%62 من المسنات في إيران تعشن تحت خط الفقر الغذائي الشديد
وفقاً للمركز الوطني للسكان في إيران، تعيش 62% من النساء المسنات في البلاد تحت خط الفقر الغذائي المدقع، والذي يشير إلى الوضع الحرج في مجال الأمن الغذائي للنساء المسنات في إيران.

مركز الأخبار ـ تعكس قضية الفقر الغذائي بين كبار السن في إيران تحديات اجتماعية واقتصادية متزايدة، خاصةً بين النساء المسنات اللواتي تعانين من معدلات أعلى من انعدام الأمن الغذائي مقارنة بالرجال، مما يزيد من خطر العزلة الاجتماعية والفقر المالي.
قال نائب رئيس المقر الوطني للسكان الإيرانيين في تقرير جديد، إن 7.5 مليون شخص في إيران تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، مؤكداً على أن هناك فجوة بين الجنسين في الفقر بين كبار السن، مشيراً إلى أن 62 في المائة من النساء المسنات تحت خط الفقر الغذائي المدقع، بينما يبلغ هذا الرقم 39 في المائة بالنسبة للرجال.
وبحسب التقرير، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانخفاض القدرة الشرائية، ونقص الحماية التأمينية الكافية، وعدم كفاية التقاعد، من بين أهم العوامل التي تساهم في انتشار الفقر الغذائي بين هذه الفئة الضعيفة والمهمشة، مؤكداً أن انعدام الأمن الغذائي الشديد هو حالة يفتقر فيها الشخص باستمرار إلى القدرة على الوصول إلى الغذاء الكافي والمغذي ويتعرض لسوء التغذية وضعف الجهاز المناعي والأمراض المزمنة وحتى الموت المبكر.
ودعت الهيئة الوطنية للسكان إلى الاهتمام الفوري من جانب وكالات الدعم، وتخطيط الميزانية، وإصلاح نظام التقاعد لتقليل الضغوط على النساء المسنات.
الفقر والشيخوخة وانهيار نظام الدعم الأسري
وتعتبر النساء المسنات من أكثر الفئات عرضة للفقر، نظراً لقلة فرص العمل الرسمية لديهن سابقاً، وبالتالي لا تحصلن على معاشات تقاعدية أو تأمين تقاعدي مناسب، وتعاني الكثير منهن من العزلة المالية والعجز بعد وفاة أزواجهن أو رحيل أبنائهن.
ومع تزايد هجرة الشباب وتناقص عدد الأطفال تُترك النساء المسنات وحيدات بلا مصدر دخل، وستُلقي سياسات النمو السكاني إن لم تُصاحبها دعم اجتماعي عبئاً إضافياً على النساء.
هشاشة أنظمة الرعاية والتأثير المباشر على الصحة
إن الدعم والتأمين والخدمات الحكومية المقدمة لكبار السن غير كافية، مع التركيز بشكل أكبر على الأسر الشابة أو الأفراد الذين لديهم أطفال، كما يتم تجاهل النساء المسنات اللاتي غالباً ما تكن من بين المجموعات "الصامتة"، في التخطيط الكبير للجمهورية الإسلامية.
ويؤدي فقر الغذاء إلى سوء التغذية والضعف البدني والاكتئاب وزيادة الأمراض المزمنة، وحتى انخفاض متوسط العمر المتوقع، كما أن التكاليف الطبية المستقبلية الناجمة عن سوء التغذية ستفرض عبئاً ثقيلاً على نظام الرعاية الصحية في إيران.
ورغم شيخوخة سكان إيران على مدى السنوات الماضية، افتقرت الجمهورية الإسلامية إلى سياسة وطنية فعّالة بشأن الشيخوخة، لا يقتصر الأمر على نقص التمويل المخصص لكبار السن في إيران، بل إن برامج الدعم مجزأة وغير فعّالة وقصيرة الأجل، دون رؤية واضحة وطويلة الأجل لرفاهية هذه الفئة، ومشاركتها الاجتماعية، وتمكينها.