الفدرالية الجزائرية: حملات التوعية بسرطان الثدي تفرغ من مضمونها الإنساني والتضامني

أصدرت الفدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السرطان بياناً أعربت فيه عن قلقها من الانحرافات التي تشوب بعض فعاليات شهر أكتوبر الوردي، محذّرةً من تحول حملات التوعية بسرطان الثدي إلى مناسبات تجارية واستعراضية تُفرغ من مضمونها الإنساني والتضامني.

الجزائر ـ أكتوبر الوردي هو حملة عالمية تُنظَّم سنوياً في شهر أكتوبر بهدف التوعية بسرطان الثدي، وتعزيز ثقافة الكشف المبكر، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابات والمتعافيات من المرض، كما أنه يعد فرصة لتسليط الضوء على أهمية تشجيع النساء على إجراء الفحوصات الدورية.

في شهر أكتوبر الوردي، الذي يُخصص عالمياً لمكافحة سرطان الثدي، أصدرت الفدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السرطان اليوم الجمعة 17 تشرين الأول/أكتوبر بياناً عبّرت فيه عن قلقها العميق من الانحرافات التي باتت تميز العديد من النشاطات المنظمة في إطار حملات التوعية بسرطان الثدي، مشيرةً إلى إن هذه الحملة، التي كان الهدف منها في الأصل التوعية والدعم النفسي وتشجيع الكشف المبكر، تحولت في السنوات الأخيرة إلى مناسبة تجارية فقدت روحها الإنسانية.

وأكدت رئاسة الفدرالية أن مظاهر "الاحتفال الوردي" في بعض الولايات خرجت عن مقاصدها، إذ أصبحت فضاءات الاستعراض والجمال والأزياء والعطور والقاعات الفخمة تحلّ محلّ الفضاءات الإنسانية التي يفترض أن تجمع المريضات والمتعافيات والداعمين، مضيفةً أن هذا الانحراف المقلق يشوّه رسالة أكتوبر الوردي ويُفرغها من معناها النبيل، محذّرةً من أن تتحول الحملات الصحية إلى أدوات ترويجية أو تجارية تسعى وراء الربح المالي بدلاً من غاياتها التضامنية.

المرض ليس مادة دعائية

وجاء في نص البيان "نرفض تحويل شهر أكتوبر الوردي إلى مناسبة استعراضية هدفها الربح أو الدعاية، وندين كلّ الممارسات التي تخرق أخلاقيات العمل الجمعوي والإنساني، خصوصاً تلك التي تحوّل المرض إلى منتج تسويقي أو ترفيهي"، مشدداً إلى أن شهر أكتوبر الوردي يجب أن يبقى مناسبة إنسانية للحديث عن الألم والمعاناة والأمل، وليس لترويج مواد التجميل أو إقامة حفلات وصور استعراضية تحت شعار "التوعية".

وعبرت الفدرالية عن قلقها من تراجع جودة عمليات الكشف المبكر التي تُنظَّم خلال الشهر الوردي، مشيرةً إلى أن كثيراً منها لا يتم وفق بروتوكولات طبية علمية واضحة، مما يجعل نتائجها غير دقيقة أو حتى ضارة في بعض الحالات، محذرةً من أن حملات الكشف غير المؤطَّرة من مختصين قد تؤدي إلى أخطاء طبية وإرباك للمستفيدات بدل أن تكون وسيلة فعالة للوقاية.

وطالبت بضرورة أن تكون كل المبادرات الطبية تحت إشراف أطباء مختصين، من بينهم أطباء عامون ومخبريون وصيادلة وأخصائيو صحة عامة، مع إشراك المجتمع المدني ووزارة الصحة في المتابعة الدقيقة، مؤكدةً أنه على جمعيات مرضى السرطان احترام أخلاقيات المهنة وكرامة المريض لأنها الأساس كل عمل توعوي.

كما نبهت إلى أن غياب التنسيق بين القطاعات المعنية، وغياب قاعدة بيانات وطنية للمريضات، يؤدي إلى فوضى في التكفل الطبي، ويُضاعف من معاناة النساء المصابات بسرطان الثدي، داعيةً إلى إعادة الاعتبار لجوهر هذا الشهر الإنساني، والعودة إلى الرسالة الأصلية المتمثلة في نشر الوعي، ومرافقة المريضات، وضمان التكفل النفسي والطبي الحقيقي بدل الانشغال بالمظاهر.