نقص المياه يسبب مشاكل صحية وبيئية للنازحات في إدلب

تعاني النازحات في مخيمات الشمال السوري، من نقص حاد في المياه الصحية والمعقمة، ما سبب لهن مشاكل صحية وبيئية جمة، نتيجة الظروف المناخية والأوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها معظم النازحات.

هديل العمر

إدلب ـ حذرت الطبيبة ياسمين الحلبي من استمرار افتقار مخيمات الشمال السوري إلى المياه التي تعتبر أدنى المستلزمات الأساسية للحياة، لما قد يترتب عليه من مشاكل صحية خطرة على الأطفال والنازحات والسكان بشكل عام.

وأكدت على ضرورة توفير مياه الشرب والمياه النظيفة قبل أن يصبح المخيم بيئة خصبة للأوبئة والأمراض المعدية مثل الكوليرا والتيفوئيد وغيرها، في ظل الأحوال الاقتصادية السيئة التي يعيشها سكان المخيم والتي لا تمكنهم من شراء المياه النظيفة.

لا تحصل عدوية الرستم (37عاماً) وهي نازحة مقيمة في مخيمات بلدة أطمة الحدودية شمال إدلب، سوى على 100 ليتر من المياه الصحية يومياً، وهي كمية أقل بكثير من حاجتها الاستهلاكية مقارنة بعائلتها المؤلفة من خمسة أشخاص.

تقول إن كمية المياه التي تحصل عليها لا تكفيها للتنظيف والغسيل ولا حتى الشرب في هذه الأجواء الحارة، خاصة وأنها تقطن بالقرب من مكب نفايات مجاور لمخيمها، ما يزيد من كمية استهلاكها للمياه للتنظيف والتعقيم المستمر.

وأضافت أنها اضطرت لقصد أحد الآبار القديمة والمهجورة لتأمين حاجتها من المياه لاستخدامها في التنظيف والغسيل والاستحمام، ما أدى لإصابتها هي وابنتها بأمراض جلدية نتيجة المياه الغير آمنة والملوثة التي كانت تستخدمها.

وأشارت إلى أنها باتت مجبرة على الالتزام بكمية المياه المحددة، وذلك من خلال التقنين في الغسيل والتنظيف والاستحمام لمرة واحدة أو مرتين أسبوعياً، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة لا تمكنها من شراء كميات إضافية من المياه الصحية والمعقمة.

ومؤخراً، منعت "حكومة الإنقاذ" التابعة لما تسمى بـ "هيئة تحرير الشام"، أصحاب الآبار الخاصة من توزيع المياه على النازحين في ريف إدلب، حيث هددت بفرض عقوبة مالية على الأشخاص الذين يخالفون القرار، في محاولة منها لاحتكار سوق بيع المياه للنازحين والمهجرين، ما زاد من حدة معاناتهم اليومية في تأمين مياه الشرب على أقل تقدير.

تضطر نهى الزيدان (33عاماً) وهي نازحة في مخيمات بلدة كللي شمال إدلب، لشراء احتياجاتها من المياه بعد توقف المنظمة المسؤولة عن تزويد المخيم بالمياه نتيجة نقل أنشطتها إلى مخيم آخر، ما أدى لصعوبات كبيرة في تأمين مياه الشرب.

تقول إنها لجأت لشراء المياه بعد أن لاحظت انتشار الأمراض الصحية مثل الإسهال والتهاب الكبد والقوباء والجرب والعديد من الأمراض الأخرى الناتجة عن استعمال مياه ملوثة وغير آمنة في المخيم، ما دفعها لتحمل تكاليف تأمين المياه خوفاً على حياتها وحياة أطفالها.

وأكدت على ضرورة توفير مياه الشرب والمياه النظيفة قبل أن يصبح المخيم بيئة خصبة للأوبئة والأمراض المعدية مثل الكوليرا والتيفوئيد وغيرها، في ظل الأحوال الاقتصادية السيئة التي يعيشها سكان المخيم والتي لا تمكنهم من شراء المياه النظيفة.

من جهتها تحذر الطبيبة ياسمين الحلبي (39عاماً) من استمرار افتقار المخيمات إلى المياه التي تعتبر أدنى المستلزمات الأساسية للحياة، لما قد يترتب عليه من مشاكل صحية خطرة على الأطفال والنازحات والسكان بشكل عام.

وأضافت أنها تستقبل يومياً أكثر من 8 حالات لنساء مصابات بأمراض جلدية وبولية نتيجة استعمالهن وشربهن لمياه غير صالحة للاستعمال البشري، ما ينذر بارتفاع وتيرة الأمراض الصحية والمعدية بين سكان المخيمات التي تعتبر أصلاً حاضنة للأمراض والأوبئة.