حفيظة بيبان: النساء تقاومن وتبحثن عن الخلاص بالأدب والحب والعلم
قالت الروائية حفيظة قارة بيبان "علينا دائماً أن نكون حذرين من استهداف حقوق النساء وأن نسعى دوماً إلى المقاومة بالتعليم والثقافة والأدب".
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ تعتبر قضية المرأة في تونس حيوية ورغم أن البلاد كانت من السباقة في إعلان الثورة على الأنظمة القائمة إلا أن الوضع الحقوقي التونسي لا يزال متدهوراً، وهناك تحديات حقيقية تعايشها المرأة.
دعت الروائية التونسية حفيظة بيبان إلى الحذر والخوف على حقوق النساء وقالت إنه ناتج عن التهديدات التي واجهتها المرأة التونسية بعد عام 2011 مؤكدةً أن هذه التهديدات لازالت مستمرة إلى يومنا.
واعتبرت أن التهديدات متنوعة وعديدة ولا يمكن حصرها في جانب واحد بل يجب محاربتها والتصدي لها بالعلم والثقافة والتعليم والإعلام والأدب، وأن يبقى الإنسان التونسي رجلاً أو امرأة فخوراً بأصالته منتصراً للقيم الحديثة لأنه ليس من السهل تدمير هذا الإنسان مهما حاولت القوى الظلامية ذلك.
وقالت "المرأة التونسية تملك من القدرة ومن القوة ما يجعلها تستطيع أن تقاوم وتتمرد على كل من يسعى إلى تهميشها أو لجم صوتها"، موضحةً أن المرأة التونسية عاشت سابقاً تهديدات متنوعة داخلية وخارجية من قبل بعض القوى الظلامية، وأصحاب الأفكار الرجعية التي تدعم النظرة الدونية للمرأة.
الأدب يقدم الحلول
وبخصوص قدرة الأدب على إنصاف المرأة التي واجهت وتواجه هذه التهديدات بينت "الأدب يقدم الحلول، الأدب يكشف الجراح، يُعري الحقائق ويكشف الصعوبات وفي تلك التعرية دعوة للتغيير وللمقاومة والبحث عن الجرح وكشفه بداية القوة التي تسعى إلى تدمير الإنسان ومن خلال ذلك يمكن للإنسان أن يكتشف هذا الواقع الرديء المتدني المريض ليقاوم وقتها، فالأدب يقدم لنا المتعة ويعري لنا وجدان الإنسان ويستطيع أن يوقظنا بمعنى عندما يكون لدينا من الصدق والوعي والإحساس المرهف بما نحن فيه يمكن أن نتجاوزها ويمكن أن نحلق بعيداً ونسمو على واقع الرداءة والواقع الذي نراه الآن".
وحول الحرب التي يجب أن تخوضها المرأة ضد العقليات وكيف تواجه الظلاميين والنظرة الذكورية قالت "علينا بالعلم والانتباه دوماً، وعلينا أن نتمسك بأصالتنا وبهويتنا وبالحداثة التي تنتصر لها المرأة التونسية، فهناك نظرة ذكورية وصراعات بين الأقوى والأضعف ولكن لا أريد أن أضع المرأة في صراع مع الرجل بل ادعو إلى أن تكون المرأة التونسية قوية وواعية لا سيما وأنها حققت الكثير من النجاحات بالداخل والخارج، وأثبتت وجودها في مشاركاتها المختلفة ونجاحاتها وهي تتصدى لكل العقليات التي تحد من نجاحها".
واستدركت "لكن اعتقد أننا تجاوزناها واعتقد أننا انتصرنا على تلك العقليات ولكن علينا دوماً أن نكون حذرين وأن نقاوم من خلال التعليم والثقافة والإعلام وكذلك الأدب".
"قوية ومقاومة ومثقفة إلى حد كبير"
وعن النساء في المناطق التي تشهد حروباً كسوريا ولبنان وغزة قالت "المرأة في مشرقنا العربي هي امرأة قوية ومقاومة ومثقفة إلى حد كبير، ولن تتمكن القوى التي تسعى الآن إلى إعادتها للظلامية من الانتصار، ونحن دوماً ندعم أي إنسان يقاوم، واعتبر أن الكلمة هي أداة المقاومة، وكذلك الموسيقى والفن عموماً هما وسيلتان نحاول دائماً من خلالهما أن ننتصر".
وأوضحت أنه "منذ أيام نظمنا مظاهرة بعنوان 'غزة لن ننسى' بحضور المناضلة الفلسطينية ميسر عطياني التي قدمت كلمة وشهادة مؤثرة جداً عن المرأة الفلسطينية، وهي تمثل كل امرأة في مشرقنا العربي، كل امرأة مستهدفة، كل امرأة تحاول أن تحد من واقع استعماري يستعمر العقول والأجساد والأراضي".
رواية نساء هيبو وليال عشر
رواية "نساء هيبو وليال عشر" آخر ما كتبت الروائية حفيظة بيبان قارة، واختارت أن تكون المرأة شخصية رئيسية ممثلة في الأم والحبيبة والصديقة والأخت وعن هذه الرواية ورمزية التناول قالت "تروي أحداث وقعت بعد الثورة وتناولت الواقع الصادم الذي تتالت فيه الاغتيالات وكان ضحيتها عالم تونسي، كما اختفى شاب ليلة عيد ميلاده وظلت مريم الأم في انتظاره وبدأت رحلة البحث عنه".
ولفتت إلى أن الفتى المختفي في روايتها تتداخل حكايته مع حكاية العالم التونسي الذي تم اغتياله عام 2016 ونساء هيبو يقاومن ويبحثن ويناضلن لأجل إيجاده في مقاومة للواقع المرير، وكون القانون ليس وعاء للعدل كما يُقال، تظل النساء تقاومن وتبحثن عن الخلاص بالحب والمقاومة والعلم.