الكفيل والأسرة والمجتمع... عوائق في طريق متسلقات الجبال

مهشد الماسي، متسلقة جبال من مدينة قروه تقول "كل امرأة يجب أن تمر بالعديد من الصعوبات والتحديات لتتمكن من النجاح في رياضة تسلق الجبال كونها رياضة صعبة ومكلفة، ولكنها مفيدة للترويح عن النفس، وهي رياضة تعلم المرء الصبر".

إسراء عزيزي

قروه ـ متسلقات الجبال لسن رياضيات فحسب، لقد ربتهن الطبيعة على التسامح والمغفرة، لقد تعلمن الصبر والتحمل والروح القتالية من الجبال، وربما لا يمكن تحقيق هذه الصفات في الرياضات الأخرى.

لا تفتقر حياة المتسلقات من للصعوبات كونهن مقاتلات دائمات، ومهشد الماسي، متسلقة جبال محترفة من مدينة قروه تقول أنها بدأت التسلق في آب/أغسطس عام 2005 وكان ذلك محظ صدفة "من خلال نادي قاجار قروه بدأت دوراتي في عام 2008واستمرت في الاحتراف لغاية عام 2011".

وأضافت "شهرام نعمتي رئيسة نادي قاجار قروه كانت من أساتذتي الأوائل، وكان لي أساتذة أخريات من متسلقات الجبال في قروه وأيضاً على مستوى إيران، لا أستطيع أن أسميهن واحدة تلو الأخرى، لكنني مدينة بكل ما أملك لقدراتهن وصرامتهن، وخاصة شهرام نعمتي".

وعن نشاطاتها في هذه الرياضة قالت "منذ عام 2011، تسلقت جميع قمم إيران منها دماوند 43 مرة، عشر منها كانت تسلقات شتوية، وفي كل مرة كان من تلال مختلفة من الغرب والشمال الشرقي، والجهات الشمالية"، مضيفةً "في العام الماضي، تسلقنا أصعب سلسلة من التلال، وهي ميلار، في يوم واحد، ونهر سابلان الجليدي، والتسلق الشتوي إلى جميع قمم إيران بارتفاع أربعة آلاف وخمسة آلاف، وتخت سليمان، وجبل المعرفة".

وتابعت "في عام 2018، كنت أول كردية تكمل مشروع السيمورغ، وكنا من بين أفضل 45 شخصاً في إيران وأول سيمورغ في إيران".

وعن الصعوبات التي تواجهها بهذه الرياضة قالت مهشد الماسي "في بداية التسلق، واجهت صرامة الأسرة وقيود المدينة ومكان عملي، وهذا الحال لم يكن يناسبني، ففي كثير من الأحيان لا تحظى النساء بالدعم ويحاول الأشخاص من حولهن أن يغيروا من طموحاتهن أو يجعلوهن تتراجعن عن تحقيقها، في كثير من الأحيان عندما أذهبت إلى الجبال وأعود يقولون لي أنني أذهب لاستمتع فقط، هم لا يرون مدى الصعوبة والتحدي في التسلق".

وتابعت "بالإضافة إلى ذلك، لست متسلقة جبال فقط بل أنا لدي وظيفتي، لذلك يجب أن أغادر قروه يوم الخميس في الساعة السادسة مساءً، وأتجه إلى جبل مثل دماوند وأصل في الساعة الواحدة أو الثانية وأتسلقه لمدة يوم وفي اليوم التالي أعود إلى المدينة في الساعة السادسة صباحاً ويجب أن أعود مباشرة إلى العمل، فليس لدي وقت للراحة".

وأضافت "في مدينة قروه كثرت الشائعات والأحاديث لذلك كنت أذهب إلى طهران للخضوع للدورات والتمرينات واللياقة البدنية، ومن هناك ذهبت إلى الجبال مع أصدقائي"، لافتةً "لقد مررت بالكثير من الصعوبات للوصول إلى هنا، وهذا ينطبق على كل رياضة، وخاصة النساء اللاتي يتعين عليهن تحمل الكثير من الصعوبات من أجل النجاح".

وعن أحلامها قالت مهشد الماسي "أود أن أصعد إلى قمة يبلغ ارتفاعها سبعة آلاف وثمانية آلاف، لسوء الحظ، ليس لدي كفيل، وقد تمكن بعض المتسلقين/ات من تسلق هذه القمة كون لديهم/هن كفيل، أعرف نساء تسلقن عشر قمم يبلغ ارتفاعها ثمانية آلاف فقط لأنه لديهن كفيل"، مضيفةً "لو كان لي كفيل، كفتاة كردية وكردستانية، أستطيع أن أقول بكل جرأة أنني كنت سأتسلق نصف هذه القمة دون كبسولة أكسجين، كونني دربت نفسي كثيراً من حيث الارتفاع بحيث يمكنني التسلق بسهولة دون كبسولة أكسجين".

وقالت إنه يجب على كل متسلق أن يتدرب دائماً للتعافي "في عام 2015، أصبحت متسلقةً للجبال ومدربة مدرسية، كما أقوم بتحكيم المسابقات الوطنية لهذه الرياضة، وما زلت أبحث عن دورات أخرى حتى أتمكن من الحصول على تدريبات إضافية".

وفي نهاية حديثها وجهت مهشد الماسي رسالة للنساء قالت فيها "كل امرأة ستمر بالعديد من الصعوبات والتحديات للدخول في هذه الرياضة كون تسلق الجبال رياضة صعبة ومكلفة، كما أن أسعار معداتها مرتفعة، لكن التسلق رياضة جيدة لتغيير مزاجكِ، فهي رياضة تجعلكِ صبورة كما ستواجهين مواقف غريبة على سبيل المثال، عندما كنت أمشي ذهاباً وإياباً بحقيبة ظهر في منتصف الليل، ظن الناس أنني متسولة وفي كثير من الأحيان أعطوني المال وضحكت وقلت أنا لست متسولة، أنا متسلقة جبال!".