المعايير الاجتماعية عائق أمام قيادة اليمنيات للسيارات

على الرغم من التنمر الذي تعرضت له والتعليقات السلبية التي كانت تتردد على مسامعها دائماَ، تمكنت من تعلم قيادة السيارة وكسر تلك المفاهيم التي تعتبر أنه ليس من حق المرأة القيادة.

هالة الحاشدي

اليمن ـ تواجه النساء في اليمن تحديات عديدة أثناء قيادتهن للسيارات، حيث تعانين من مضايقات مثل التنمر والكلمات الجارحة والصراخ من قبل الرجال، في وقت يظهر فيه بعض الأشخاص استياءً ملحوظاً عند رؤية النساء تقفن خلف عجلة القيادة، ويتعمد البعض الآخر الاستهزاء بهن.

على الرغم من أن القانون اليمني يسمح للنساء بالحصول على رخصة قيادة السيارات، إلا أن المعايير الاجتماعية بقيت عائقاً أمام عدد كبير من النساء اللواتي تردن قيادة السيارة، كما أن العادات والتقاليد البالية تبقى أقوى من القوانين الرسمية، ولهذا السبب لا تزال قيادة النساء للسيارة في اليمن أمراً يستفز البعض.

وتشير الإحصائيات في اليمن إلى أن عدد النساء اللواتي حصلن على رخصة قيادة السيارة في عدن بلغ أكثر من 2000 رخصة حتى عام 2021، ويعكس هذا الرقم بعض التقدم في تمكين النساء من قيادة السيارات، بالرغم من أن نسبة السائقات في اليمن بشكل عام لا تزال منخفضة جداً، حيث تمثل النساء حوالي 2% من السائقين وفق مكتب مرور عدن.

تروي إثمار خان إحدى النساء من مدينة عدن، تجربتها في قيادة السيارة منذ عام 1967 وتقول "لم يكن دور المرأة في القيادة بارزاً نتيجة تعرضها للعديد من حالات التنمر، تحديداً من الرجال، وكانت ردة فعلي كامرأة على هذا التنمر هي المضي قدماً، إذ كان مجرد الحديث مع أي شاب أو رجل يُعتبر تعدياً على حقوق المرأة".

وأشارت إلى أن رحلتها في قيادة السيارة بدأت في عام 2018، وهي خطوة شهدت نوعاً من التنمر المتنوع، حيث كان من المحرمات في المجتمع أن تقود المرأة السيارة، في حين كان يُعتبر تصرف الشبان في هذا المجال أمراً عادياً، وكان أكثر أشكال التنمر يتجلى في القناعة السائدة بأن المرأة ينبغي أن تبقى في المنزل، بينما كانت المهن والأنشطة التي تتطلب الخروج إلى الشارع مُعدة للشباب فقط.

وواجهت إثمار خان هذا التنمر من قبل الرجال، فإذا رأى الرجل امرأة تقود السيارة، كان يتم ترديد بعض التعليقات السلبية على مسامعها "كنت أعلم أنني سأستطيع التغلب على هذا التنمر بفضل ثقتي بنفسي وثقة عائلتي في قدرتي على القيادة"، مضيفةً أنه "على الرغم من القلق الذي يمكن أن ينتاب أي امرأة جراء التنمر، إلا أنه كان من المُشجع بالنسبة لي أن أكون امرأة تقود السيارة".

وفي ختام حديثها، أكدت على أهمية دعم المرأة وتمكينها في جميع المجالات، إذ يجب على الجميع، بغض النظر عن الجنس، أن يتحلى بالشجاعة للتغلب على التحديات ورفض التنمر بشتى أشكاله، فكل امرأة قادرة على أن تشكل فريقاً وتساهم في بناء مجتمع أفضل "علينا أن نؤمن بأن المرأة ليست مجرد شريك للرجل، بل بإمكانها أن تكون الأم والأب والزوجة والأخت والابنة، وتستحق الدعم لتحقيق أحلامها وطموحاتها".