منها رفض الزواج القسري... فتيات إيران تقتلن بذرائع واهية
تزداد جرائم القتل التي ترتكب بحق النساء والفتيات في إيران وشرق كردستان في ظل عدم تطبيق أشد العقوبات بحق الجناة.
شادي أحمديان
في كل عام، يُقتل عدد كبير من النساء في إيران وحول العالم على يد رجال مقربين منهن، وخاصة آبائهن وأشقائهن وشركائهن الحاليين أو السابقين، وتحدث معظم تلك الجرائم بذريعة "الشرف"، ولكن غالباً لا يتم الإبلاغ عن اسم وصورة القاتل أو القتلة.
في أحدث جريمة، قُتلت مريم سليماني البالغة من العمر 28 عاماً من مدينة خوي، على يد والدها وأشقائها في الرابع عشر من نيسان/أبريل الجاري، بعد حلق شعر رأسها وضربها بشدة وتعذيبها.
ومعنى "جرائم الشرف" أن أقارب المرأة التي اتهمت بـ "الزنا" أو بعلاقة غير مشروعة أو سرية مع رجل مثل زوج شقيقتها أو ابن عمها، يقتلونها ويعتبرونها الطريقة الوحيدة لإخراجها من عائلاتهم. حتى لو كان هذا الاتهام ناتجاً فقط عن شك وخيال أو افتراءات لا مبرر لها ولا أساس لها من قبل الجيران أو أفراد القبيلة، أو أنه عمل غير مشروع أقل من الزنا.
ويتم ارتكاب "جرائم الشرف" بطرق مختلفة ولأسباب عديدة، مثل القتل بسبب وجود علاقة مع الجنس الآخر، القتل بسبب رفض الزواج القسري وطلب الزواج من شخص لا تقبله الأسرة، القتل بسبب الهروب من المنزل نتيجة العنف الأسري. لقد حدث مرات عديدة أن تعرضت فتاة أو امرأة للاعتداء الجنسي، لكن شيوخ القبيلة أو رجال الأسرة يقتلون الضحية من أجل "غسل العار الذي يصيب الأسرة والقبيلة".
وبما أن "جرائم الشرف" تتم من قبل أقرباء الضحية وأفراد عائلاتهم، فإن الحساسية تجاهها قوية جداً، ويتم بذل الجهود لنسيانها في العلاقات الأسرية وتجنب تسريب المعلومات عنها.
وتثير جرائم الشرف حساسية زوج الضحية وعائلته أكثر من أي شخص آخر، كما أن عدم تكافؤ العلاقة والتملك الذي يتمتع به الزوج تجاه زوجته وتدني مكانة المرأة في أسرة الزوج يجعل المرأة ضعيفة أمام زوجها وأسرته، لذلك فإن ضحايا جرائم الشرف عادة ما تكون متزوجة.
وعندما يتم التحقق من (سن القاتل وانتمائه الأسري، وموقف القتلة من النساء وجرائم الشرف، وما هي دوافعهم لارتكاب القتل ومعتقداتهم الدينية، وهل كانوا على علم بقوانين العقوبة على هذا الفعل أم لا؟)، يمكن أن نصل إلى إجابة مناسبة لهذه القضايا إلى حد كبير.
على سبيل المثال، في التحليل الإضافي للإحصاءات المقدمة من البحث في المدن الإيرانية، تم تحديد أنه على الرغم من أن عمر معظم هؤلاء القتلة (أو المحرضين على القتل) كان كبيراً وكان تعليمهم منخفضاً، لكنهم كانوا يعرفون التراخي في القانون وتوقعوا أن تعفو عنهم السلطات قضائياً.
وبشكل عام، هناك عاملين من نقاط الضعف القانونية والأعراف المناهضة للنسوية لهما تأثير كبير على هذا الأمر، فالأول، يمكننا أن نشير إلى سلطة الأب والزوج على المرأة، وفي الحالة الثانية، تدفع النساء ثمن التقاليد العرفية القبلية التي تضع دائماً عبء القيم والأعراف على عاتق المرأة.
وفي هذه العادات، الرجال يفعلون ما يشاءون ولا يحق لأحد مهاجمتهم، ولا يتعين على النساء فعل أي شيء يتسبب في إهانة الرجل. فقط أولئك المشتبه بهم يستحقون العقوبة الشديدة والموت. ولهذا السبب فإن عدداً من مرتكبي جرائم الشرف قد ارتكبوا تلك الجرائم بسبب ضغوط رجال القبائل وإداناتهم، وربما لم يقصد هؤلاء قتل أقاربهم أو لم يعتبروا الفئة مستحقة للقتل ولكن تحت ضغط المجتمع التقليدي وللتخلص من صفة "الجبان"، فقد ارتكبوا القتل.
بالإضافة إلى القضايا التي أثارها البحث حول ثقافة العنف وتبعية الرجل تحت هيمنة هذه الثقافة، فإن التعامل مع الشرطة ومؤسسات دعم المرأة والأسرة، يمكن أن تكشف الثقافة السائدة في المجتمع التقليدي هذه القضية إلى حد كبير.