الحرب المستمرة في غزة تلقي بآثارها بشكل كارثي على الأطفال

أكد الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، أن عدد الإصابات الجسيمة التي غيرت مجرى الحياة في غزة، قدرت بنحو 25% من إجمالي عدد المصابين جراء الحرب المستمرة في غزة.

مركز الأخبار ـ تفاقمت أوضاع المصابين جراء الحرب المستمرة بسبب التدمير الممنهج للمستشفيات ومراكز إعادة التأهيل، إضافة إلى القيود الصارمة المفروضة على إجلاء المرضى والدخول المحدود للأجهزة، والنقص الحاد في المواد الطبية والمستهلكات الأساسية.

بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة والذي يصادف الثالث من كانون الأول/ديسمبر، قدر الجهاز المركزي للإحصاء المركزي في فلسطين أمس الثلاثاء الثالث من كانون الأول/ديسمبر، عدد الإصابات الجسيمة التي غيرت مجرى الحياة في غزة، بنحو 25% من إجمالي عدد المصابين جراء الحرب المستمرة أي ما لا يقل عن 26 ألف و140 مصاب.

وأكد الجهاز المركزي أن مثل هذه الإصابات تتطلب إعادة تأهيل مستمرة، خاصةً أن الأشخاص ذوو الإعاقة يعانون أوضاعاً إنسانية كارثية، نتيجة تعرضهم لظروف مأساوية والصدمات النفسية الصعبة التي يتعرضون لها خاصة مع استمرار الحرب والحصار والدمار الواسع الذي طال البنية التحتية.

واستند الجهاز في بيانه إلى تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية في تموز/يوليو الماضي حول تحليل أنواع الإصابات الناجمة عن الحرب، إذ استُخدمت فيه التقارير اليومية الصادرة عن بيانات فرق الطوارئ الطبية في الفترة ما بين العاشر من كانون الثاني/يناير إلى السادس عشر من أيار/مايو الماضي، وفقاً لتقدير عدد الإصابات الخطيرة التي تتطلب رعاية وإعادة تأهيل مستمرين في غزة.

وتضمنت الحالات التي رصدها التقرير ما بين 13 ألف و455 إلى 17ألف و550 إصابة خطيرة، في الأطراف، بالإضافة إلى 3 آلاف و105 و4 آلاف و50 حالة بتر للأطراف معظمها من الأطراف السفلية.

ووفقاً للتقرير أشارت التقديرات إلى أن هناك قرابة ألفي حالة إصابة في الحبل الشوكي والدماغ، هذا وقُدر عدد إصابات الحروق بنحو ألفي إصابة على الأقل، وتتطلب إصابات النخاع الشوكي والحروق معالجة فورية وإعادة تأهيل للوقاية من الآثار طويلة الأمد، والتي قد ينتج عنها إعاقات دائمة.

ولفت الجهاز إلى أن الحرب المستمرة ألقت بإثارها بشكل كارثي على الأطفال في غزة، والتي تتمثل في إصابات جسدية خطيرة، والتي تترك آثاراً طويلة الأمد على صحتهم وحياتهم، وقد يحتاجون إلى جراحات متكررة وعلاجات طبية مكلفة، كما أن تلك الإصابات قد تؤدي إلى الإعاقة والعجز الدائمين.

كما أشارت التقارير الصادرة عن وزارة الصحة، إلى أن ما نسبته 70% من إجمالي المصابين بلغ عددهم 105 ألف و567 حالة إصابة حتى 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من الأطفال والنساء.

وكانت منظمة إنقاذ الطفولة قد أصدرت في وقت سابق تقريراً قالت فيه أنه تم تسجيل بتر أطراف أكثر من ألف طفل أي بمعدل أكثر من 10أطفال يومياً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب.

وأكد الجهاز المركزي أن الحرب الممنهجة على المنشآت الصحية والكادر الطبي حد من قدرة النظام الصحي على تقديم العلاج الضروري للمصابين، خاصة الذين يعانون من إصابات خطيرة مثل إصابات النخاع الشوكي والحروق، التي تتطلب معالجة فورية، وإعادة تأهيل مكثفة للوقاية من الآثار طويلة الأمد.

 وفي ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام والدمار أصبح الوصول إلى العلاجات الأساسية والخدمات التخصصية أمراً شبه مستحيل، ما يساهم بتفاقم حالتهم الصحية ويضع أرواحهم في الخطر.

كما تسبب الدمار الواسع في إبقاء 17مشفى فقط من أصل 36 مشفى يعمل بشكل جزئي، في حين أن الرعاية الصحية الأولية كثيراً ما يتم تعليقها أو يتعذر الوصول إليها بسبب انعدام الأمن والهجمات وأوامر الإخلاء المتكررة.

وتوقف المركز الوحيد لإعادة بناء الأطراف وإعادة التأهيل في مجمع "ناصر" الطبي عن العمل منذ كانون الأول/ديسمبر 2023 جراء نقص الإمدادات وإجبار العاملين الصحيين المتخصصين إلى النزوح.