لاعبات كرة القدم في لبنان... إنجازات رغم التحديات

على الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية، يزداد إقبال النساء على الرياضات التي كانت تقتصر على الرجال، ومنها كرة القدم، لتستطعن فرض حضورهن محلياً وإقليمياً.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ على الرغم من تقبل فكرة أن النساء تشاركن في الألعاب الرياضية مؤخراً، خصوصاً بعد الإنجازات والاستحقاقات الخارجية التي تحققت سواء على مستوى لبنان والإقليم، إلا أنه لا زال البعض يعتبر كرة القدم ذكورية، لتفرض النساء والفتيات وجودهن، وتبدأن تبرزن وتشكلن ظاهرة لافتة للأنظار محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وسط التحديات المتمثلة بالأزمة الاقتصادية التي ترخي بظلالها على كافة المجالات في لبنان، إلا أن الرياضة تعتمد معظمها على التمويل الذاتي، وخاصة عند المشاركة ببطولات عالمية ولا سيما النساء، فضلاً عن كلفة التدريبات وغيرها، وعدم وجود ملاعب مجهزة بصورة كافية والنظرة الاجتماعية للاعبات كرة القدم.

تأسس الاتحاد اللبناني لكرة القدم في عام 1933 وحصل على العلم والخبر رقم (2759) بتاريخ 12كانون الأول/ديسمبر 1934، وهو عضو في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ سنة 1935، وعضو في الاتحاد الأسيوي سنة 1964، بينما يعد الدوري اللبناني لكرة القدم للسيدات حديثاً بالمقارنة ولكنه من الدوريات الأولى بين دول الشرق الأوسط وآسيا، إذ تأسس عام 2008، مع وجود أكثر من 10 فرق تتنافس حالياً في هذا الدوري، ويستقطب اللاعبات من فئات عمرية عدة، وبدأن تحققن الإنجازات وتشاركن في المسابقات العربية والقارية، حيث حقّقت اللاعبات اللبنانيات نجاحاً لافتاً في أكثر من مناسبة، ووصلت بعضهن للاحتراف ومنهن اللاعبة ليلى اسكندر التي تلعب حالياً في نادي الاتحاد السعودي بعد أن لعبت مع "أيتش بي كوجي" HB Køge Kvindeelite الدنماركي في العام 2021، والذي شاركت معه في بطولة دوري أبطال أوروبا للسيدات، وبعدها انتقلت إلى نادي الاتحاد الأردني في العام 2022.

وقالت اللاعبة شيرلي لويس البالغة من العمر 18 عاماً "أمارس رياضة كرة القدم منذ خمس سنوات لأني أجد نفسي فيها، وأشجع الجميع على ممارسة الرياضة التي يحبونها"، مضيفة "بالرغم مما كان يتردد على مسمعي أن رياضة كرة القدم ليس للبنات، ولكن لم ألتفت إلى من ينتقد لأنني أقوم بممارسة الرياضة التي أحبها، ومن يعير اهتماماً للانتقادات لا يمكن أن يصل إلى تحقيق حلمه".

وأوضحت أن "الواقع في لبنان ليس كما هو الحال في الخارج، ولكن الفتاة إذا صممت أن تصل إلى ما تصبو إليه فيمكنها ذلك، فبالرغم من كافة التحديات حصلنا على ستة كؤوس وست ميداليات".

 

 

وبدورها قالت اللاعبة نور الهدى خليل "ألعب كرة القدم منذ نحو ثلاث سنوات مع أكاديمية "أوبي"، أي عندما كنت في الثانية عشرة من عمري، ولكن قبل ذلك كنت أمارس كرة القدم كهواية، واليوم أمارس هذه الرياضة بجدية أكثر، وقد تم استدعائي من قبل المنتخب وشاركت في بطولة غرب آسيا، وحققنا المرتبة الثانية، ومنذ نحو أسبوعين توجهنا إلى الأردن، ولعبنا مباريات ودية مع الأردن والسعودية وتمكنا من الفوز وسجلنا لصالح لبنان ست نقاط".

وأوضحت أنها واجهت صعوبات في البداية كونها فتاة، ومع اللعب في المنتخب كان الأمر يتسم بالكثير من الجدية، فهناك فتيات وصلن إلى المنتخب وحققن بطولات "سجلت مع فريق "أوبي" تمريرات حاسمة، ففي 12 مباراة حققت 12 تمريرة حاسمة و9 أهداف، وأنا ألعب جناح أيمن".

 

 

وقالت اللاعبة جولي الحسن "ألعب كرة القدم منذ سنتين مع "أوبي"، فمنذ كنت صغيرة استهوتني اللعبة، وأنا اليوم ألعب قلب دفاع في فريق ما دون الـ 17 عاماً، وحققنا بطولة "سبورت ليغ" للأكاديميات، وحلمي أن أحقق بطولات مع فريق "أوبي"، وهناك اليوم عشرة فرق نتنافس معها على مستوى الدوري اللبناني".

 

 

ومن جانبها أوضحت فلورا لويس والدة اللاعبة شيرلي لويس "بدأت شيرلي برياضة كرة القدم في أكاديمية صغيرة، وحصلت على خبرة في فريق EFP، ومن ثم انتقلت إلى فريق "أوبي"، وحصلت على جوائز كأس وميداليات".

وأضافت "سمعنا انتقادات كثيرة، ولكنني لم أكون أبهة لها، فأنا مؤمنة بابنتي وبقدراتها وأنها ستحقق حلمها"، مبينة أنه "نواجه بعض الصعوبات لجهة التنقلات والوضع المادي، بحيث نقطع مسافة طويلة للوصول إلى مراكز التدريب".

 

 

مديرة أكاديمية "أوبي" ملاك زريق قالت "بدأت كمدربة للفئات العمرية الصغيرة، ومن بعدها تسلمت فئات أكبر، وأعمل هنا منذ سنتين إلى أن أصبحت اليوم مديرة الأكاديمية، وفي أكاديمية "أوبي" هناك ثلاث فئات، فئة السيدات تحت الـ 17 سنة وتحت الـ 19 سنة، وأيضاً هناك من يتدربون في الأكاديمية ممن لا يعلبون في الدوري اللبناني".

وأضافت "هناك تحديات كبيرة تواجه الفتيات اللاتي تلعبن كرة القدم في لبنان، ومنها عدم وجود ملاعب كافية لنتمرن فيها، وقلة الاهتمام، إن كان من الوزارة أو الاتحاد، فضلاً عن أنه ليس هناك اهتمام كاف بالفتيات على مستوى الدوري، ونحن نحصل على مساعدات من الاتحاد اللبناني، وهو عبارة عن مبلغ صغير من المال، ونحن نستند إلى ما تحققه الأكاديمية من أرباح لنتمكن من تغطية التكاليف ولا سيما التنقلات ومتطلبات الفتيات".

وأوضحت "على الصعيد المحلي حققنا ثلاث بطولات، كأس السوبر وكأس لبنان، وعلى صعيد الفئات العمرية تحت الـ 19 سنة للفتيات، ونأمل أن نلعب خارج لبنان".