باحثة سياسية: القوات الإسرائيلية هدفها تهجير سكان قطاع غزة

مع استمرار استهداف القوات الإسرائيلية للبنية التحتية والمرافق الحيوية، يبدو أن هناك سياسة ممنهجة تسعى إلى دفع سكان القطاع نحو الترحيل، في محاولة لتغيير الواقع الديموغرافي.

رفيف اسليم

غزة ـ أكدت الباحثة السياسية جوان صالح أن السياسات التي تتبعها القوات الإسرائيلية تسير نحو تهجير السكان قسرياً، مشيرةً إلى أنه مع تصاعد الحديث عن اتفاقات هدنة، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية تزداد ضراوة، بهدف الضغط على السكان وإجبارهم على قبول سيناريو التهجير.

يشهد أهالي قطاع غزة الإبادة الجماعية المستعرة من قبل القوات الإسرائيلية، وبالرغم من ذلك يحاولون خلق حياة اجتماعية عبر التجول في الشوارع والطرقات العامة، والذهاب للمدارس والنقاط التعليمية التي تم افتتاحها مؤخراً، ومحاولة قضاء الوقت في المقاهي برفقة الأصدقاء، إلا أن القوات الإسرائيلية تأبى تركهم يحاولون العيش، مستهدفة كل ما سبق ذكره.

 

الانتهاكات التي تمارسها القوات الإسرائيلية بحق أهالي غزة

تقول الباحثة السياسية جوان صالح، أن القوات الإسرائيلية تستهدف منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى هذه اللحظة المرافق الحيوية بكافة أشكالها في محاولة جعل القطاع بيئة طاردة للمجتمع الغزي، مركزة ضرباتها على البنية الصحية والتعليمية والحياتية بل وكل ما يعين أيضاً على تدبر أمور الحياة كألواح الطاقة الشمسية وخزانات المياه، في عملية ممنهجة للقضاء على كافة مقومات الحياة.

وهذا الأمر لم يكن عشوائياً، فبحسب جوان صالح، تلك الاستهدافات جاءت وفقاً لتعليمات وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق يواف جالانت، الذي أوصى بترك غزة دون ماء، أو غذاء، فالتدمير جاء وفق سياسة ممنهجة للقضاء على كل ما هو ضروري لخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة تساعد على طرد السكان من قطاع غزة، وتغير الواقع الديموغرافي بما يخدم مصالحه.

 

"القوات الإسرائيلية تسعى لتفريغ القطاع من سكانه تمهيداً للاستيلاء عليه"

ولفتت إلى أن الفئة الشابة الأكثر استهدافاً كونهم الطبقة المثقفة والمدركة تماماً أن القوات الإسرائيلية تسعى لتفريغ القطاع من سكانه تمهيداً للاستيلاء عليه، من خلال ما تقوم به من تركيز ضرباتها على المقاهي التي يستخدمونها كنقاط تعليمية، إلا أن تلك الفئة لا تأبه لتلك الخطط بل تنتظر انتهاء الهجوم بفارغ الصبر لإعادة الإعمار على الرغم من تحويل أحلامهم لرماد وتدمير غالبية المنازل في المدينة المنكوبة كيلا يبقى للفلسطيني شيء يعود إليه.

وتلاحظ جوان صالح، أنه كلما ظهرت بوادر حديث عن هدنة أو وقف لإطلاق النار يزداد تنفيذ العمليات البرية العسكرية والهجمات الجوية، مما يؤدي لزيادة الضحايا في صفوف المدنيين والمباني العمرانية، وكذلك في محاولة للنيل من الصمود النفسي وبارقة الأمل المتبقية، مشيرةً إلى أن كل ذلك تبرره القوات الإسرائيلية تحت بند الضغط العسكري لتحرير أسراها.

 

"أهداف تسعى إلى تقسيم قطاع غزة لمنطقة معزولة"

وفي ضوء جميع ما سبق أوضحت جوان صالح، أن القوات الإسرائيلية ما زالت تلوح بقرار طرد أهالي غزة من أراضيهم وتخصيص منطقة محدودة لجمعهم داخلها في أقصى جنوب القطاع، لتسيس بذلك الحصول على المساعدات الإنسانية وفقاً للأشخاص الذين سيقبلون الانصياع للأوامر والذهاب للعيش في تلك المنطقة الإنسانية على حد وصفهم، وهو ما يرفضه الشعب الفلسطيني وكافة المؤسسات الدولية.

ووفقاً لتلك السيناريوهات يتبين أن إسرائيل تهيئ الأجواء لفتح باب التهجير القسري أو الطوعي عبر تقسيم قطاع غزة لمناطق معزولة عبر نشر محاور نتساريم، فيلادليفا، موراج، كسوفيم، مفلسيم، من أجل فرض واقع جديد يعزز العزلة داخل القطاع، كما أوضحت جوان صالح، بناءً على ما تم تنفيذه طوال أكثر من عام ونصف من دمار متعمد وخرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل القوات الإسرائيلية في آذار/مارس الماضي.

وأكدت على أن قضية تهجير سكان قطاع غزة قديمة فجميع الحكومات التي تحكم إسرائيل والأحزاب اليمينة المتطرفة بادرت بفكرة تهجير سكان قطاع غزة منذ 6 عقود من اليوم، لكن تلك الخطط باءت بالفشل بسبب تمسك الفلسطيني بأرضه ورفضه الخروج منها لذلك تأمل أن يؤول مخطط التهجير الحالي لنفس النتيجة وتصمد الفلسطينية بأرضها كما شجرة الزيتون.