'يجب العمل على تغيير النظرة السلبية تجاه ذوي الإعاقة'

تعمل جمعية "مساواة" لذوي الاحتياجات الخاصة على النهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، من أجل دمجهم ومشاركتهم بفعالية في المجتمع والتقليل من انعكاساتها من خلال التوعية.

حنان حارت

المغرب ـ ترى رئيسة جمعية "مساواة" لذوي الاحتياجات الخاصة حنان الفارسي، أن النساء ذوات الإعاقة تواجهن صعوبات كبيرة وتعشن هشاشة مضاعفة.

تسعى جمعية "مساواة" لذوي الاحتياجات الخاصة، التي تأسست عام 2022، للنهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، من أجل دمجهم ومشاركتهم بفعالية في المجتمع، من خلال تبني المقاربة الحقوقية كمرجعية أساسية في تناول قضايا الإعاقة على أساس المساواة وتكافؤ الفرص، كما تعمل الجمعية على نشر التوعية بالإعاقة والتقليل من انعكاساتها، بالإضافة إلى تقديم مساعدات خيرية مع توفير الدعم القانوني للمنضمين إلى الجمعية من ذوي الإعاقة، الذين لا يستطيعون الوصول إلى نظام المحاكم.

وحول هذا الموضوع قالت رئيسة جمعية "مساواة" لذوي الاحتياجات الخاصة حنان الفارسي، إن النساء المغربيات ذوات الإعاقة تعشن معاناة مزدوجة وتواجهن صعوبات كبيرة من تهميش واقصاء، رغم وجود قوانين حمائية في المغرب، والتي تعتبر غير كافية وتفتقر للتنفيذ الفعال، ما يتسبب بعرقلة المصالح الذاتية للأشخاص في وضعية الإعاقة.

ولفتت إلى أن ذوي الاعاقة لا يملكون بطاقة إعاقة، التي تمنحهم العديد من الامتيازات والخدمات المجانية، مضيفةً أن الجمعية تستهدف فئات من الأطفال والنساء وكبار السن والشباب، وعلى الرغم من عدم توفر الدعم، إلا أنها تحاول تخفيف العبء عن الأسر التي لها أكثر من طفل من ذوي الإعاقة عن طريق توفير الكراسي المتحركة لهم.

وعن أوضاع النساء المغربيات بشكل عام، وذوات الإعاقة بشكل خاص قالت حنان الفارسي، إن وضعيتهن عرفت عدة تحولات، لكن هناك العديد من المعيقات على المستوى القانوني والسوسيو اقتصادي والثقافي، والتي لازالت تحول دون تمتع النساء بكافة حقوقهن بعض النظر عن وضعيتهن.

ولفتت إلى أنه بالرغم من كل التعثرات التي تصادف النساء المغربيات والنساء في ذوات الإعاقة، لكن لا يمكن إنكار أن هناك تطور وتحسن ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، إذ أنهن استطعن انتزاع قسط هام من مطالبهن الحقوقية والتشريعية.

وأوضحت أن النساء المغربيات ولجن إلى المجال الحقوقي النسائي وناضلن من أجل الحصول عن حقوقهن كاملة "النساء بصمن بقوة في المجتمع المدني، نتيجة تطور الوعي النسائي الناجم عن ولوج المرأة الى التعليم، وبالحقول العلمية والثقافية والاقتصادية".

وأكدت أن المغربيات تمكن من اقتحام عدد كبير من المهن التي كانت حكراً على الرجل، وأبرزن قدراتهن وكفاءتهن فيها، خاصةً بعد أن برزت بقوة في مجال القضاء والطيران والسلك الديبلوماسي، مشيرةً إلى أنه على الرغم من المكتسبات التي حققتها، إلا أن المرأة المغربية لازالت تواجه العديد من العراقيل كحضانة الأم التي لا زالت منقوصة، إذ يتم هدر حقوق الأطفال في أي إجراء إداري، فلا يحق لها لا السفر برفقة ابنها خارج البلد، إلا بموافقة الأب.

في هذا الصدد طالبت حنان الفارسي بمدونة أسرة ضامنة لحقوق النساء ومبنية على المساواة في رعاية الأبناء وشؤونهم، بما لا يعطل مصالحهم، وإيلاء أهمية للنساء ذوات الإعاقة بما يضمن حقوقهن ويحفظ كرامتهن.

وفي نهاية حديثها أكدت حنان الفارسي أنه على الحركة النسائية في المغرب مضاعفة النضال من أجل انتزاع المزيد من الحقوق لصالح النساء كيفما كانت وضعيتهن، والعمل على تغيير نظرة المجتمع السلبية تجاه الإعاقة، ورفع الثقة بالنفس لكل امرأة في وضعية إعاقة من خلال التركيز على جوانب القوة والكم الكبير من القدرات الموجودة وتبادل الخبرات، بمنظور مبني على الحق في المشاركة الكاملة والفعالة والمساواة وعدم التمييز.