الموسم الزراعي هذا العام يخفف معاناة النساء في الشهباء
قالت مهجرات عفرين ونساء الشهباء بمقاطعة الشهباء شمال وشرق سوريا اللواتي تعملنّ بالزراعة وتربية المواشي بأن خيرات فصل الربيع هذا العام خففت من معاناتهم في ظل الحصار.
روبارين بكر
الشهباء ـ يشهد فصل الربيع في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا هذا العام موسماً زراعياً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة التي شهدت قلة هطول الأمطار الخريفية والتي أثرت بشكل كبير على المواسم.
مقاطعة الشهباء من المناطق التي تشتهر بالزراعة وتربية الحيوانات، ومن أكثر المناطق تعرضاً للانتهاكات، فمن جهة يتم التضييق على الأهالي من خلال إغلاق مداخل المدينة من قبل حكومة دمشق، ومن جهة أخرى يستمر الاحتلال التركي ومرتزقته بشن هجمات على المنطقة مستهدفاً الأراضي الزراعية الذي يشكل مصدر الرزق لكثير من عوائل الشهباء ومهجري عفرين.
تقول فاطمة أحمد البالغة من العمر 50 عاماً وهي مهجرة من مدينة عفرين، تعمل بتربية المواشي "عندما كنا في عفرين كنت أعمل بتربية الأغنام وهذا العمل كان مصدر رزقنا، ولكن بعد نزوحنا إلى الشهباء باتت أوضاعنا مأساوية وصعبة، كوننا لن نستطيع العمل دون تربية الأغنام لذا قمنا بشراء بعضاً من الأغنام لتأمين اكتفائنا الذاتي".
وأوضحت أنه "استيقظ كل يوم في الصباح الباكر وأقوم بحلب الأغنام ومن ثم تسخين جزء من الحليب من أجل صنع اللبن وجزء منه لعمل الجبنة، ومن بقايا ماء الجبن أصنع القريشه (مصل الجبن)، وأولادي يذهبون لرعي الأغنام بين الأراضي التي غطت بالأعشاب في فصل الربيع".
وأضافت "فصل الربيع هذا العام كان خير على الأهالي وخاصة على اللواتي تعملن بتربية الأغنام، هذه الخيرات سهلت علينا شراء العلف وغيرها من الأطعمة المخصصة للماشية، ففي ظل الغلاء وارتفاع الأسعار لم يكن بمقدورنا شراء أي شيء، كما أننا نعاني من فقدان الغاز في المنطقة وهذا ما يصعب علينا تحضير منتجات الحليب".
وطالبت فاطمة أحمد من الجهات المعنية بإخراج المحتل التركي من عفرين وإعادتهم إلى منطقتهم، لأن الوضع في الشهباء مأساوي خاصة كونهم يعيشون في الخيام والمنطقة محاصرة.
ومن جهتها قالت علياء محمد البالغة من العمر 56 عاماً وهي من نساء مقاطعة الشهباء تعمل بمجال الزراعة "نحن من سكان قرية حاسين بمقاطعة الشهباء ومن المزارعين بهذه القرية، نزرع القمح، الشعير، الفول، البطاطا، والخضراوات، بالإضافة إلى أنه لدينا أشجار فاكهة نستفيد منها بمعيشتنا"، مشيرةً إلى أنها تعمل في الزراعة منذ كانت في الثالثة عشرة من عمرها.
وأضافت "نعمل من خلال الزراعة على تأمين احتياجاتنا المعيشية وهو مصدر رزقنا، نحن النساء مرتبطات بالزراعة والأرض لهذا عندما نذهب بين الأراضي الزراعية نشعر بالبهجة والأمل، وخاصة عندما نجتمع ونذهب في الصباح الباكر إلى الحقول ونعمل فيها بروح جماعية".
وعن معاناتهم بالزراعة تقول "في كل عام نعاني كثيراً خلال سقاية أراضينا الزراعية إثر فقدان مادة المازوت وكذلك الأسمدة، بينما ربيع هذا العام وكثرة الأمطار خففا عنا أعباء كثيرة، وهذا الربيع كان فصلاً للخير والعطاء والبركة".
وبدورها تقول المهجرة العفرينية سلطانه قاسم وهي في العقد السابع من عمرها "ربيع هذا العام أعطانا القوة للاستمرار بالمقاومة والإصرار خاصة كونه يشبه ربيع منطقتنا، الأراضي أعطت مناظراً خلاباً من خلال الزهور المتنوعة التي زينب بها منطقة الشهباء".
وأشارت إلى أنها تقوم بجمع البابونج والزعتر البري من أجل المونة، ولعدم شراء الخضروات من السوق في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار قامت بزراعتها أمام وجانب منزلها في قرية غرناطة.
وأوضحت أن النساء في الشهباء تعانين كثيراً، ولكن بالرغم من ذلك تسعى الإدارة الذاتية الديمقراطية إلى تلبية كافة متطلبات الأهالي قدر المستطاع.