقاشات ثرية حول دور المرأة في تغيير المجتمع نحو الأفضل، وأهمية دعمها وتمكينها في مختلف المجالات.
وأوضحت الصحفية ريما الفلاني أن الصالون النسائي بمكتبة "اليونسكو" في سبها، نظم فعاليات متنوعة استهدفت مناقشة القوانين التي تخص المرأة والتحديات التي تواجهها في مختلف نواحي الحياة، مشيرةً إلى أن الأنشطة شملت التوعية بالتغذية الصحية وعروضاً سينمائية ستُختتم بها الفعاليات، إلى جانب الاحتفاء بيوم الزي الوطني الذي يتزامن أيضاً مع شهر آذار/مارس.
ولفتت إلى أن الفعاليات تضمنت معارض وبازارات للمشاريع الصغيرة التي تديرها نساء من المنطقة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد النسائي ودعم المرأة لتمكينها من تطوير ذاتها وتحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، مضيفةً "المرأة الليبية في المنطقة الجنوبية تسعى دوماً لتحسين مجتمعها وتطمح لمستقبل أفضل، وهي تعمل بجد في مجالات متعددة مثل تأسيس أندية المناظرة، ودعم نساء الاتحاد النسائي في المنطقة الجنوبية".
المرأة تبني المستقبل بقدراتها
من جانبها تحدثت عائشة بن أحمد، رئيسة قسم الخدمة الاجتماعية بمراقبة التعليم في سبها وسفيرة الخدمة الاجتماعية بالمنطقة الجنوبية، عن أهمية دور المرأة في التربية وبناء الأجيال القادمة، مؤكدة أن المرأة تمتلك خصوصية في تربيتها للأبناء.
وأشارت إلى أن المرأة الليبية استطاعت بفضل إصرارها وجهودها أن تصل إلى مواقع متقدمة في التعليم والعمل والمجالات المختلفة مثل القضاء والسياسة والطيران، مضيفة "المرأة قادرة على الإبداع وصنع التغيير متى ما أُعطيت الفرصة المناسبة وثق المجتمع في إمكانياتها".
وأوضحت عائشة بن أحمد أن المرأة الليبية واجهت تحديات اجتماعية كثيرة، لكنها أثبتت قدرتها على الإنجاز والإبداع في مجالات متعددة "نحتاج إلى دعم المجتمع وثقته بالمرأة لتتمكن من تحقيق أهدافها وتقديم أفضل ما لديها".
مبادرات لتعزيز الدور الاقتصادي والاجتماعي للمرأة في الجنوب
أما المذيعة منية بن أحمد فتحدثت عن مبادرة تم إطلاقها في بداية عام 2023، تهدف إلى دعم ربات البيوت والفتيات في مدينة سبها وليبيا بشكل عام، من خلال تعزيز المشاريع الصغرى وتسليط الضوء على الأعمال والحرف اليدوية التي تنفذها النساء من مختلف المناطق.
ولفتت إلى أن هذه المبادرة نجحت حتى الآن في دعم أكثر من 33 مشروعاً صغيراً، مما يعكس أهمية تعزيز دور المرأة الاقتصادي وتمكينها من دخول سوق العمل والمساهمة في تحسين وضعها الاجتماعي.
وأكدت على ضرورة مواصلة دعم المرأة في المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية، مشيرة إلى أن العادات والتقاليد قد تشكل عائقاً في بعض الأحيان، لكن المرأة تعرف حقوقها وتسعى لتحقيقها ضمن حدود أخلاقها وقيمها "المرأة نصف المجتمع، لذا يجب أن تكون حاضرة في جميع المجالات، وأن تُمنح الفرصة لتقديم أفضل ما لديها".
المرأة الريادية تواجه تحديات كبيرة لكن إرادتها أقوى
بدورها أشارت الإعلامية والناشطة الاجتماعية سالمة الزوي إلى أن أحد أهم القضايا التي تواجه المرأة الليبية اليوم هو دخولها مجال العمل الريادي، موضحة أن المجتمع غالباً ما يفتح الأبواب للرجال أكثر من النساء، مما يجعل المرأة تواجه تحديات مضاعفة في سبيل إثبات ذاتها وتحقيق أهدافها.
وأكدت على أن المرأة الليبية تعمل بجد لتثبت قدرتها على النجاح في مختلف المجالات، سواء في سوق العمل أو في المبادرات المجتمعية، مشددة على أهمية المحافظة على العادات والتقاليد، لكنها أكدت أيضاً على ضرورة دعم المرأة وتوفير الفرص المناسبة لها لإظهار قدراتها الحقيقية.
وأضافت "المبادرات التي تقوم بها النساء تعبر عن شغفهن وحبهن لتقديم الأفضل لمجتمعهن، المرأة الليبية تتحدى الصعاب وتسعى لإحداث تغيير حقيقي وإيجابي في مجتمعها".
والجدير ذكره أن الأمسية الثقافية في سبها كشفت عن إصرار المرأة الليبية على إحداث تغيير إيجابي في مجتمعها رغم التحديات التي تواجهها.