'أثبتت الجمهورية الإسلامية أنها عدو الحياة بكل حكم أصدرته'

رداً على أحكام الإعدام بحق صحفيتين دعت نساء من سنه وقوف النساء من كل الجنسيات صفاً واحداً وتكافحن من أجل حرية الصحفيات بخشان عزيزي وشريفة محمدي وريشة مرادي وزينب جلاليان وكل النساء المسجونات.

نیان خسروی

سنه ـ الكراهية تجاه المرأة هي إحدى سمات النظام الإيراني، فالقوانين التي كانت دائماً تهمش المرأة وتضطهدها، وتعتبرها الجنس الثاني، دفعت المرأة للتراجع آلاف السنين، ومع انطلاق الانتفاضة الشعبية Jin Jiyan Azadî""، توحدت النساء في جميع أنحاء إيران، ومن كل جنسية ومن كل فكر.

لم تقتصر ثورة Jin Jiyan Azadî"" بإيران وشرق كردستان على الاحتجاجات الواسعة النطاق، لأنها كانت تحمل كل خصائص الثورة، حيث تم تنظيم النساء في مجموعات عديدة ومختلفة، من النساء العاملات المتعلمات والأميات، من النساء الكرديات واللور والبلوش، من الاحتجاج على الملابس إلى الاحتجاج على الخبز والعمل، وحتى الآن لا يزال النضال مستمر، رغم اختلاف الأسلوب، وما زال السجن والتعذيب والإعدام مستمر بحقهن، والعديد من النساء في سجون السلطات الإيرانية بأحكام جائرة.

كانت إيران تخوف النساء من خلال سجن عدد كبير منهن في بداية الانتفاضة، لكن توقعاتها لم تتحقق واستمرت النساء في النضال ضد مختلف أشكال الانتهاكات ضدهن، وهي تسعى الآن إلى تدمير الحركة النسائية بالإعدامات والسجون الطويلة.

والنقطة الجديرة بالملاحظة هنا هي أن النساء الكرديات كن أكثر عرضة للعنف والاعتداء، فالحكم الظالم على النساء الكرديات والنساء من الجنسيات الأخرى مثل الأذربيجانية والبلوشية وغيرها يظهر الظلم المزدوج الذي ارتكبته إيران تجاه القوميات الأخرى.

هذه القضية فصلت النساء الكرديات عن بقية نساء الحركة، فتعرضن للقمع أكثر، وتلقين أحكاماً مشددة، وهذه القضية لها تاريخ طويل وهي واضحة لجميع الإيرانيين/ات، والآن وجهت أحكاماً جائرة لبخشان عزيزي وشريفة محمدي وهو أمر طبيعي في قانون الحكومة الإيرانية.

 

"يجب أن نكون صوت هؤلاء النساء"

إحدى الناشطات من سنه فاتنة حميدي، تحدثت عن أحكام الإعدام بحق بخشان عزيزي وشريفة محمدي ونساء أخريات "لقد كنت دائماً على علم بالقمع والإهمال الذي يتعرض له الكرد وكان الأمر غريباً بالنسبة لي، لأنه ومن خلال معرفتي بهؤلاء الأشخاص، توصلت إلى نتيجة مفادها أنهم أناس جديرون بالثناء من حيث الذكاء والقدرة، وعلى إيران أن تقدرهم، لا أن تقمعهم، ولكن لسوء الحظ كان نصيبهم دائماً الظلم والإعدامات والقتل".

وأضافت "عندما أقارن سكان مدينة سنه وغيرها من مدن شرق كردستان التي زرتها، مع مدينة سمنان وغيرها من مدن إيران، ألاحظ فرقاً كبيراً، فالنساء الكرديات أكثر وعياً حول أوضاعهن، ونساء هذا البلد لسن غير مباليات وكل واحدة تناضل من أجل هدف".

وأدانت بشدة حكم الإعدام الصادر بحق الصحفية بخشان عزيزي "لأنني أعتبرها امرأة شجاعة بالتأكيد تسعى فقط إلى العدالة، صحفية مستقلة ابتعدت عن وطنها حتى تتمكن من العمل بأمانة، الصحفي في إيران كالذي يمشي على قدميه على حد الشفرة هو أنه عليك إما أن تعكس أخبارهم الكاذبة أو أن تقبل المخاطرة بأن تكون صادقاً، وقد فعلت ذلك".

وتابعت "مع عدة سنوات من النشاط في مجال المرأة في كردستان، توصلت إلى حقيقة أنه لا يمكن لأحد أن يكون مثل المرأة الكردية، شجاعة في النضال، وأغلبيتهن يردن الحرية والعدالة لهن، ودائماً تصدر أحكام مشددة عليهن وعلى القوميات المضطهدة في إيران، مثل شريفة محمدي، وهي أذرية أيضاً".

وحثت فاتنة حميدي على أنه "يجب أن نكون صوت هؤلاء النساء، اللاتي عانين من مثل هذه الأحكام ظلماً، نحن النساء من كل لغة وجنسية يجب أن نقف معاً ومن أجل حرية بخشان عزيزي، شريفة محمدي، واريشة مرادي، زينب جلاليان وجميع النساء المسجونات اللواتي تتعرضن لتعذيب شديد، دعونا نحاول، هؤلاء النساء تمدن المجتمع بالشجاعة، أنا شخصياً أدين حكم الإعدام الصادر بحقهن وأنحني لمطلبهن وهو حرية المرأة والإنسانية".

 

"أنا لا أعتبر نفسي منفصلاً عن هؤلاء النساء"

من جهتها قالت إسرين طهماسابي "نحن قلقون من الأحكام الصادرة، من الصعب أن نتخيل أننا لا نستطيع منع مثل هذا الحكم، أنا لا أعتبر نفسي منفصلة عن هؤلاء النساء، أنا شريفة محمدي وبخشان عزيزي، مع كل حكم إعدام سيموت جزء من مطالب النساء، لا أعرف ما هو شعورهن، لكنهن بالتأكيد غير نادمات على الطريقة التي ذهبن بها لأنها حقيقية المناضلات".

وتابعت "إن المراسيم التي صدرت بعد الانتفاض الشعبية مهمة وجزء كبير منها مخصص لشباب كردستان، ومرة ​​أخرى أثبتت إيران أنها عدو الحياة، مع كل مرسوم تسفك الدماء من أجل ثورة المرأة وانقسم وضع إيران إلى قبلها وبعدها ولن يعود إلى ما قبله، موجة القتل هذه لا تؤدي إلا إلى تعميق العداوة وجعل الشباب المتعطش للحرية."

وترى إن "انتظار حكم الإعدام دائماً والقلق من تنفيذه أصبح كابوساً لا يفارق الشعب الإيراني، وخاصة كردستان، والسبب في ذلك هو أن الدولة تعتبر إعدام مواطنيها أسهل الطرق لقتلهم والقضاء على معارضيها من الشباب".

إن رد فعل النساء الكرديات وغيرهن على هذه الإعدامات يظهر أن السلطات الإيرانية ليست ممثلة لهن وأنه لا يوجد عداوة بين القوميات في إيران، لكن سياسة الحكومة هي التي تريد خلق الانقسام مع هذه التمييزات، ولكن في هذه الثورة، لن يقبل الشعب سياسات تقسيمية، وقد اكتشفت الحكومة وأدركت أنهم كانوا ألعوبة في يد الحكومة طوال هذه السنوات وقتلوا الأتراك والكرد والبلوش والآذريين، وغيرهم.