'نساء إيران وشرق كردستان غير مستعدات للعودة إلى ما قبل الاحتجاجات'

قالت بارفين آزاد عن مقاومة السجينات "لقد وصلن فكرياً وسياسياً إلى مستوى أنه على الرغم من كل المشاكل والتعذيب الذي يعانينه في السجن، لم تتوقفن عن النضال، وصوتهن لا يصل إلى آذان المجتمع الإيراني فحسب، بل إلى آذان العالم كله".

مجده كرمشاني

مركز الأخبار ـ ما تزال السجينات في إيران تعانين من ظروف السجن القاسية، مثل الاغتصاب والتعذيب، وعدم الالتقاء والتواصل مع الأسرة، والمشاكل الصحية، وكل ذلك بعلم المنظمات الدولية لحقوق الإنسان.

وضع السجينات في إيران والاعتداء والاغتصاب وإصدار الأحكام المشددة والسجن لفترات طويلة ومقاومة ونضال السجينات تقول الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل بارفين آزاد "يسيطر نظام قمعي وديكتاتوري على إيران وشرق كردستان ويزداد قمعه يوماً بعد يوم، وبعد ثورة " Jin Jiyan Azadî"، أصبح هذا القمع أشد وطأة سواء في المجتمع أو في السجون لخلق الخوف والرعب حتى يتمكن النظام من الاستمرار".

 

"لا يوجد طريق آخر سوى إسقاط هذا النظام"

وأشارت بارفين آزاد إلى أنه على الرغم من القمع الشديد، إلا أن الناس، وخاصة السجينات، لم يصمتوا "بالتزامن مع قمع النظام، تتزايد الاحتجاجات النسائية، وخاصة في السجون، يوماً بعد يوم. على سبيل المثال، الأمر نفسه يتعلق باحتجاجات الثلاثاء المستمرة في السجون لعدة أسابيع متتالية، وانضمت عدة سجون في مدن مختلفة إلى احتجاجات الثلاثاء "لا للإعدام" وشهدنا أيضاً تجمعات نسائية واحتجاجات وتظاهرات وشعارات بعد إعدام رضا رسايي، مما يدل على مدى تطور المرأة وعياً وسياسة ومجتمعاً".

ولفتت إلى أن الشعارات التي تم ترديدها "لا للإعدام"، "يجب تدمير الحكومة الإسلامية"، "يجب إطلاق سراح السجناء السياسيين"، تعني أن إسقاط هذه السلطة هو السبيل الوحيد للتخلص من مستنقع الجمهورية الإسلامية هذا، مؤكدةً أنه "للتخلص من هذا النظام الدكتاتوري، لا توجد طريقة أخرى وطالما أن هذا النظام موجود، سيكون هناك قمع وإعدامات واعتداءات، وهذا يدل على مدى وصول نسائنا، خاصة بعد ثورة" Jin Jiyan Azadî" إلى هذا المستوى من التطور السياسي والفكري".

وأضافت "احتجاجاً على إعدام رضا رسايي، مُنعت خمس عشرة سجينة، من بينهم بخشان عزيزي وشريفة محمدي من اللقاءات المباشرة والمكالمات الهاتفية، وحتى اللقاءات مع محاميهن"، لافتةً إلى أن "بعض النساء اللاتي يواجهن الإعدام عندما لا يتمكن من مقابلة محاميهن لا تستطعن الدفاع عن أنفسهن وعن قضيتهن، ولعل هذا الفشل في الدفاع عن القضية يسمح للسلطات الإيرانية بتنفيذ عقوبة الإعدام بحقهن دون منحهن حق الدفاع عن قضيتهن".

وأوضحت "رداً على هذا القمع، تقوم النساء بإصدار التصريحات والشعارات، والإدانة، والاعتصام، والتجمع في ساحة السجن وترديد الشعارات، وبسبب هذه القضايا يقوم المسؤولون في السجن بإيعاز من السلطات بممارسة القمع حتى لا تتمكن السجينات من التعبير عن آرائهن وحرمانهن من حق الزيارة وإجراء المكالمات الهاتفية".

 

"النساء المسجونات يدعمن دائماً أمهات وعائلات الضحايا"

وأشارت إلى اغتصاب وتعذيب السجينات "نرجس محمدي ألفت كتاباً اسمه التعذيب الأبيض، ذكرت فيه كل حوادث الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، وهذا ليس بالشيء الغريب، فقد شهدنا على قمع ثورة "Jin Jiyan Azadî" بالعديد من الأساليب ومنها عمليات القمع والاغتصاب والاعتداءات الجنسية ضد النساء تحت مسميات مختلفة، لإجبارهن على الشهادة ضد أنفسهن، والإدلاء باعترافات قسرية، ومن خلال ذلك تجبرهن عائلاتهن على الكف عن المشاركة في الاحتجاجات".

وحول وعي السجينات تجاه المجتمع والدفاع عن أسر الضحايا تقول بارفين آزاد "لطالما دعمت السجينات أمهات الضحايا، الأمهات اللاتي قُتل أطفالهن في احتجاجات مختلفة مثل "أبان 98" و"Jin Jiyan Azadî" من بينهن كلرخ إيرايي ونرجس محمدي وأخريات ممن دعمن دائماً هؤلاء الأمهات من خلال الرسائل والمكالمات الهاتفية المنشورة خارج السجن، وكما رأينا قبل أيام كتبت كلرخ إيرايي في رسالة دافعت فيها عن "ما شاء الله كرامي" الذي حكم عليه بالسجن أكثر من ذلك 6 سنوات بسبب دعوى نجله".

 

"لم يعدن مستعدات للعودة"

وأشارت إلى إن "احتجاجات النساء، سواء في الشوارع أو في السجون بشأن الحجاب الإلزامي، تظهر أن نسائنا غير مستعدات أبداً للعودة. لقد وصلت نسائنا إلى هذا المستوى من التطور السياسي لدرجة أنهن يواصلن نضالهن مع كل هذه المصاعب والمشاكل الموجودة في الخارج وفي السجن والاحتجاج على قضايا مختلفة مثل الحجاب والقضايا الاقتصادية".

وأكدت على وحدة جميع قطاعات المجتمع المختلفة ضد السلطات الإيرانية "على الممرضات والمتقاعدين والمعلمين وقطاعات مختلفة من الناس، وخاصة النساء، الذين كانوا دائماً أكثر اضطهاداً، أن يوسعوا احتجاجاتهم بعقلية مشتركة ووحدة"، موضحةً "عندما تخرج كل فئة على حدة، يسهل على السلطات قمعها فإذا اتحدنا جميعاً وتمكنا من الخروج في يوم محدد وفي دعوة مشتركة، بالتأكيد سيكون لنا تأثير أكبر ونجعل هذا النظام يتراجع، وإلا فسيكون من الأسهل قمعنا".

ووصفت السجينات بالحرائر قائلةً إنهن "وصلن إلى مستوى فكري وسياسي مهم وما تزلن تعانين من ظروف السجن القاسية، مثل الاغتصاب والتعذيب، وعدم الالتقاء والتواصل مع الأسرة، والمشاكل الصحية، وما إلى ذلك ولكن على الرغم من كل هذه الصعوبات، فإنهن لم تتوقفن عن النضال وترفعن أصواتهن يوما بعد يوم لتصل إلى آذان ليس المجتمع الإيراني فحسب، بل العالم أيضاً".

واختتمت الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل بارفين آزاد حديثها بالتشديد على أن "جميع المنظمات الدولية لحقوق الإنسان على علم بوضع السجون خاصةً أن النساء تنظمن الاحتجاجات كل يوم لإيصال رسالة إلى الحكومات مفادها أن الحكومة الإيرانية يجب أن تطلق سراح السجناء السياسيين وأن يتلقوا العلاج، وأن عقوبة الإعدام هي جريمة قتل متعمدة من قبل الدولة، وأن على السلطات أن تتوقف عن ممارسة الانتهاكات، وهذه هي المطالب التي تنقلها النساء إلى العالم أجمع يوماً بعد يوم برسائلهن وأسمائهن وأصواتهن".