مهجروا عفرين... المقاومة عنوان حياتهم
رغم تهجيرهم قسراً مرتين من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته إلا أن أهالي عفرين والشهباء لا زالوا على أمل العودة إلى ديارهم، فالمقاومة عنوان حياتهم.
سيبيليا الإبراهيم
الرقة ـ يصادف 20 كانون الثاني/يناير ذكرى احتلال مدينة عفرين من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، وقبل أن تشفى جراح النازحين وبدلاً من أن يعودوا إلى ديارهم هجروا مرة أخرى من مدينتي الشهباء وتل رفعت إلى مدن إقليم شمال وشرق سوريا.
شن الاحتلال التركي في عام 2018 على مدينة عفرين بإقليم شمال وشرق سوريا هجوماً بربري ولم تتمكن المقاومة التي دامت 58 يوماً من إنقاذ المدينة، مع استخدام المحتل مختلف الأسلحة الثقيلة وحتى المحرمة دولياً، وهُجر الآلاف من سكان عفرين الأصليين، وبعد ذلك لم يتوانى الاحتلال عن ممارسة سياسية التغيير الديمغرافي على مرآى من المجتمع الدولي.
وخلال سنوات الاحتلال انتشرت في عفرين حالة من الفوضى والقتل والاغتصاب والنهب والسلب ضحيتها من بقوا في أرضهم، أما الذين اختاروا النزوح إلى مدينة الشهباء وتحملوا حياة الخيام بقوا على أمل العودة، لكن المصالح الدولية لا تراعي إرادة الشعوب فالهجوم التركي هذه المرة استهدف النازحين وهجرهم إلى مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.
ويعيش جزء من النازحين في مدينتي الرقة والطبقة وعن التحديات التي يعيشونها، وكذلك أطماع الاحتلال التركي قالت الرئاسة المشتركة لرابطة عفرين الاجتماعية في مقاطعة الرقة مريم بلال "يسعى الاحتلال التركي لتغيير ديمغرافية المنطقة، وذلك عبر احتلال المزيد من الأراضي السورية ليعيد أمجاده العثمانية والحكم الديكتاتوري، وتهجير السكان الأصليين وتوطين المرتزقة في عفرين، والنيل من إرادة المكون الكردي ومحو ثقافته ولغته وهويته وهذا ظهر حين تم منع التحدث باللغة الكردية وفرض اللغة التركية في المدارس".
وعن واقع مدينة عفرين على مدار سبعة أعوام بينت "شهدت مدينة عفرين أبشع الصور المأساوية والمحزنة فقد تعرض الأهالي والشبان خاصة للاعتقالات التعسفية إذ تكون التهمة جاهزة قبل وقت من اعتقاله لتحصيل الفدية، إضافة لتعرض النساء للخطف والقتل والاغتصاب حتى أنه لاتزال العديد من النساء في سجونهم دون معرفة مصيرهن، حتى الأرض لم تسلم من انتهاكاتهم الوحشية فقد قطعوا أشجار الزيتون وفرضوا أتاوات على الأهالي".
وحول تهجير أهالي عفرين للمرة الثانية قالت "لم يكتفي الاحتلال التركي ومرتزقته بالسيطرة على مدينة عفرين بل شن هجوم مؤخراً على تل رفعت والشهباء أي على النازحين في المخيمات، فلم يسلموا من المحتل التركي حتى في خيمهم وأراد الانتقام من صمودهم، ومحاولاً إجهاض أملهم بالعودة إلى أرضهم".
واعتبرت أن الاحتلال التركي عمل على استغلال المشهد السياسي السوري، بهدف استرجاع ما خسره في الحرب العالمية الأولى، مؤكدةً أنهم رغم كل المعاناة والتهجير القسري صامدون ولن يستسلموا لهذا الهجمات.
كما وجهت رسالة باسم أهالي عفرين والشهباء وتل رفعت قالت فيها "لن نستلم مهما تعرضنا للهجمات، ونعاهد بأننا سنستمر بدعم قواتنا العسكرية، على أمل العودة إلى أراضينا وتحريرها وطرد المحتل التركي ومرتزقته من كافة الأراضي السورية".
ومن جانبها أشارت نعيمة رشو من ناحية جنديرس التي كانت تقيم في مخيمات الشهباء "هجرنا الاحتلال التركي من مدينة عفرين، وقصدنا مدينة الشهباء على أمل العودة لعفرين محررة في يوم ما، وبقينا نقاوم لسنوات في مخيمات المقاومة وسط الظروف الصعبة من تحمل برد الشتاء وحر الصيف والحصار المفروض، لكن الاحتلال التركي لم يكتفي بذلك وارتكب مجازر جديدة في تل رفعت والشهباء وهدد بإبادتنا لذلك أجبرنا على التوجه نحو المناطق الآمنة بإقليم شمال وشرق سوريا، فضلاً عما شاهدناه من تجاوزات وانتهاكات بحق المهجرين من قتل وإذلال ناهيك عن فقدان الأطفال لحياتهم في طريق توجههم إلى الأماكن الآمنة من البرد القارس".
ولفتت "هناك مفقودين من عوائلنا منذ احتلال عفرين، وخلال العملية الأخيرة فُقد آخرين من الشهباء وفقدنا التواصل معهم".
وأعربت عن سأمهم من المعاناة والموت والمأساة التي تلاحقهم "منذ احتلال مدينتنا عفرين والموت والمعاناة تلاحقنا أينما توجهنا، تعبنا من هذه المأساة التي تقف خلفها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، لا نعلم ما الذي يريدونه منا إلى متى سنبقى نعيش هذا اليأس، ما ذنبا نحن مدنيين عزل لا يهمنا سوى انقاذ أرواحنا وأطفالنا والعيش بكرامة في مدننا بعيداً عن الاحتلال وإرهابه".
ولم ينتهي حلم العودة بالنسبة لنعيمة رشو "لم ينقطع أملنا بالعودة ولا زلنا نقاوم وسط ظروف النزوح الصعبة ونوجه نداء للدول المعنية والمنظمات الحقوقية بمحاسبة الاحتلال التركي ومرتزقته على الجرائم المرتكبة بحقنا".