خناف خليل: تحقيق الحرية والديمقراطية في سوريا مرهون بتمكين النساء

تسعى نساء إقليم شمال وشرق سوريا بكافة الوسائل والسبل ومن خلال حملات ومبادرات إنسانية لدعم نساء السويداء والوقوف إلى جانبهن من أجل الوصول لحقوقهن.

نورشان عبدي

كوباني ـ تضامنت النساء في إقليم شمال وشرق سوريا مع أهالي الطائفة العلوية والدرزية من خلال تنظيم فعاليات وأنشطة مناهضة لممارسات جهاديي هيئة تحرير الشام، الذين استولوا على البلاد تحت مسمى "حكومة مؤقتة".

أطلقت منصة الفعاليات المشتركة للنساء في إقليم شمال وشرق سوريا، في 31تموز/يوليو، بياناً أعلنت فيه عن حملة نسائية تضامنية تحت شعار "معاً لدعم النساء في السويداء في مواجهة الإبادة"، والتي تضمنت العديد من النشاطات والفعاليات التي تهدف إلى دعم ومساندة النساء في السويداء.

 

"من حق كل مكون العيش بهويته وثقافته"

خناف خليل عضوة منسقية مؤتمر ستار في مدينة كوباني، تحدثت عن المرحلة الحرجة التي تمر بها سوريا، قائلة "نمر بمرحلة حساسة، ومنذ أعوام يتعرض الشعب السوري للقتل والظلم والاعتداءات، ويحرم من العيش بسلام وأمان وحرية وديمقراطية بهويته وثقافته وحقه وإرادته".

وبينت أن "النظام السوري السابق مارس سياسة الهوية الواحدة وتحت مسمى "الجمهورية العربية السورية" وقمع الشعوب، بما يتناقض مع واقع سوريا التي تضم العديد من المكونات، منها العرب والكرد والسريان والأرمن والأشوريين، ولكل منهم الحق في العيش بهويته وثقافته".

 

"الحكومة المؤقتة في سوريا خيبت آمال السوريين"

وترى أن مطالبة الشعب السوري بالحرية والعدالة وتطبيق نظام ديمقراطي جاءت نتيجة القمع لأعوامٍ طويلة "لم يغير سقوط النظام السابق من الواقع السوري، بل على العكس، خابت آمال الشعب السوري بالحكومة المؤقتة التي مارست نفس القمع ولكن تحت مسمى مختلف". مشيرةً إلى أن "الشعب السوري اليوم يتعرض للظلم والقتل والإبادة والتعذيب والمجازر، وليس له أي حق بالتعبير والمطالبة بحقه، وأن الحكومة والوزارات والمجالس الحالية لا تمثل الشعب السوري، وتنعدم للتمثيل النسائي".

وسلطت خناف خليل الضوء على المجازر والانتهاكات التي تعرض لها أهالي الساحل السوري على يد جهاديي هيئة تحرير الشام، موضحةً أن "هذه المجموعات أقدمت على قتل أشخاص أبرياء، وما حصل في الساحل السوري بحق الطائفة العلوية مخالف للمواثيق والقوانين الدولية، والمبادئ الإنسانية".

وترى أن عدم المحاسبة هو ما دفع الجهاديين لارتكاب مجازر السويداء "تكررت المجازر في جنوب سوريا بحق الطائفة الدرزية، ونتيجة ما حصل ما تزال عشرات النساء مجهولات المصير، لقد تم اختطافهن"، مشيرة إلى الممارسات الوحشية التي ارتكبت بحق المدنيين وخاصة في مشفى السويداء.

واعتبرت أن مطالب أهالي السويداء وكذلك قوات سوريا الديمقراطية بإدارة ذاتية حق مشروع للدفاع "قتل أهالي السويداء وظلموا وسرقت منازلهم وأطفالهم عانوا من الحصار وقلة التغذية، والصمت الدولي والعربي كان سيد الموقف لذلك بدأ الأهالي بالمطالبة بإدارة ذاتية ثم الاستقلال، فهم يرون في الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا نموذج للعيش المشترك، وعلى هذا الأساس لبت شعوب إقليم شمال وشرق وسوريا المطالب وبكافة السبل والإمكانيات تقوم بدعم ومساندة أهالي السويداء".

 

"حملة دعم ومساندة نساء السويداء"

وقالت خناف خليل أن "النساء في إقليم شمال وشرق سوريا تضامن مع نساء سويداء، وبشكل خاص مع النساء اللواتي ما يزال مصيرهن مجهولاً منذ بداية الأحداث، وذلك من خلال حملة نسائية تضامنية أعلنت في 31 تموز تحت شعار (معاً لدعم النساء في السويداء في مواجهة الإبادة)".

وأكدت أن "مؤتمر ستارهي حركة لتحرير كافة النساء وتناضل من أجل حرية كل امرأة معرضة للعنف والظلم والقتل في جميع أنحاء العالم، ومن أجل أن تظفر النساء بحقوقهن ومكانتهن في المؤسسات والمراكز".

وتطرقت إلى نشاطات الحملة، قائلة "سنعقد منتديات واجتماعات ونفتح المجال أمام النساء للنقاش والحوارحول وضع المرأة في سوريا، وبشكل خاص في السويداء والساحل، وإيجاد حلول من أجل دعم نساء السويداء والوقوف إلى جانبهن لتحقيق حقوقهن ضمن سوريا الجديدة".

ولفتت خناف خليل إلى أن فعاليات الحملة لها نتائج يجب تنفيذها "من ضمن النتائج التي صدرت عن الحملة ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم بحق النساء في الساحل والسويداء، ومطالبة دول العالم والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان والطفل بتحديد موقفها حيال ما يعيشه أهالي وأطفال ونساء السويداء. وأيضاً على نساء السويداء تنظيم أنفسهن لتستطعن الوقوف بوجه الذهنية الذكورية التي تهدف للقضاء على هوية النساء، وأن تعتبرن ثورة المرأة وريادة النساء في إقليم شمال وشرق وسوريا مثالاً يحتذى به، ليكن صاحبات قرار في كافة المحافل السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية".

واختتمت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مدينة كوباني خناف خليل حديثها بالتأكيد على أنه "من الصعب بناء نظام مركزي في سوريا، لأن الحل الصحيح هو نظام لامركزي ديمقراطي يناسب التركيبة السكانية لسوريا وبدون مركزية سيضمن كل مكون حقه وهويته في سوريا الجديدة. ولأننا جميعاً سوريون بعيداً عن العرق والطائفة والدين، علينا أن نكن شعباً واحداً ونعيش معاً في سوريا حرة ديمقراطية مثل لوحة الربيع، كل وردة بلونها وشكلها تضيف جمالاً للطبيعة. وسوريا المستقبلية يجب أن تكون بهذا الشكل، وهذا سيكون بتطبيق مشروع القائد أوجلان في كافة مناطق سوريا، وبتوحيد صف النساء وريادتهن سنبني سوريا حرة ديمقراطية لا مركزية".