الكريديف يقدم نتائج دراسة حول "دور النساء والشباب في الوقاية من التطرف العنيف"

قدم مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة "الكريديف"، اليوم الثلاثاء 14 كانون الأول/ديسمبر، بالشراكة مع مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن

تونس ـ ، خلال ندوة نتائج البحث الموظف للوقاية من التطرف العنيف بعنوان "دور النساء والشباب في الوقاية من التطرف العنيف".
وقد أنجز البحث استناداً على بحث ميداني نوعي في كل من محافظات تونس الكبرى (تونس، أريانة، بن عروس ومنوبة) ونابل وجندوبة وسوسة والمهدية والقيروان ومدنين وتطاوين، متضمناً تحليلاً متعدد الاختصاصات (سوسيوديموغرافي ونفسي).
واستنتج البحث النقص على مستوى ضعف دور العائلة في تأمين الوقاية من التطرف العنيف نظراً لثلاثة أسباب رئيسية تتمثل في الصراعات العائلية وهشاشة البنى العائلية، وعدم تمكن العائلة من الأدوات الضرورية لتأطير أبنائها ووجود نمط تنشئة يعتمد ثقافة التطرف العنيف.
هذا وتطرق البحث إلى سيطرة الإحساس بالكراهية وفقدان الأمل والرغبة في التشفي والغضب والإحباط، نتيجة الهشاشة النفسية وطبيعة الشخصية القاعدية للتونسيين/ات وهشاشة النساء بصفة خاصة والعنف المسلط عليهن وغيرها من المسببات، موصياً بأهمية بناء الثقة بين الشباب من الجنسين والدولة وتمكينهم في مجال القيادة والعمل على مناهضة العنف ضد النساء.
وشدد على ضرورة السعي لتحسين أنماط التنشئة الاجتماعية من خلال دعم دور النوادي ودور الشباب والإعلام والتفكير في وضع هياكل تنسيق وتدخل للحد من التطرف العنيف.
واستناداً على هذا البحث تم تنظيم ورشات جهوية لتنمية قدرات الفاعلين/ات وإنجاز محمل فني توعوي وهو أغنية "حي".
وأكدت المديرة العامة للكريديف نجلاء العلاني لوكالتنا على هامش الندوة التي عقدت في إطار التزام الدولة بضرورة تكريس كل الموارد والإمكانيات للوقاية من التطرف العنيف، على أهمية التركيز على دور النساء والشباب اعتماداً على مقاربة اجتماعية نفسية أمنها فريق من الخبراء التونسيين.
ولفتت إلى سعي مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة في أكثر من مناسبة ومع أكثر من شريك لإماطة اللثام على مختلف جوانب التطرف العنيف في علاقة بالعنف وبالنوع الاجتماعي وبالمتغيرات السوسيوديموغرافية، من خلال المساهمة في مشروع إقليمي بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وجامعة موناش الأسترالية.
وأوضحت أنه كان لتلك المراحل الدفع الكبير لمواصلة البحث وتوسيع نطاقه الجغرافي والنزول إلى المستويات المحلية وتعميق الجوانب التحليلية الضرورية، بالاعتماد على مقاربة نوعيّة تشاركيّة جمعت نساء وشباب من الجنسين ومؤسّسات المجتمع المدني والفاعلين الحكوميّين في العديد من مناطق الجمهوريّة التونسيّة لتقديم قراءة علمية متعدد الاختصاصات مراعية للسياقات الميدانيّة المحلية في تفاعلها وتعاطيها مع ظاهرة التّطرف العنيف باعتماد مقاربة البحوث الموظفة لأول مرة بالنسبة لهذه الإشكالية والتي انتهت على ضوء نتائج البحث إلى البناء على خصوصياته الواقع الاجتماعي والثّقافي والاقتصادي المحلّي بهدف تفعيل دور النساء والشباب من الجنسين على المستوى المحلي في الوقاية من التطرف العنيف من خلال تنظيم أنشطة وتدخّلات ميدانية للمساهمة في تكريس مبدأ الوقاية من التطرّف العنيف على نطاق شامل، على حد قولها.
وبخصوص طرق البحث أكدت نجلاء العلاني أنه إلى جانب التحليل السوسيولوجي النفسي تضمّن البحث الموظف أنشطة ميدانية توعوية باعتماد محمل فني يتمثل في أغنية مصوّرة تحمل عنوان "حيّ"، في سعي الكريديف الدائم لتغذية الخيال بصور ترسخ مبادئ السلم الاجتماعي وثقافة نبذ العنف، وفي ظلّ انتهاج فريق البحوث والدراسات ترجمة المعرفة والانتاجات العلمية إلى محامل ثقافية فنية تصل إلى شرائح عريضة وفئات متعددة.